"التجويع كسلاح حرب".. ستريت جورنال: إشتداد القتال يهدد بالقضاء على عملية السلام في اليمن (ترجمة خاصة)

قالت صحيفة أمريكية "إن اشتداد وتيرة القتال في اليمن في الأيام الأخيرة، يهدد بالقضاء على عملية السلام المتوقفة، وتعميق ما تسميه منظمات الإغاثة أسوأ كارثة إنسانية في العالم"، ولفتت "أن الجانبان يستخدمان التجويع كسلاح حرب".
 

وتصاعدت الاشتباكات حول مدينة الحديدة الساحلية، التي كانت الحكومة المدعومة من السعودية والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران قد أبرما اتفاقًا لوقف إطلاق النار في أواخر عام 2018، والذي كان من المفترض أن يمهد الطريق لاتفاق أوسع لإنهاء الحرب المستمرة منذ ما يقرب من ست سنوات.
 

وشهدت الحديدة، الأسبوع الماضي، أسوأ تصعيد للعنف منذ الهدنة قبل عامين، بحسب مراقبين دوليين بالإضافة لكلا الطرفين المتحاربين.  حيث شهدت الاشتباكات غارات جوية من التحالف المدعوم من السعودية وقصف من قبل المتمردين الحوثيين، وهو الامر الذي تواصل أيضًا في أماكن أخرى من البلاد.
 

وكان عدد الضحايا المدنيين على مستوى البلاد في سبتمبر هو الأعلى منذ نوفمبر الماضي، حيث قُتل 67 وأصيب 123، وفقًا لمشروع مراقبة الأثر المدني، الذي يجمع بيانات عن النزاع المسلح في اليمن.
 


وقالت صحيفة «The Wall Street Journal» الأمريكية - في تقرير ترجمة "يمن شباب نت" - "إن تصاعد العنف يهدد بتفاقم أزمة الجوع التي تعتبر نتيجة للصراع الجاري على نطاق واسع في اليمن، حيث يحتاج ثلثا السكان إلى مساعدات غذائية.


ووفق الصحيفة "يدير برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، والذي فاز يوم الجمعة بجائزة نوبل للسلام، أكبر برنامج طوارئ له في اليمن، وقد حصل برنامج الأغذية العالمي على جائزة السلام نظير حربه ضد "الجوع كسلاح حرب".
 

وطوال حرب اليمن، عطل التحالف المسيطر والحوثيون إمدادات الغذاء والمياه، وجرى استخدامها كوسيلة من وسائل الحرب، وذلك في انتهاك للقانون الدولي، وفقًا للأمم المتحدة.
 

وفرض التحالف حصارًا جويًا وبريًا وبحريًا على مناطق الحوثيين حول صنعاء، مع خضوع الواردات لموافقة التحالف، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار. فيما قالت منظمات الإغاثة وحقوق الإنسان إن غارات التحالف دمرت المئات من قوارب الصيد وأضرمت النيران في حقول المزارعين.  حيث سيؤدي تعطيل العمليات في الحديدة، المدخل الرئيسي للميناء في الشمال، إلى زيادة الأسعار، كما أن انخفاض قيمة العملة اليمنية بسرعة يفاقم المخاطر.
 

وقال أليكس دي وال، مؤلف كتاب "الجوع الجماعي: تاريخ المجاعة ومستقبلها": "في البداية، توقع السعوديون حربًا قصيرة، واعتقدوا أن إلحاق مشقة شديدة باستخدام الحصار سيكون أفضل من محاربة الحوثيين على الأرض".
 

وقال: "لقد تحول ذلك إلى جهد دؤوب لتدمير اقتصاد المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، بما في ذلك الهجمات على العديد من ضروريات الحياة". 
 

وأضاف السيد دي وال أن الحوثيين "استغلوا معاناة الشعب اليمني" وكذلك استغلوها لجذب المساعدات الإنسانية والاستفادة منها. 
 

داخل صنعاء، أعاق الحوثيون توزيع المساعدات الدولية من خلال محاولة فرض ضريبة بنسبة 2٪ على المساعدات في مناطقهم، واتهم برنامج الأغذية العالمي العام الماضي الحوثيين بتحويل مسار المساعدات، وهدد بوقف المساعدة على مراحل، كما فرض الحوثيون حصاراً على تعز، ثالث أكبر مدينة في البلاد، في الجنوب الغربي.
 

وقد قصف التحالف بشكل عشوائي وسائل نقل الأغذية والأسواق ومنشآت المياه، بينما قصف الحوثيون المدنيين، مما جعل التسوق لشراء الطعام مسعى خطيرًا، وفقًا لوكالات الإغاثة الدولية. 
 


وقال السيد دي وال، - وهو أيضًا المدير التنفيذي لمؤسسة السلام العالمي ومقرها ماساتشوستس الامريكية "-، إن مثل هذه التكتيكات تمثل سعيا متهورا لتحقيق أهداف عسكرية وسياسية واقتصادية تتسبب عن قصد في المجاعة كنتيجة متوقعة"، واضاف بالقول "مع العلم أن اليمن كان بالفعل ضعيفًا للغاية، يصبح من المستهجن بشكل مضاعف شن حرب مجاعة هناك".
 

لا يعرف حوالي 7.4 مليون يمني من أين ستأتي وجبتهم التالية، وأكثر من 12 مليونًا في حاجة ماسة إلى المساعدة للحصول على مياه الشرب، ووفقًا للأمم المتحدة، يحتاج مليوني طفل إلى علاج لسوء التغذية الحاد، الذي يمكن أن يتسبب في توقف النمو اضافة الى تأثيره على النمو العقلي. 
 

كما أدى فيروس كورونا إلى تفاقم الأزمة، على الرغم من أن اليمن أبلغ عن حوالي 2000 حالة فقط بسبب قدرة الاختبار المحدودة وضعف الإبلاغ في مناطق الحوثيين.  في بعض المناطق، ارتفعت تكلفة الحد الأدنى لسلة الغذاء بنسبة تصل إلى 35٪ منذ أن بدأ الوباء، وفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن، وكذلك بسبب أزمة العملة أيضًا.
 

في غضون ذلك، ومع تعثر جهود السلام التي توسطت فيها الأمم المتحدة، فتح الحوثيون ثلاث جبهات جديدة في منطقة مأرب شرق صنعاء، متقدمين نحو آخر معقل للحكومة المعترف بها دوليا، والتي طردها انفصاليون من مدينة عدن جنوب مدينة صنعاء العام الماضي، حيث أن الاستيلاء على مأرب من شأنه أن يمنح المتمردين الحوثيين سيطرة على أحد أكبر حقول النفط والغاز في البلاد. 
 

وقال العميد اللواء صادق دويد، - المتحدث باسم المقاومة الوطنية المدعومة من التحالف - "إن الهجوم في مأرب شجع المتمردين الحوثيين على تصعيد الهجمات في الحديدة". 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر