مركز "الشقيراء" الصحي بـ"الوازعية".. خدمات متطورة وآمال كبيرة بتحويله إلى مشفى ريفي

[ قرار بتحويل مركز الشقيراء الصحي بالوازعية إلى مستشفى ريفي لخدمة سكان المديرية ومحيطها ]

 ضمن ثمانية مراكز صحيه في ريف محافظة تعز، بدأ العمل على تحويل "مركز الشقيرا الصحي"، الرابض في قلب منطقة الشقيرا (المركز الاداري لمديرية الوازعية)، إلى مستشفى ريفي، سيكون هو الأول من نوعه في المديرية.
 
وأتخذ قرار تطوير خدمات المركز وتحويله إلى مشفى ريفي من قبل مكتب الصحة بمحافظة تعز، قبل ثلاثة أشهر تقريبا. ومع أن هذا المركز تطور كثيرا خلال الفترة الماضية بجهود محلية ذاتية وبدعم من منظمات دولية. إلا أنه في حال الإنتهاء من هذا التحديث المنتظر، فمن المرجح أن يستفيد من خدماته ما يربو على مائة ألف نسمه من سكان مناطق وقرى مديرية "الوازعيه"، بالاضافة إلى مديرية "موزع" المجاورة، وأجزاء من مديرية "الشمايتين"، ومنطقة "المضاربة" في محافظة "لحج".
 
 ومن خلاله، يأمل سكان هذه المناطق في أن يسهم قرار تحويل هذا المركز إلى مشفى صحي، في رفع القدرات الصحية لهذا المستشفى، بما يتناسب مع طموحات السكان، وتوفير تجشم عناء السفر إلى مناطق بعيدة، تكلفهم خسائر مالية كبيرة، في ظل أوضاع اقتصاديه في غاية الصعوبة، زادت أكثر مع انعدام المرتبات وتقلص فرص العمل..!!
 

استعادة بعد حرب
 
 مع بداية الحرب، التي أندلعت مطلع العام 2015، تأثر "مركز الشقيرا الصحي" بشكل كبير، لا سيما عقب اجتياح ميليشيات الحوثي الإنقلابية لمديرية الوازعية أوآخرالعام 2015، حيث توقف المركز عن تقديم خدماته.
 
ووفقا لمدير مكتب الصحة والسكان في مديرية الوازعية "رباش البوكري"، فإن المكتب استلم المركز عقب تحرير مديرية الوازعية من الحوثيين في 12 مايو 2017، وهو "خاويا على عروشه، ولا توجد بداخله أدنى مقومات المركز الصحي، غير المبنى فقط".
 
 وأوضح البوكري لـ"يمن شباب نت"، أنهم، وعقب طرد المقاومة الشعبية للمتمردين الحوثيين من المديرية وتوقف المواجهات فيها، بذلوا جهودا كبيرة من أجل تطبيع الحياة في المديرية بعد التحرير، بما في ذلك إعادة العمل بالمركز واستئناف تقديم الخدمات الطبية للمواطنين.
 
وأضاف: وبرغم المشاكل الكبيرة التي واجهناها، حينها، إلا أننا، وبفضل تعاون مكتب الصحة العامة والسكان بالمحافظة، ودخول العديد من الجهات المانحة، تمكنا من تشغيل المركز وتوفير العديد من المعدات التي كان يفتقر إليها المركز، والتعاقد مع زهاء ثلاثين عاملا صحيا وإداريا في المديرية عبر الصليب الأحمر  الدولي.
 



تطوير وخدمات جديدة

 حاليا، يستقبل المركز الصحي في الشقيراء، ما يربو على مائة حالة يوميا، بحسب تأكيدات مدير مكتب الصحة بالمديرية، الذي أرجع أرتفاع وزيادة حجم الإقبال على المركز مؤخرا إلى إضافة بعض الخدمات النوعية الجديدة، التي دخلت في عمل المستشفى بفعل دعم المنظمات الدولية، مثل المعاينة والفحص، وتوفير الدواء المجاني..
 
من جانبه، تطرق الطبيب في المشفى "صدام سلطان" إلى أهم الخدمات الجديدة المستحدثة، التي طرأت في عمل المركز مؤخرا، والتي اصبح بفضلها يعمل على مدى 24 ساعه، مع وجود طبيب مناوب على مدار اليوم لتقديم الخدمات والاستشارات الطبية.
 
 وإلى جانب ذلك، تحدث سلطان لـ"يمن شباب نت" عن رفد المشفى بكوادر تمريضية جديدة، تعمل على تقديم خدمة الطوارئ التوليديه على مدار الوقت، إضافة إلى التغذية، واللقاحات، وغيرها من الخدمات الطبية العديدة..
 
وأشار إلى أن الحالات التي يستقبلها المستشفى، لا تقتصر فقط على المناطق العديدة والبعيدة من داخل مديرية الوازعية، بل ومن مناطق مجاورة أخرى للمديرية، حيث يصل معدلها اليوم ما بين 70 إلى 90 حالة يوميا، منوها إلى أن الأعداد تتزايد أكثر من هذا المعدل في بعض الأيام، لا سيما مؤخرا، مع سماع الناس عن تعدد الخدمات التي يقدمها المركز.
 
ومع هذه التحديثات التطويرية، أعتبر مدير مكتب الصحة بالمديرية أن قرار تحويل المركز إلى مستشفى ريفي، من شأنه أن "يحدث نقلة نوعية أكبر في العمل الصحي بالمديرية، ومحيطها"، مرجحا أن "تستفيد من خدماته مناطق واسعة في المديرية، والمديريات والمناطق المجاورة لها، ما سيضاعف أكثر من إجمالي الزوار، لتلقي العلاج في المستشفى، إلى أكثر من الأعداد الحالية"
 

آمال.. ومخاوف

وشهدت مديرية الوازعية نموا متسارعا، عقب تحريرها من المتمردين الحوثيين، وخاصة عاصمتها الادارية (الشقيرا) لوقوعها على الخط الرابط بين مدينة تعز (عاصمة المحافظة)، ومدينة المخا الساحلية، من الجهة الغربية.
 
وفي الجانب الصحي، يوجد في مديرية الوازعية 12 مرفقا صحيا؛ منها ثلاثة مراكز، وتسع وحدات صحية صغيرة؛ تشمل خدماتها العزل الأرباع الواقعة ضمن نطاق المديرية، وهي: المشاولة، والظريفة، والبوكرة والاحيوق.
 
 وجاء قرار تحويل مركز الشيقرا الصحي إلى مستشفى ريفي، ليرفع من آمال سكان المديرية وبقية المديريات المجاورة والقريبة، في الارتقاء بالوضع الصحي في المنطقة ومحيطها.
 
المواطن أحمد عبدان، من سكان الوازعية، قال إنه كان ينقل مرضاه إلى مدينة تعز، إو إلى عزلة الظريفة بالمديرية؛ وفي رمضان الماضي زار مستشفى الشقيرا لأول مرة، فشعر بإرتياح كبير لما لمسه من تطور ملحوظ في خدماته، بما في ذلك وجود كوادر طبية متخصصة.
 
ومع ذلك، إلا أنه أكد لـ"يمن شباب نت"، أن تلك الخدمات مازالت تعاني كثيرا من القصور، حيث يحتاج المستشفى إلى تعدد الأطباء المتخصصين، وفقا لاحتياجات مختلف المرضى في المديرية.
 
وأعرب عبدان عن أمله الكبير في تطوير العمل الصحي في المستشفى بشكل أكبر، كما هو متوقع، كي تخفف الاعباء الجسدية والمالية عن السكان، داعيا المنظمات الدولية والمحلية "إذا أرادت دعم الوازعية صحيا، فعليها أن تدعم مستشفى الشقيرا بكل المعدات المتقدمة كي تسهم في التخفيف من معاناة الناس"
 
 وشهدت مديرية الوازعية موجة كبيرة من تفشي الأوبئة، كالكوليرا وحمى الضنك والدفتيريا، وخاصة في بلدة الغيل وعزلة الظريفة. حيث تم رصد 400 حالة بحمى الضنك، و200 حالة كوليرا، وعشر حالات دفتيريا. وفقا للاحصائيات التي حصل "يمن شباب نت" عليها، من مكتب الصحة بالمديرية.
 
 ومؤخرا، بدأ ينتاب السكان قلق كبير من إمكانية تفشي كورونا، لاسيما وأن المديرية تعتبر أحد الممرات الرئيسية للمهاجرين القادمين عبر البحر من دول القرن الأفريقي، وفيها توجد بعض الاحواش التي يستخدمها المهربون، المتاجرون بالبشر..!!
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر