واشنطن تقطع مساعداتها بمناطق الحوثيين.. كيف سيؤثر ذلك على مواجهة "كورونا" في حال وصوله اليمن؟

شرعت إدارة ترامب بقطع الملايين من المساعدات في مناطق سيطرة الحوثيين (شمال اليمن)، على الرغم من مناشدات الديمقراطيين وجماعات الإغاثة بأن خفض المساعدات سيعيق بشدة الجهود المبذولة لمواجهة أزمة فيروس كورونا في البلاد.
 
وبحسب ما نقل موقع «Middl Eeast Eye» البريطاني، عن متحدث باسم الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، وهي وكالة حكومية أمريكية "إن واشنطن بدأت في خفض مساعدتها لشمال اليمن بسبب التدخل غير المقبول من قبل المتمردين الحوثيين المتحالفين مع إيران".
 
وحذرت أوكسفام، وهي وكالة مساعدة، من أن التخفيضات يمكن أن تصل إلى 200 مليون دولار سنويًا، وستؤدي إلى انخفاض في خطط الصرف الصحي التي ستكون حيوية في حالة اختراق فيروس كورونا (كوفيد 19) المستجد لليمن.
 
وأوضح متحدث الوكالة الأمريكية للتنمية بالقول "على الرغم من الدعوة الدؤوبة للمجتمع الدولي والتحركات الدبلوماسية، فقد فشل الحوثيون في إظهار تقدم كافٍ نحو إنهاء تدخلهم الغير المقبول في هذه العمليات".
 
وقال إن وكالته ستواصل تمويل "المساعدة الأكثر إلحاحًا لإنقاذ الأرواح"، وهي في طريقها إلى كيفية الاستجابة لفيروس كورونا، الذي يشق طريقه في الشرق الأوسط ولكن لم يُسجل وصوله إلى اليمن (لغاية الآن).

وأضاف المتحدث "لقد كنا نخطط بعناية مع شركائنا في شمال اليمن منذ شهور لضمان قدرتهم على مواصلة أنشطة المساعدة الأكثر أهمية - بما في ذلك تلك التي تهدف إلى منع المجاعة وانتشار الكوليرا".

ومنذ أشهر، تشتكي الولايات المتحدة وبريطانيا مع جهات مانحة ووكالات مساعدات أخرى لشهور من محاولة المتمردين الحوثيين فرض ضرائب على مشاريع المساعدة في شمال اليمن، مما أدى إلى تقييد سفر العاملين في المجال الإنساني ومواصلتهم تنفيذ مشاريعهم.



سيؤدي إلى فقدان المزيد من الأرواح
 
في العام الماضي، كانت الولايات المتحدة ثاني أكبر مانح لليمن بعد المملكة العربية السعودية، تعهدت بأكثر من 746 مليون دولار ضمن خطة الاستجابة السنوية لأفقر دول العالم العربي، على الرغم من أن الكثير من هذه الأموال تم توجيهها إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة.
 
ومع ذلك، حذر المشرعان الديمقراطيان إليوت إنجل، وآدم سميث، اللذان يرأسا لجان الشؤون الخارجية والخدمات المسلحة في مجلس النواب الأمريكي على التوالي، من أن تخفيضات الإغاثة خلال جائحة كورونا يعمق المعاناة في اليمن.

وكتبوا في رسالة إلى وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو ومدير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية مارك جرين بأن "تعليق المساعدة خلال جائحة من شأنه أن يخاطر بالاستجابة الصحية في بلد 50٪ على الأقل من رعايته الصحية خارج العمل بسبب القتال".

وهذا يؤدي بلا ريب وبلا داع ـ وفق رسالتهم ـ إلى "فقدان المزيد من الأرواح".
 
كما انتقد سكوت بول، مسؤول السياسات في منظمة أوكسفام الإنسانية التي أطلعها مسؤولو الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية على قرارهم، تعنت الحوثيين وقال إنه يتوقع أن تقطع واشنطن ما بين 100 و200 مليون دولار من التمويل لوكالاتها الشريكة في اليمن كل عام.
 
وقال بول إن المجموعات المستفيدة، بما في ذلك منظمة إنقاذ الطفولة، ومنظمة ميرسي كور، ولجنة الإنقاذ الدولية والإغاثة الإسلامية، ستضطر إلى إغلاق العيادات والملاجئ للمدنيين اليمنيين الذين يعتمدون على التدفقات النقدية الأمريكية.
 
وسيشمل ذلك مخططات الصرف الصحي وتوصيل الصابون والمنظفات التي ستكون ضرورية في حال ضربت جائحة فيروس كورونا المستجد الذي أودى بحياة 23000 شخص على مستوى العالم، واليمن الركن الجنوبي الغربي لشبه الجزيرة العربية.
 
وقال بول لـ MEE: "مع وصول الفيروس، فإن فكرة أننا سنتجه إلى هذه المرحلة دون أي توجيه واضح بشأن الحفاظ على أفضل خط دفاع في اليمن ضد انتشار الأمراض المعدية المرجح حدوثها في أي وقت، تبدو وكأنها فكرة خاطئة".



تتسبب في معاناة واسعة النطاق
 
وقال بول في رسالة إلى أوكسفام وشركائها من منظمات الإغاثة التي توفر الغذاء والمأوى والأدوية عبر شمال اليمن الجبلية وغيرها، إن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية أشارت الى تاريخ 27 مارس باعتباره تاريخ سريان التخفيضات في تمويل الاغاثة باليمن.
 
وعرضت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية مخططات المساعدة المنقذة للحياة حتى لا يموت الضحايا اليمنيون نتيجة لخفض الإنفاق، لكن بول قال إنها "محدودة وغير كافية" ولن تمنع من معاناة المدنيين على نطاق واسع.
 
وانتقدت الأمم المتحدة والمانحون الرئيسيون ووكالات المساعدة مرارًا وتكرارًا الحوثيين لتحويلهم المساعدات لمصلحتهم، مع فرض ضريبة بنسبة 2 في المائة على واردات المساعدات، بالإضافة لشروط رهيبة ومرهقة لفرق العمل الإنساني.
 
وتقول الأمم المتحدة إن عمال الإغاثة يكافحون من أجل إيصال الغذاء والأدوية والوقود وغيرها من الإمدادات التي يحتاج إليها اليمنيون المحتاجون في جميع أنحاء البلاد وسط أسوأ أزمة إنسانية في العالم، لكن القيود المفروضة في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون تعتبر أسوأ بشكل ملحوظ من أي مكان آخر.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر