ذا ايكونوميست: حرب اليمن تدور في حلقة مُفرغة والجيران الأثرياء تركوا اليمنيين على شفا المجاعة (ترجمة خاصة)

قالت مجلة بريطانية "أن الحرب في اليمن تدور في حلقة لا نهاية لها، والفظائع تتلوها فظائع، فالحكومة مدعومة من قبل التحالف بقيادة السعودية الذي يقصف المدنيين، فيما المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران، يقومون بتجنيد الأطفال وإطلاق القذائف بشكل عشوائي على المدن".
 

وأشارت مجلة «The Economist» في تقرير- ترجمه "يمن شباب نت" - "بدأ الحوثيون حملة للاستيلاء على محافظة مأرب، التي تمتلك الكثير من نفط اليمن، حيث شكلت المدينة مكانًا للاستقرار النسبي، مما جعلها مركزًا للمدنيين النازحين من المحافظات الأخرى، تضاعف عدد سكانها ربما عشرة أضعاف منذ بدء الحرب، إلى ما يقدر بثلاثة ملايين.  


وذكرت "خسر الحوثيون آلاف المقاتلين الذين حاولوا الاستيلاء عليها، وبالتالي فإن هجومهم يعيق محادثات السلام". 
 

وقالت المجلة "أن الجهود المبذولة لتحقيق السلام لا تزال تراوح مكانها، حيث لم تؤدي عملية تبادل 1081 سجيناً، التي تم الاتفاق عليها في نهاية سبتمبر، إلا إلى ظهور آمال ضئيلة، كما تم ترتيب صفقة تبادل مماثلة، شملت 15000 محتجز، في 2018 لكن لم يتم تنفيذها بالكامل. وهكذا، فحلقة الصراع مستمرة بلا اختراق".
 


في السنوات الست الماضية، أودى الصراع بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص وألحق أضرارًا جسيمة بملايين آخرين، اليوم هو يتصاعد مرة أخرى، حيث قتل المدنيون في أغسطس الماضي بأعداد أكبر من أي شهر آخر هذا العام.


ولفتت "أن الاقتصاد ينهار، ووباء كوفيد -19 ينتشر دون رادع، اضافة الى ناقلة صدئة قبالة الساحل الغربي محملة بما يقرب من 1.1 مليون برميل من النفط، مما قد يتسبب في كارثة بيئية".


وسط كل هذه المعاناة، تصبح المجاعة المشكلة الأكثر إلحاحًا في اليمن، إذ يحتاج حوالي ثلثي سكانها البالغ عددهم 30 مليون نسمة إلى مساعدات غذائية، وتقول الأمم المتحدة إن الملايين على شفا المجاعة/ ولابد أن يكون إطعام أولئك الناس ممكنا.


فالهيئات الدولية دقت ناقوس الخطر، ومنظمات الإغاثة تعرف ماذا تفعل، ويبقى السؤال هو ما إذا كان جيران اليمن الأثرياء، الذين ابقوا القتال مستمرا بالسلاح والمال، سيكون لديهم مروءة أيضًا لإمداد شعب البلاد بالغذاء والدواء؟ - وما إذا كان متقاتلو الحرب العنيدون والمهتمون بمصالحهم فقط سيسمحون للمساعدات بالوصول، وفق تعبير المجلة. 
 

قبل عامين طلبت الأمم المتحدة مليارات الدولارات لجهود الإغاثة، كان الوقت المناسب لذلك، وكان السعوديون حريصين على إصلاح صورتهم التي شوهتها الحرب وقتل الصحفي المعارض جمال خاشقجي، كما كانت الإمارات، التي قادت الحرب البرية للتحالف في اليمن حتى العام الماضي، تخوض حملة دعائية، وجنبا إلى جنب مع الكويت، كلاهما تبرعا بسخاء، ونتيجة لذلك، تم إنقاذ عدد لا يحصى من الأرواح. 
 

في الآونة الأخيرة، كان للسعوديين والإماراتيين والكويتيين أولويات أخرى، حيث استضافت المملكة العربية السعودية مؤتمر المانحين الدولي في يونيو، بعد أن تعهدت بتقديم 500 مليون دولار هذا العام (انخفض الرقمً من 750 مليون دولار العام الماضي)، وخفضت المملكة منذ ذلك الحين التزامها إلى 300 مليون دولار - أفضل من الإمارات التي لم تتعهد بشيء هذا العام حتى الآن.
 


يقول مارك لوكوك ، منسق الإغاثة في حالات الطوارئ في الأمم المتحدة: "إنه أمر مستهجن بشكل خاص أن نعد بالمال، مما يمنح الناس الأمل في أن المساعدة قد تكون في الطريق ، ثم تتبدد تلك الآمال بمجرد الفشل في الوفاء بالوعد". 
 

بخصوص ناقلة النفط صافر، المهجورة في عرض البحر الأحمر، ذكرت مجلة «The Economist» - في تقرير منفصل - بأن الحوثيين منعوا أي أعمال صيانة لها، ووفقا للمجلة "تعتبر السفينة، في تصور الحوثيين، عقبة مفيدة أمام أي هجوم بقيادة السعودية على الحديدة، التي تحتوي الميناء القريب الذي يتعامل مع معظم واردات اليمن".   
 

بغض النظر عن أن الانسكاب النفطي سيكون كارثة بيئية فإن حمولة الناقلة صافر هي أربعة أضعاف حمولة "اكسون فالديز"، التي جرفت مئات الأميال من ساحل ألاسكا عندما جنحت في عام 1989. 
 

وقالت المجلة "مثل هذا التفكير قصير النظر، من قبل كل من الحوثيين وخصومهم سيحيل الحرب كارثة إنسانية مستعصية"، حتى بعيدًا عن الخطوط الأمامية، تبدو الحياة بئيسة، إذ ينتشر نقص الوقود على نطاق واسع في شمال اليمن، كلا الجانبين مذنب في تفاقمها. 
 

ولفت تقرير المجلة "أن اليمن لديه مصادر قليلة من العملة الصعبة بالنظر إلى أن سنوات الحرب لم تترك سوى القليل في طريق الصادرات أو السياحة أو الاستثمار، كما ان ودائع السعودية التي بلغت ملياري دولار في البنك النقدية في عام 2018 على وشك النفاد".
 

وتابعت "آخر شريان الحياة المتبقي في البلاد هو التحويلات، التي بلغ مجموعها 3.8 مليار دولار العام الماضي، حوالي ثلاثة أخماس ذلك يأتي من مليوني يمني يعملون في المملكة العربية السعودية، لكن أعدادهم تضاءلت مع سعي الحكومة السعودية لطرد المهاجرين لتحرير الوظائف للمواطنين (سعودة الوظائف)، ولذا فقد انخفضت التحويلات بنسبة تتراوح بين 70 و80٪ هذا العام". 
 

ما يزال الدبلوماسيون يأملون في أن يتمكنوا من التوسط في هدنة في اليمن، وهم يعملون على لائحة إجراءات بناء الثقة، من تبادل الأسرى إلى إعادة فتح المطار في صنعاء والممرات الملاحية، - مع ذلك ترى المجلة - "لن يكسب أي من الجانبين الكثير من القتال المستمر حيث أن الحرب مدمرة لليمنيين ومكلفة للسعودية من حيث المال والسمعة، ومع ذلك لا يبدو أن أيا منهما مستعدا لإيقافها".
 

لا يبدو أن الحكومة ولا الحوثيين يهتمون بالأشخاص الذين يأملون في حكمهم أكثر مما يهتم به داعموهم الخارجيين، إن منع المجاعة لن يتطلب الكثير - فقط المزيد من الأموال من دول الخليج، ورفع الحصار وتعاونا من الحوثيين، للأسف، لو كان هنالك ذرة تأثر بمعاناة اليمنيين لدى المتحاربين، لكانت الحرب قد انتهت منذ فترة طويلة. 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر