بعد تسجيل أول حالة إصابة.. كيف تعيش حضرموت مع حظر التجوال بسبب "كورونا" (تقرير خاص)

[ تم تطبيق حظر التجوال بنسبة كبيرة في أيامه الأولى في حضرموت ]

منذ الوهلة الأولى لتفشي فيروس كورونا (كوفيد-19) في العالم، اتخذت محافظة حضرموت (شرقي اليمن)، - الأكثر مساحة في البلاد -، عدد من الاجراءات مشددة وسريعة من أجل الوقاية، ومراقبة أي حالة اشتباه بالمنافذ لتفادي وصول الجائحة إلى المحافظة.
 
وبعد أن اكتشفت أول حالة مصابة بفيروس كورونا في حضرموت بشكل خاص، واليمن عموماً، وقت مبكر من صباح الجمعة الماضية 10إبريل 2020، حيث أعلنت السلطة المحلية عن رصد الحالة في مدينة الشحر، وعقب ذلك تم عزل المنطقة، والمريض واقربائه ومن خالطهم، وكل الحي القريب من ميناء الشحر بالكامل.
 
وعقب ذلك أعلنت السلطة حظر التجوال في جميع مديريات حضرموت، يبدأ من السادسة مساء إلى السادسة صباحاً من كل يوم، وبصورة دائمة.
 

حظر التجوال
 
وخلال ساعات المساء تعيش محافظة حضرموت حالة سكون نادرة، حيث تخلو الشوارع والأحياء من المارة كلياً، عدا القوات الأمنية التي تراقب التزام المواطنين بعدم الخروج من المنازل، والاستعداد لأي طارئ ممكن أن يحدث، والتقطت عدسات المصورين صورا توضح ذلك.
 



والتزم المواطنين خلال المدة التي حددتها السلطة المحلية بحضرموت، بحظر التجوال وامتنعوا عن الخروج من المنازل، حيث أشادت السلطة المحلية بالمحافظة بالتزام المواطنين، وعزت ذلك "للوعي الجماعي تفهم الناس لخطورة المرحلة، التي تمر بها المحافظة بشكل خاص، واليمن عموما".
 
وأعربت قيادة الجيش والامن بساحل حضرموت "عن ارتياحها للمستوى الكبير من الوعي المجتمعي والانضباط بالإرشادات، التي تم تعميمها على وسائل الإعلام المرئي والمسموع". وأشادوا بدور المواطنين في استجابتهم ومساعدتهم للأجهزة الأمنية والعسكرية، بالتزامهم بحظر التجوال، في مديريات الوادي والصحراء.
 

الالتفاف حول السلطة

وعقب إعلان أول حالة إصابة، بدل الجدل يسود في مواقع التواصل الاجتماعي، حول المتسبب في ذلك، في انتقادات حادة لدور السلطة في الإجراءات وإبقاء المنافذ البحرية مفتوحة، فيما ذهب بعض الناشطين إلى توزيع اتهامات مختلفة والتقليل من شأن الفيروس.
 
غير أن ناشطين وصحفيين تفاعلوا بشكل آخرـ بالتعبير عن وقوفهم إلى جانب السلطة المحلية لمحاصرة الوباء ومنع تفشيه، ودعا الاعلامي أمين بارفيد، "إلى الالتحام مع السلطة والتعامل بجدية، فدائرة خطر الفيروس كبيرة، والحركة الاعتيادية ستوصله لكل منطقة".

 
إقرأ أيضا..
إجراءات وقائية مشددة وحظر للتجوال.. كيف تستعد حضرموت لمواجهة فيروس "كورونا"؟


من جانبه قال الصحفي عبد الله مؤمن "دخلنا النفق الذي لا نتمناه، ولا ندري كيف ستكون الوتيرة التي سيسير عليها منحنى الإصابات".  وأضاف "يجب أن نضع أيدينا فوق بعضها، ونتكاتف مع الجهات الرسمية، لنصل إلى طريق يحافظ على حياة اليمنيين".
 
وتابع "بعد أن أعلنت أول اصابة بفيروس كورونا في اليمن، ومحافظة حضرموت تحديداً، نتمنى أن تقف حالة الاستهتار، ونتعامل كمواطنين بصورة أكثر جدية، مذكراً أن اليمن لا يحتمل الحرب والوباء معاً".
 
إلى ذلك دعا مثنى باظريس - أستاذ الاتصال الإعلامي - الاعلاميين والمواطنين، أن يسمحوا للطواقم الطبية، وقال: "لا تحملونهم فوق طاقتهم وتساهل غيرهم" ويجب على المواطنين المساهمة في الحد من انتشار الوباء، والبقاء بالمنازل، واتباع الارشادات الصحية".
 

حضرموت وإجراءات السلامة المبكرة
 
بالرغم من أن محافظة حضرموت، كانت السباقة في عمليات الوقاية، واتخذت إجراءات مبكرة لتفادي الوقوع، واحترازاً من تفشي فيروس "كورونا"، واعتبرها الكثيرون أنها أكثر بقعه جغرافية في اليمن، استعدت بشكل كبير، وعملت اجراءات صارمة. 

وقال الصحفي عبد الجبار الجريري، قال "إختيار فيروس كورونا ساحل حضرموت للظهور يعد رأفة ورحمة باليمنيين، فلدى أهل الساحل الوعي والفهم الكافي للتغلب عليه، حيث تعتبر أكثر بقعة جغرافية في اليمن، اتخذت إجراءات السلامة الوقائية بشكل كبير".

 


وأضاف: "حالة واحدة فقط، سببت ذعر أكثر من الذعر اللي حدث في العالم أجمع، والغريب أن كثيرين للآن مش مصدقين أن هناك إصابة بكورونا في اليمن" وأنتقد سلطات حضرموت في التعامل مع الأمر من بدايته، بالذعر والرعب والخوف وحظر تجوال.
 
ودعا الصحفي الجريري إلى "فرض حظر تجوال كامل وشامل، لمدة 14 يوم في كل ساحل حضرموت، ومنع كافة التجمعات بكل أشكالها، قبل فوات الأوان".  وقال "أن حظر التجوال المسائي في الشحر لا يكفي أبداً، مطالباً بحظر تجوال كلي في المناطق الشرقية".
 
وكانت السلطة المحلية في حضرموت أعلنت في 29 مارس الماضي، أول حظر تجوال بمدينة تريم كإجراء احترازي لمواجهة كورونا لمدة يومين، يبدأ من الساعة الثامنة مساءً وحتى السادسة صباحاً، قبل تسجيل أي حالة إصابة.
 
وتم اتخاذ وقف كافة الأنشطة والفعاليات الرياضية للأندية والفرق الشعبية الرياضية بالمدينة، وحثت السلطات المواطنين بضرورة وقف حفلات الأعراس النسائية والرجالية، ومنع التجمعات داخل البيوت تحت أي مسمى، وفي حال المخالفة ستتخذ الإجراءات ضد المخالفين.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر