كيف تغذي الحرب في اليمن صراع مسلح محتمل في "دارفور" السودانية؟ (ترجمة خاصة)

قالت صحيفة الاندبندنت البريطانية "إن سكان دارفور بالسودان باتوا يخشون من تضخيم صفوف قوات الدعم السريع المشاركة في حرب اليمن، والتي ينتمي معظم أفرادها الى الولاية، حيث يتخوفون منها بشكل غير طبيعي، وتتهمها جماعات حقوق الإنسان بارتكاب أعمال عنف وإبادة جماعية هناك".
 
وعلى مدار خمسة أعوام تقريباً، استأجر الخليج أعضاء من قوات الدعم السريع، وهي مجموعة شبه عسكرية مسلحة، والجيش السوداني للقتال إلى جانب قوات الحكومة اليمنية ضد المتمردين الحوثيين الذين تدعمهم إيران.
 
وأضافت الصحيفة "على الرغم من المخاطر، فإن وعود الثراء الخيالية قد دفعت عشرات الآلاف من الرجال والصبية في دارفور إلى التوجه لمراكز تجنيد قوات الدعم السريع".
 
وبالنسبة لمهمة نشر للقوات مدتها ستة أشهر، يمكن للجنود المشاة في قوات الدعم السريع، الذين ينحدرون في كثير من الأحيان من أفقر شرائح المجتمع، كسب مليون جنيه سوداني (حوالي 17000 جنيه إسترليني) - ما يعني حصولهم على أموال أكثر مما كانوا يأملون في جمعها في حياتهم كلها. أما الضباط فيكسبون ضعف ذلك.

وبحسب الاندبندنت "بات السكان الآن يقولون إن خمس سنوات من تدفق المقاتلين الأثرياء والمسلحين والمدربين العائدين من اليمن زادت من حدة التوتر في دارفور، المنطقة التي مزقتها حرب أهلية دامت 16 عامًا على الأقل".
 
وذكرت بأن تفشي مرض الملاريا وحمى الضنك في شمال دارفور على نحو غير مسبوق على مدار الشهرين الماضيين أدى إلى إثارة شائعات مفادها أن الكمية الهائلة من الجنود العائدين من اليمن قد جلبت معها الأمراض.

 

ووفقًا لجنود سابقين، تم نشرهم في الغالب لتأمين البلدات والمدن التي استولت عليها القوات اليمنية.  كما عملوا كحراس شخصيين للجنود الإماراتيين القلائل الموجودين على الأرض.
 
وتحدث الجنود عن ظروف العمل الخطيرة، بما في ذلك التعرض لنيران كثيفة، ومواجهة الكمائن، وعبور الأراضي المشبعة بالألغام الأرضية.
 
وقالت الصحيفة "لا أحد يعرف عدد الجنود السودانيين الذين أصيبوا أو قُتلوا في اليمن".
 
وفي عام 2017، أعلن قائد قوات الدعم السريع العقيد محمد حمدان دجالو، المعروف باسم "حميدتي" فجأة أن 412 جنديًا من قوات الدعم السريع لقوا حتفهم.
 
ووفقًا للخبراء، يتم تسليم مدفوعات قوات الدعم السريع مباشرة إلى حميدتي، الذي تتحدث المزاعم عن أنه حقق ثروة من القتال في اليمن.
 
وقال رئيس الوزراء عبد الله حمدوك لـ "الإندبندنت" إنه لا يوجد حل عسكري لليمن - والحل سياسي فقط.  كما أكد حميدتي نفسه الانسحاب في مقابلة مع الصحيفة.
 
ويخشى سكان دارفور من أن يؤدي استخدام الدارفوريين الشبيه بالمرتزقة إلى عسكرة سكان المدينة الملتهبة بالفعل، والى تعزيز قوات الدعم السريع التي تتهمها جماعات حقوق الإنسان، بما في ذلك هيومن رايتس ووتش والعفو، بمواصلة ارتكاب جرائم حرب مزعومة.
 
ونقلت الصحيفة عن محمد وهو صحفي محلي اعتقلته قوات الدعم السريع للتحقيق في أنشطته، قوله إن حرب اليمن ولدت أيضاً فسادًا واسعًا داخل دارفور والجهاز الأمني.
 
 وتحدث عن "الجنود الأشباح"، حيث تقوم العائلات النافذة برشوة المسؤولين لإسقاط أسماء أبنائهم، على الرغم من أنهم لا يخدمون مطلقًا ولم يذهبوا لليمن إطلاقاً.
 
ووفقاً للصحيفة "يجري الحديث عن أن الأرباح التي حققها حميدتي جاءت عبر تحويل مدفوعات دولارات الخليج إلى الجنيه السوداني باستخدام أسعار صرف أفضل في السوق السوداء، قبل أن يتم دفع رواتب الجنود بالعملة المحلية وبالتالي تحصيل فرق الصرف".
 
وقد اعترف حميدتي نفسه، في خطاب متلفز بعد أيام قليلة من الإطاحة ببشير، بأنه تمكن من إنقاذ البلاد بقيمة مليار دولار، ويعود ذلك جزئياً الى مكاسب قوات الدعم السريع من حرب اليمن.


- فيديو :


مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر