مع تفشي كورونا عالمياً.. عزلة اليمن تحولت الى نعمة نادرة لكن الحرب ستجعل الفيروس أخطر (ترجمة خاصة)

[ إمرأة ترتدي كمامة في العاصمة صنعاء (أ ف ب) ]

قال موقع أمريكي بأنه مع تفشي جائحة كورونا عالمياً، فإن العزلة المفروضة على اليمن بسبب الحرب المستمرة، ربما تحولت الى نعمة نادرة مع خلو البلاد لغاية الآن من فيروس كورونا (كوفيد-19). لكنه حذر في الوقت ذاته، من أن الحرب الأهلية المتواصلة في البلاد ستجعل الفيروس أكثر خطورة حال وصوله إليها.
 
 
وأضاف موقع «The Slate» الأمريكي في تقرير - وترجمة "يمن شباب نت" – في الوقت الذي وصل الوباء إلى كل ركن من أركان العالم، فإن دولة واحدة (اليمن) تبرز في الوقت الحالي على أنها خالية من الفيروس، في الوقت الذي عملت دمرته خمس سنوات من الحرب الوحشية، وجعلته موطن لأسوأ أزمة إنسانية في العالم. 
 
وقال التقرير "لا توجد حاليًا حالات تم الإبلاغ عنها في البلد، وهو بهذا محظوظ جدًا، ذلك أن انتشار الفيروس في البلاد، الأكثر سكاناً في شبه الجزيرة العربية حتى الآن، سيكون كارثيًا بشكل خاص".
 
وأشار بأنه على الرغم من سيناريو الكارثة المحتمل هذا، فقد أعلنت إدارة ترامب، قطع مساعدات بقيمة 70 مليون دولار لشمال اليمن، حيث تعتبر الأزمة الإنسانية في البلاد الأكثر حدة.  وتقول المنظمات الدولية إن هذا التمويل كان يمكن أن يذهب إلى البرامج الصحية التي يحتاجها اليمنيون بشدة.  فقد تعرضت المنشآت الطبية في البلاد للهجوم خلال الحرب بين الحكومة المدعومة من السعودية والمتمردين الحوثيين المتحالفين مع إيران.
 


ووفقا لإحصاءات الحكومة اليمنية، لا يوجد سوى 700 سرير وحدة العناية المركزة و500 جهاز تنفس صناعي في البلاد لسكان يبلغ عددهم حوالي 30 مليون نسمة.
 
وتقول كارولين سيغوين، نائبة مدير برنامج أطباء بلا حدود لمنطقة الشرق الأوسط "إن هناك مشكلة كبيرة جدًا لأن الولايات المتحدة كانت واحدة من أكبر الجهات المانحة".  وأضافت "على سبيل المثال، في شمال اليمن، لا يوجد تمويل الآن لفتح مركز علاج فيروس كورونا" على حد قولها.
 
وتابعت بالقول "إذا لم يكن لديك أي أموال لدفع رواتب الأطباء، فسيكون من الصعب جدًا فتح أي مركز يعالج فيروس كورونا".
 
ووفقا للتقرير "فإن السبب الرسمي لقطع الولايات المتحدة هو أن الحوثيين، الذين يسيطرون على شمال اليمن، يتحايلون على الإمدادات الغذائية والمساعدات الأخرى الموجهة للشعب اليمني".
 

للمزيد إقرا..
إجراءات وقائية مشددة وحظر للتجوال.. كيف تستعد حضرموت لمواجهة فيروس "كورونا"؟ (تقرير خاص)


ويرى التقرير بأن هذه الخطوة تتطابق أيضًا مع استراتيجية استخدمها التحالف السعودي في حربه ضد الحوثيين، تتمثل بالحد من موارد المتمردين للضغط عليهم لتقديم تنازلات سياسية.  وذكر بأنه بسبب ذلك عانى المدنيون اليمنيون، ولكن على الرغم من احتجاج جماعات حقوق الإنسان، واصلت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة تقديم الدعم العسكري واللوجستي للتحالف السعودي.
 
 في غضون ذلك، تصاعد القتال بين الحوثيين والتحالف السعودي بدرجة عالية على مدى الأيام القليلة الماضية على الرغم من دعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس الأخيرة لوقف إطلاق نار عالمي حتى يتمكن العالم من العمل معًا لمحاربة فيروس كورونا.
 
وأطلق الحوثيون صاروخين باليستيين على العاصمة السعودية الرياض في مطلع الأسبوع.  من جانبها.. ردت السعودية بقصف العاصمة اليمنية صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون.  وبحسب التقرير، "يتوافق نمط القتال الحالي مع تأريخ السجال الحوثي ـ السعودي خلال السنوات القليلة الماضية، حيث انهارت المفاوضات باستمرار بين الجانبين المتحاربين".
 
وقال التقرير "في حين أن هذه الهجمات الأخيرة قد تمثل فقط موقفًا مؤقتاً قبل أن يبدأ الجانبان المفاوضات مرة أخرى، إلا أن أقل ما يبشر بوقف إطلاق النار هو زيادة القتال الدامي بين الحوثيين والقوات الحكومية المدعومة من السعودية على طول حدود أراضي الحوثيين في اليمن، شرق العاصمة صنعاء".


وقال لبيتر ساليسبري، - محلل بارز مختص باليمن لدى مجموعة الأزمات الدولية - "الحقيقة هي أنه حتى إذا توقف القتال فإن تفشي كورنا سيكون كارثياً بالنسبة لملايين الفقراء والجوعى والضعفاء في اليمن.  أما إذا لم يتوقف القتال، فسيكون الوضع أسوأ بكثير".
 
بالإضافة إلى ذلك، لفت التقرير الى أنه "من غير الواضح ما إذا كان النظام الصحي المتأزم في البلاد سيكون قادرًا على مراقبة حالات الإصابة بكورونا حتى في حال وصل الفيروس اليمن" موضحاَ بأن الفيروس ليس الأزمة الصحية الوحيدة التي يواجهها اليمن. 
 
ففي عام 2017، مرت البلاد بأسوأ تفش ٍللكوليرا في التاريخ الحديث، مع وجود ما يقرب من 1.2 مليون حالة، ويبدو أن اليمن في كثير من الأحيان تصبح على حافة ظهور المرض، في الوقت الذي تواجه فيه تفشي حمى الضنك والتيفوئيد.
 
وقالت سيغوين "سيكون من حسن الحظ أنه لا توجد حالات في اليمن بالتأكيد".
 
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فقد وُزعت حوالي 1000 مجموعة اختبار للفيروس على المرافق الطبية في جميع أنحاء اليمن.  حتى الآن يتم فحص الحالات المشتبه فيها فقط من تلك التي لها أعراض.  وقالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية في اليمن كريستين كول "لا يوجد مكان كافٍ تقريبًا حيث يمكنك فحص كل حالة مشتبه بها تدخل المستشفى".
 
وبحسب التقرير "لأن اليمن لم يعلن عن أي حالات بكورونا حتى الآن، فإنه لا يعتبر بلدًا ذا أولوية لتلقي المزيد من الإمدادات المتعلقة بالفيروس من قبل منظمة الصحة العالمية".
 
ومع ذلك، أشار بالقول بأنه وفي وقت تفشي جائحة عالمية، ربما تحولت عزلة اليمن إلى نعمة نادرة. فحتى قبل ظهور كورونا، كانت اليمن معزولة نسبيًا. حيث لم تحصل أجزاء البلاد التي يسيطر عليها الحوثيون على أي امكانية لرحلات سفر جوي تجاري، وكان مطار صنعاء يعمل فقط في الأشهر القليلة الماضية. 
 



وذهب الموقع في تقريره للقول بأنه في الوقت الذي أدى فيه الحصار السعودي على مناطق سيطرة الحوثيين إلى كارثة إنسانية، إلا أنه قد يكون له تداعيات (إيجابية) غير مقصودة ـ وذلك من ناحيـة مساعدة إبقاء الفيروس بعيدًا عن اليمن.
 
وذكر التقرير بأنه" حالياً، يفرض الحوثيون الحجر الصحي على أي مواطن يدخل مناطق سيطرتهم قادماً من محافظات تسيطر عليها الحكومة، حتى لو كان الشخص قد عاد لتوه إلى الوطن، حيث يضعوهم أن ظروف الحجر الصحي الحوثية قاتمة".
 
وأضاف "حتى في بقية أنحاء البلاد، الواقعة تحت سيطرة الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، كان هناك عدد قليل من الرحلات الجوية التجارية الدولية يوميًا من الدول المجاورة على متن الٌخطِوط اليمنية، وفي مدينتين فقط، هما عدن وسيئون".
 
وقد تم تعليق هذه الرحلات الجوية في منتصف مارس، على الرغم من أنه من المحتمل أن يكون اليمنيون الذين يسافرون إلى الوطن من القاهرة، على سبيل المثال، يمكن أن يجلبوا معهم فيروس كورونا إلى البلاد.
 

للمزيد إقرأ أيضا..
مخاوف من عدم إلتزام الإجراءات الإحترازية.. استعدادات "تعز" لمواجهة جائحة "كورونا" (تقرير خاص)


وبحسب ما أورده التقرير، حاولت الحكومة اليمنية الاستعداد لوصول الفيروس، عبر اتخاذ خطوات لفرض التباعد الاجتماعي من خلال تعليق التجمعات لصلاة الجمعة وإغلاق الأسواق التي تبيع القات، على الرغم من أن التقارير المحلية أظهرت أن هذه الجهود لا يجري الالتزام بها دائما..
 
وأشار الى أن هناك جزء واحد من اليمن، استقبل مسافرين دوليين قبل تعليق الرحلات، تحديداً جزيرة سقطرى، جنوب البر الرئيسي في المحيط الهندي. حيث على مدى الأشهر القليلة الماضية، كان بضع عشرات من السياح، ومعظمهم من أوروبا، يسافرون من القاهرة إلى الجزيرة كل أسبوع.
 
ووفقا للتقرير "حتى الآن لم يُعرف عن تسجيل حالات إصابة بكورونا في سقطرى، ولكن بالنظر إلى أن الرعاية الطبية محدودة للغاية في الجزيرة البعيدة التي يبلغ عدد سكانها 60 ألف نسمـة" محذراً من أنها قد تتحول بسرعة إلى كابوس لفيروس كورونا حال حدوثه.
 
وقالت منظمة الصحة العالمية، لا توجد مجموعات فحص الفيروس على أراضي سقطرى. إذ يتعين إرسال الفحوصـات إلى عدن.
 
ويختم كاتب التقرير بالقول " كنت واحداً من زوار سقطرى في أوائل فبراير.  حيث أذكر أنه كان مطلوبًا مني تعبئة نموذج طبي عند وصولي الجزيرة لأثبت أني لم أقم بزيارة الصين مؤخرًا". واستغرب قائلاً " لم تعلم سلطات سقطرى أنه كان من الحكمة أن أُسأل عما إذا كنت قد أتيت من أوروبا ربما".

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر