كورونا يُصادر الأفراح بصنعاء قبل وصوله.. كيف أثرت قرارات الإغلاق على اليمنيين؟ (تقرير خاص)

أوقف فيروس "كورونا" كافة الأفراح والمناسبات في صنعاء وقرر بعض الشباب إجبارياً تأجيل حفل زفافهم إلى أجل غير مسمى، وبعضهم اكتفى بالاحتفال وسط أهله وبعض أصدقائه، وآخرين كانوا أكثر استهتارا فقد أقاموا زفافهم في الشوارع والأحياء بحشود كبيرة.
 
وبعد 20 يوماً من قرار الحوثيين في صنعاء إغلاق قاعات الأفراح، ضمن سلسلة من الإجراءات الاحترازية لمنع تفشي وباء "كورونا"، والذي لم يصل بعد إلى اليمن حيث لم تسجل أي حالة إصابة حتى يوم الأحد الخامس من إبريل/ نيسان الجاري 2020.
 
الشاب "محمد المشره" واجه الأمر الواقع، وأثبت أن الارتباط بالمواعيد شيء لا مفر منه، وأعلن إقامة حفل زفافه بنفس الموعد المحدد ولكن بطريقته الخاصة، التي لاقت رواجاً في مواقع التواصل الاجتماعي وتفاعلت معه عدد من الشركات المحلية في تشجيعه.
 
وبعد أشهر من التجهيزات وحجز صالة الفرح، وجد الشاب "المشره" نفسه بلا حيلة عقب إغلاقها، لكنه اتخذ قرار بإقامة حفل زفافه بمنزلة وأعلن عبر صفحته على فيسبوك أنه سيعمل بث مباشر ليشاركه الأصدقاء فرحته، تجنباً لأي زحام أو اختلاط قد يتسبب بالوباء.
 

فكرة للبهجة بزمن "كورونا"

الشاب "محمد المشره" ظل لفترة طويلة يستعد لإقامة حفل زفافه، وبدأ بتوزيع الدعوات، وحجز صالة الأفراح، والتجهيز مراسيم الزفاف ومع اشتداد حدة الانتشار المتسارع لفيروس كورونا، وجد نفسه أمام الأمر الواقع بإلغاء كل تلك التجهيزات، والاكتفاء بفرح على "الفيسبوك".

ولم يكن يتوقع الشاب "المشره" أنه بعد مرور ساعات قليلة عن إعلانه إلغاء مراسيم الزفاف المتعارف عليها بين الناس أن يتفاعل معه المئات من المواطنين تقديرا لفعله وطريقته الجديدة في إطار الاحترازية في زمن كورونا.
 
وتوالت عليه العديد الهدايا على صفحات المحلات التجارية في "فيسبوك" والتي تضمنت مبالغ مالية من شركات مصرفية، وبعض الحلويات والعسل، بالإضافة إلى العطور والورود وغيرها من الهدايا المتنوعة التي أعلنت عنها العديد من المحلات بصنعاء.
 
تناولت وسائل الاعلام زفاف الشاب "المشرة" في ظل كثافة الحديث عن كورونا حول العالم، والذي قال في حديث لـ "يمن شباب نت": "أن الفكرة كانت تلقائية بالتزامن مع حملة للتوعية عن فيروس كورونا".
 
وأضاف: "فكرت أن أشارك بتلك الحملة بطريقتي، وعند ما أقترب موعد زفافه قرار إلغاء جميع حجوزاته وإلغاء الاحتفال والغاء الزفة، وذلك بدافع المسؤولية تجاه الناس والوطن وأن يخرج من دائرة الكلام إلى دائرة الفعل".
 
وأوضح "المشره" بأن القرار كان صعب ولكنه كان خائفاً من النتائج السلبية التي ستكون أصعب من ذلك ونحن شعب لسنا بحاجة إلى أوجاع، وسبق أن قتل الكوليرا الآلاف" ولفت بأن: "فيروس كورونا فتك بدول متقدمة كيف بحالنا نحن اليمنيين في ظل الوضع الذي تعيشه البلاد".
 


الجائحة تؤجل الأفراح
 
بعد إغلاق القاعات الخاصة بإقامة الأعراس ومنع التجمعات والتي بدورها تسببت بقيام العديد من الشباب بتأجيل زفافهم إلى أجل غير مسمى، خصوصا وأن الأعراس اليمنية تعد من اهم التجمعات للأسر وللأصدقاء حيث يحضرها المئات والآلاف من الناس.
 
وتقام معظم الأعراس في العاصمة صنعاء بقاعات كبيرة ويتم فيها عدد من الطقوس والعادات الخاصة بإقامة مراسيم الزفاف والسلام على العريس والتقاط الصور التذكارية، عوضا عن المقيل والسماع إلى الفنان المخصص لإحياء السهرة إلى ساعات متأخرة من الليل.
 
يقول الشاب "ماجد مهدي" أنه كان من المتوقع أن يتم حفل زفافه في مطلع شهر إبريل الجاري، بحسب الاتفاق مع أهل زوجته ولكنه قرار تأجيل زفافه بسبب التدابير اللازمة والخطوات الاحترازية الخاصة بمواجهة فيروس كورونا، والتي فرضت عليه هذا التأجيل.
 
وأضاف في حديث لـ"يمن شباب نت" أنه كان يسابق الزمن لإتمام حفل زفافه في إحدى قاعات الأفراح بصنعاء وكل شيء كان جاهزا ولكن إغلاق قاعات الأفراح حالة دون إقامته للزفاف في موعده المحدد و اضطر التأجيل.
 
وكان باستطاعة الشاب "ماجد" إقامة زفافه بنفس الموعد المحدد بمنزلة إلا أنه فضل التأخير لأن الوقت غير مناسب للفرح في ظل الجائحة التي تعصف بالعالم بالإضافة إلى أنه لا يريد أن يكون يوم فرحة بدون مشاركة الأهل والأصدقاء.
 


انعكاسات اقتصادية سلبية
 
لا أفراح ولا مناسبات ولا تجمعات في زمن كورونا وكل جميع القاعات الخاصة بإقامة الأعراس والمناسبات في العاصمة صنعاء تم إغلاقها إلى جانب المقاهي والحدائق والمدارس والجامعات والمعاهد، كل هذا انعكس سلبا على ملاكها وتسبب بخسائر مالية كبيرة وتم تسريح المئات من الموظفين.
 
وتسبب إغلاق قاعات الأعراس والمناسبات وبقية المنشآت بدخول عددا كبير من العمال في دائرة البطالة وجعلهم يعانون من العوز خصوصا في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشة وانعدام فرص العمل نتيجة استمرار الحرب المدمرة منذ أكثر من خمس سنوات.
 
وخسر "محمد فؤاد" - عامل في بقالة - عملة مع أحد التجار بسبب تراجع العمل نتيجة اغلاق إحدى صالات الأعراس ومعاهد للتدريس والتي كانت تشكل مصدر للزبائن، وقال لـ"يمن شباب نت": كنت اعمل في البقالة خلال الدراسة ومواسم الاعراس، وعندما لا يكون هناك موسم انتقل للعمل في مقهى، لكني الآن خسرت كل مكان اعمل به".
 
ومثلهم مالكي قاعات الاعراس والعاملين فيها، وقال أحد مالكي القاعات في شارع حدة: "خسرنا خلال الأيام الماضية ما يقارب خمسة مليون ريال (قيمة الدولار 600 ريال) حجوزات لأعراس كان من المفترض أن تقام منذ بدء اغلاق قاعات الافراح".

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر