في ظل مخاوف من "كورونا" وتفاقم الأوضاع المعيشية.. كيف يستقبل اليمنيون شهر رمضان؟

مع دخول شهر رمضان يعيش "احمد العديني" حالة من القلق بعد أن فقد مصدر زرقة الوحيد الذي كان يعول به أفراد أسرته، وأصبح في قائمة المحتاجين، بعد أن تسببت الحرب وجائحة كورونا بإيقافه عن العمل، الذي هو عبارة عن وظيفية براتب زهيد في إحدى الحدائق العامة بصنعاء.
 
وعلى واقع أزمة إنسانية، جراء الحرب التي تدخل عامها السادس على التوالي ومخاوف من تفشي وباء كورونا. يدخل شهر رمضان على اليمنيين بأوضاع أكثر قساوة من الأعوام الماضية، خصوصا على أولئك الذين تسببت جائحة "كورونا" بإيقاف أعمالهم، أو تضرروا إثر السيول التي اجتاحت عدد المدن اليمنية خلال الأيام الماضية.
 
وتزامن رمضان هذا العام مع وباء "كورونا" الذي اجتاح العالم، وأوقف الحياة الطبيعية في بلدان العالم، وعلى الرغم من أن اليمن لم تسجل فيها إلا حالة واحدة فقط، ومازالت حرية المواطنين قائمة دون حظر، إلا أن المخاوف بشأن انتقاله بالإجراءات الاحترازية، انعكست سلبا على حياة كثير من العُمال.



رمضان وجائحة كورونا
 
محمد العديني (40 عاماً) قبل جائحة كورونا، كان يعمل في حديقة عامة بصنعاء خلال ساعات الصباح، وليلاً في إحدى المقاهي، ومع إغلاقها بسبب جائحة كورونا توقف عن العمل وأصبح في قائمة البطالة يكابد حياة القتامة والبؤس الذي لحق به بعد توقف عن العمل.
 
يشعر "العديني" بحسرة وخيبة أمل حيث اعتاد ألا تمر عليه الأيام الأخيرة من شهر شعبان، إلا وقد قام بشراء كافة احتياجات رمضان، والتفرغ للتوفير من أجل تجهيز كسوة العيد، لكنه الآن أصبح بلا عمل، وليس من السهل الحصول على عمل في ظل أوضاع الحرب التي تعيشها البلاد.
 
وقال في حديث لـ "يمن شباب نت" إن رمضان هذا العام أصعب من الأعوام الماضية، كونه يأتي في ظل ظروف قاسية وفي ظل توقفه عن العمل، نتيجة تداعيات فيروس كورونا، ولستُ وحدي فهناك كثير من العمال والموظفين الذين فقدوا أعمالهم".
 
وخلال خمس سنوات من الحرب فقد الكثير من اليمنيين، متعة استقبال المناسبات الدينية، حيث تفاقمت الأوضاع الاقتصادية للكثير من الأسر، وأصبح توفير المعيشية مهمة صعبة تثقل كاهل الموطن، وتسببت بالعزوف عن شراء الكماليات الرمضانية والاكتفاء بالأساسيات.


أزمات وأسعار مرتفعة

في ظل أزمة خانقة في الغاز المنزلي وارتفاع أسعار المشتقات النفطية - رغم انخفاضها عالميا - بالإضافة إلى ارتفاع أسعار السلع والخدمات الأساسية والتي بدورها انعكست سلبا على حياة المواطنين وفاقمت معاناتهم اليومية وتسببت بفقدان البهجة في استقبال رمضان.
 
ومع حلول شهر "رمضان" وتفشى كورونا في العالم، بدأت أسعار السلع والخدمات الأساسية بالارتفاع بشكل جنوني، يقول "بسام السامعي" - هو سائق تاكسي بصنعاء - "أن ارتفاع أسعار السلع والخدمات الأساسية مع انعدام فرص العمل سرقت البهجة الرمضانية من وجوه المواطنين الذين يستقبلون رمضان هذا العام في ظل فقر وجوع ووباء".
 
وأضاف في حديث لـ"يمن شباب نت" أن أسعار السلع شهدت ارتفاع كبير خلال الأسبوعين الماضيين بما في ذلك أسعار المواد الغذائية مثل الدقيق والسكر وزيت الطبخ وغيرها من المواد الأساسية بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الخضروات ونحن نكافح لتدبير شؤون حياتنا لكن هناك ناس لا يستطيعون توفير شيء.
 
وأشار: إلى "أن التجار في صنعاء يستغلون قدوم شهر في افتعال الأزمات في بعض الأصناف ورفع أسعار السلع والخدمات الأساسية مستغلين حاجة الناس لشرائها دون أدنى مسؤولية تجاه المواطنين الذين يعيشون أوضاع قاسية".


 
أسواق خاوية وظروف استثنائية
 
على غير عادتها بدت أسوق العاصمة شبه خالية من المواطنين خلال الأيام الماضية والتي كان من المتعارف عليها سابقا أنها لا تخلو من المواطنين طوال الوقت حيث يبدأ المواطنون بالاستعداد لتجهيز كافة الاحتياجات الرمضانية طيلة أيام شعبان وحتى مرور عشرة أيام من رمضان.
 
وخلال السنوات الست الماضية فقد اليمنيون الشعور بالبهجة وفرحة الشهر الفضيل، التي تعود عليها اليمنيون قبل اندلاع الحرب، وخفت حركة الأسواق التجارية وتراجعت نسبة مبيعات الأصناف الرمضانية إلى أدنى مستوى لها، ولم يعد المواطن اليمني يهتم لمثل تلك التفاصيل التي كانت تترافق مع دخول رمضان.
 
وقال تجار بصنعاء لـ "يمن شباب نت"، أن إقبال الناس على شراء المواد الغذائية والاحتياجات الرمضانية تراجعت بنسبة كبيرة نظرا للظروف المعيشية المتدنية التي فرضتها الحرب على المواطنين بالإضافة تأثيرات جائحة فيروس "كورونا" والتي بدورها انعكست سلبا على حركة الأسواق التجارية وتراجع كمية المبيعات خلال هذا العام.
 
وعلى الرغم من أن توفر المنتجات الرمضانية التي تزدهر تجارتها قبل دخول رمضان في صنعاء، إلا أن نسبة إقبال الناس على شرائها شهد تراجعا غير مسبوق مقارنة مع الأعوام السابقة، بسبب تدني الحالة المادية للمواطنين بفعل مضاعفات الحرب التي شملت كافة الأصعدة ومجالات الحياة واثقلت كاهل المواطنين.
 
ويأتي رمضان هذا العام في ظل ظروف استثنائية غيرت معها مظاهر الحياة الطبيعية للمواطنين بفعل المخاوف من تفشي الوباء في بلد يعاني من شح في المستلزمات الطبية، وغياب الكوادر الطبية وقلة المستشفيات، وهو ما يجعل انتشار الوباء كارثة يصعب مواجهتها.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر