تقرير أمريكي: الحوثيون اعلنو تبني هجوم "أرامكو" من أجل قبول السعودية تسوية معهم (ترجمة خاصة)

[ الدمار الذي لحق بمنشأة أرامكوا السعودية ]

قال تقرير أمريكي "إن الحوثيون زعموا كذباً مسؤوليتهم عن هجوم بقيق لإجبار السعودية على الرضوخ لتسوية تبقي سيطرتهم في البلاد، وجهود الأمم المتحدة (اتفاق ستوكهولم) مكنت الحوثيين من تعزيز سيطرتهم".
 
وأضاف مشروع التهديدات الحرجة الأمريكي في تقرير – ترجمة "يمن شباب نت"- زعمت حركة الحوثي زوراً مسؤوليتها عن هجوم كبير على السعودية وذلك بهدف تعزيز مصالحها في الحرب الأهلية في اليمن وتسهيل رد الفعل الإيراني لحملة "الضغط الأقصى" الأمريكية.
 
وتابع التقرير "كما يسعى الحوثيين لإجبار المملكة العربية السعودية - من خلال كل من الهجمات الحقيقية والمزعومة - على قبول حل للصراع من شأنه الإبقــاء على سلطة الجماعة في اليمن".
 
كما أن ادعاء الحوثيين مسؤوليتهم عن الهجمات يمنح إيران إنكاراً مقبولاً لمزيد من الهجمات التصعيدية ضد المملكة العربية السعودية، والتي تهدف إلى فرض كلفة على الولايات المتحدة وحلفائها.
 
وقد ضربت أكثر من 20 طائرة وقذيفة أكبر منشأة لمعالجة النفط في العالم، وهي مصنع بقيق في شرق المملكة العربية السعودية، في 14 سبتمبر / أيلول.  وقدرت الحكومة الأمريكية منذ ذلك الحين أن الهجوم مصدره إيران وليس اليمن، كما ألقت الولايات المتحدة والعديد من الدول الأوروبية باللوم على إيران بخصوص الهجوم.
 
وقد حاولت حركة الحوثي الاستفادة من تداعيـات ذلك الهجوم لتأمين تسوية سياسية من التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن " من خلال التهديد بهجمات على الإمارات العربية المتحدة وكذا من خلال عرض وقف إطلاق نار على المملكة العربية السعودية. حيث يشار أن الجانبان تبادلا الهجمات منذ ذلك العرض.
 
ربمـا تؤدي التداعيات الناجمة عن هجمات بقيق إلى توسيع التشققات داخل حركة الحوثيين بسبب علاقتها بإيران. وقد حذر بعض المسؤولين الحوثيين الولايات المتحدة والسعودية من ضربة إيرانية أخرى مخطط لها، ربما لإبعاد الجماعة عن طهران أو سعياً لتجنب تعرضها للانتقام.
 
وتوقع التقرير أن تكرر حركة الحوثيين دعواتها لوقف إطلاق النار في الأسابيع المقبلة لكنها ربما لن تحظ باهتمام السعودية بسبب انعدام الثقة المتبادل.
 
كمـا رجح التقرير أن تواصل حركة الحوثيين شن هجمات متكررة بدون طيار ضد المطارات والمواقع العسكرية في جنوب المملكة العربية السعودية تتخللها هجمات أكبر على البنية التحتية النفطية السعودية على مدى الأشهر الثلاثة المقبلة.
 
وقال التقرير "إن الصراع في اليمن يتحدى بشكل كبير الجهود الأمريكية لمكافحة القاعدة والنفوذ الإيراني في الشرق الأوسط. حيث وسعت إيران نفوذها في شبه الجزيرة العربية بسبب الحرب الأهلية اليمنية".
 
وتهدد حركة الحوثي التي تدعمها إيران أمن البحر الأحمر كما تهدد بصورة مختلفة شركاء الأمريكيين في الخليج، مما يساعد إيران على الحفاظ على درجة من الإنكار المعقول لأنشطتها الإقليمية المزعزعة للاستقرار.
 
من جانب آخر تحتفظ القاعدة في شبه الجزيرة العربية، التي مثلت أكبر الفروع التابعة لتنظيم القاعدة، بملاذات لها في جنوب اليمن على الرغم من عمليات مكافحة الإرهاب المستمرة في ظل استمرار الظروف الأساسية التي استغلتها القاعدة في جزيرة العرب لتعزيز نفوذها.  ويمكن للتنظيم إعادة تشكيل نفسه على شكل بؤر متفرقة في اليمن.
 
الجماعات السلفية الجهادية الأخرى، بما في ذلك الدولة الإسلامية، موجودة أيضًا في اليمن. وقد أصبح شركاء الولايات المتحدة في الخليج، وخاصة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، في خلاف في الحرب الأهلية اليمنية، التي أصبحت الآن صراعا إقليميا.
 
كمـا تؤدي الظروف القريبة من المجاعة في اليمن إلى أسوأ أزمة إنسانية في العالم، مما قد يزيد من زعزعة استقرار المنطقة.
 
ولاتزال اليمن مجزأة.  حيث يقتصر نفوذ حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي الضعيفة على محافظتين في شمال اليمن.  كما تسعى الفصائل اليمنية المتعددة، والتي يوجد لدى العديد منها قوات أمنية مدعومة من الإمارات العربية المتحدة أو المملكة العربية السعودية، إلى تأمين مصالحها الخاصة حتى مع بقائها متحيزة اسمياً ضد حركة الحوثيين.  والقلة فقط من قوات الأمن في اليمن منقادة لحكومة هادي مباشرة. 
 
لا يزال الجنوب اليمني منقسمًا ولكنه يطالب بشكل متزايد بمزيد من الحكم الذاتي من الحكومة.  حيث استولت المجموعة الانفصالية في الجنوب على عدن، عاصمة اليمن الفعلية، من حكومة هادي في أغسطس / آب وتحاول توسيع نفوذها عبر الجنوب. 
 
ومن غير المرجح التوصل إلى حل سياسي للصراع اليمني. فقد وصل الصراع الى طريق مسدود.  كما أن جهود الأمم المتحدة ليست قابلة للحياة بل إنها مكنت الحوثيين من تعزيز سلطتهم.  حيث أن اتفاق استكهولم، الموقع من قبل حكومة هادي والحوثيين في ديسمبر 2018، يقضي بتجريد ثلاثة موانئ على البحر الأحمر من السلاح إذا ما تم تنفيذه.  وقد هدفت الأمم المتحدة من وراء اتفاق ستوكهولم اتخاذه كتدبير لبناء الثقة لمزيد من المفاوضات، لكن تداعيات ذلك تمثلت في ابقاء سيطرة الحوثي على ميناء الحديدة.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر