تحليل أمريكي: كيف ضاعفت تحركات الانتقالي من الضغوط التي تواجهها القوات الحكومية بمأرب؟ (ترجمة خاصة)

أصبحت محافظة مأرب الغنية بالنفط على نحو متزايد النقطة المحورية للحرب في اليمن مع تكثيف تصميم الحوثيين على السيطرة على المحافظة الاستراتيجية خلال الأشهر العديدة الماضية.
 

وبحسب تحليل لمؤسسة «The Jamestown» الأمريكية للأبحاث، - ترجمة "يمن شباب نت" - فإن هجوم الحوثيين في مأرب يمثل تهديدا مزدوجا للحكومة اليمنية، حيث تعتبر المدينة آخر معقل متبقي في الشمال للحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا.
 

وأشار "وهي منطقة استراتيجية رئيسية ليس فقط بسبب حقولها النفطية، ولكن أيضًا لأنها قد تمهد الطريق للحوثيين للانتقال في نهاية المطاف إلى المحافظات الجنوبية الرئيسية، وسط غياب أي مؤشرات على التراجع في الانقسامات بين المجلس الانتقالي الجنوبي والقوات الموالية للحكومة". 
 

إقرأ أيضا..
تحركات "الإنتقالي" الأخيرة وعلاقته بالتصعيد "الحوثي".. إلى أين تتجه البوصلة؟ (تقرير خاص)


وأضاف "بأن الهجوم العسكري للحوثيين في مأرب يتزامن مع تطورات مهمة أخرى قوضت الحكومة اليمنية وقدرة المملكة العربية السعودية على التحكم بأي نتائج مستقبلية في اليمن". 
 

ولفت "بأن احتمال فقدان الأصول الاقتصادية الهامة في المحافظات الجنوبية لصالح سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي سيمنع استخدام تلك القوات الموالية للحكومة لدعم الخطوط الأمامية في مأرب". 
 


ووفقا للتحليل، من بين التطورات الأكثر أهمية، والتي لها أيضًا تداعيات خطيرة على معركة مأرب، هو انسحاب المجلس الانتقالي الجنوبي من اتفاق الرياض المضطرب، الذي ينطوي على تقاسم السلطة وترعاه السعودية كما يهدف إلى تهدئة القتال بين المجلس الانتقالي الجنوبي والقوات الموالية للحكومة. 
 

وقال بأنه وبعيدا عن التفوق الجوي، بحوزة التحالف السعودي والحكومة اليمنية القليل من المزايا في قتالهما ضد الحوثيين في مأرب.  فقد أصابت حالة الاضطراب المتواصلة وعدم اليقين الصفوف الموالية للحكومة، والتي تعد إلى حد كبير قوة قتالية غير متماسكة ومجمعة معًا من مناطق ومحافظات مختلفة، ولها دوافع سياسية متباينة، مما يعيق قدرة الحكومة على فرض الأولويات الاستراتيجية والعملياتية.
 

كما شهدت المستويات العليا داخل التحالف اضطرابات مستمرة، كما يتضح من إقالة الملك سلمان لقائد قوات التحالف الأمير فهد بن تركي.


ووفقا لتحليل «The Jamestown»، فإن التحدي الرئيسي الآخر الذي يتجاوز قدرة الحوثيين على المناورة الفائقة ومسألة حشد الدعم القبلي في مأرب، هو تردد الحكومة في إعادة نشر القوات من المواقع الجنوبية الحساسة والغنية بالموارد - ولا سيما بيحان وعتق في شبوة وسيئون في حضرموت - خوفًا من أن يستغل المجلس الانتقالي الجنوبي الوضع لتحقيق مكاسب من شأنها أن تزيد من تآكل سلطة الحكومة.
 

فبالإضافة إلى مأرب، تمثل هذه المواقع الجنوبية قواعد القوة الأساسية للحكومة بالإضافة إلى أنها تحتوي كل إنتاج النفط في البلاد تقريبًا.  وقد شهدت هذه المناطق بشكل متقطع معارك عنيفة بين قوات المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة منذ أغسطس 2019، ويعتبرها المجلس الانتقالي الجنوبي ضرورية لهدفه المتمثل في أن يكون السلطة الجنوبية الغالبة هناك.


وذكر التحليل بالقول بأن نجاح الحوثيين في مأرب سيمثل نقطة تحول حاسمة في الحرب وهزيمة كبيرة للحكومة والتحالف السعودي، مما سيتركهم محاصرين بشكل رئيسي من قبل الحوثيين من ناحية والمجلس الانتقالي الجنوبي من ناحية أخرى.


مضيفا بأنه وفي مثل هذا السيناريو، سيُترك أمام التحالف السعودي والحكومة اليمنية خيارات قليلة بخلاف التفاوض من موقف ضعف كبير، أو تأجيل المعركة الخاسرة لفترة أطول بكثير مما يرغب التحالف. 
 

وقال بأنه مع تقدم الحوثيين نحو مأرب وانسحاب المجلس الانتقالي الجنوبي من اتفاق الرياض، تواجه الحكومة اليمنية والتحالف السعودي واحدة من أكبر معضلاتهما منذ بدء الحرب.
 

 فقد أدى منع المجلس الانتقالي الجنوبي من اكتساب المزيد من الأرض إلى جعل القوات الموالية للحكومة أقل مرونة لأكثر من عام في حين تآكلت شرعية الحكومة بشكل أكبر، وفق التحليل الأمريكي. 


- فيديو :


مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر