"حكومة تويتر".. ماذا يعمل وزير الإعلام معمر الإرياني وكيف يقضي وقته؟

بداية نقول بوضوح إننا حاولنا أن نبحث عن أولويات المسؤولين الحكوميين، في الفترة الراهنة التي يلوح فيها خطر انشطار اليمن وتلاشيه في ظل حرب تستعر في مكانها وما يقومون به من جهد لمواجهة ذلك باعتباره واجبهم الدستوري. ولم نستطع أن نصل إليهم فهم بالنهاية في عواصم الدول العربية.

خمس سنوات منذ تسابق مسؤولو الحكومة اليمنية إلى الرياض والمنافي في العواصم العربية، ومن هناك ينتظرون من السعودية ومن الشعب في الداخل تجهيز بيئة كاملة بلا أي منغصات للعودة إلى الداخل، وإلا فإنهم سيظلون هناك إلى الأبد.
 
رصد هذا التقرير أنشطة وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني في الرياض من خلال صفحته على وسيلة التواصل الاجتماعي "تويتر" حيث تمثل النافذة الوحيدة له، خلال الفترة من واحد سبتمبر الفين وتسعة عشر، حتى الثاني والعشرين من سبتمبر من الشهر ذاته.
 
حاولنا الوصول إلى الوزير من خلال حسابه على تويتر لكنه مغلق الرسائل إلا على من يتابعهم هو، ولم نستطع الوصول إليه من خلال الوسائل الأخرى.
 
عدد التغريدات: رصد التقرير 200 تغريدة تقريبا دونها الوزير معمر الإرياني في صفحته، بمعدل تسع تغريدات يومية، تشمل ترجمة التغريدات التي يكتبها بالعربية إلى الانجليزية، وإعادة التغريد والتعليقات التي يكتبها على بعض الشخصيات يعيد تغريدها أيضا في صفحته.
 
مضمون التغريدات: تنوعت التغريدات التي أطلقها وزير الإعلام في الحكومة اليمنية بين عدة قضايا تعبر عن نظرة الحكومة تجاه المعركة في الداخل، وأبرز تلك المضامين نستعرضها كالتالي:

- تغريدات عن قرارات رئاسية منشورة في وكالة سبأ والتلفزيون الحكومي وصفحات الرئيس هادي.

- تغريدات عن قنوات سعودية ذكرت فيها تصريحات للوزير معمر الإرياني، وأعادها الوزير في صفحته للتدليل على تأثيره وشهرته في وسائل الإعلام، وتناقل بعض المحللين لكلامه وتصريحاته.

- هناك تغريدات لا يمكن تفسيرها مثل إعادة تغريدة عن ناشط سعودي التقى وزير الإعلام الإرياني، لكن الوزير احتفى بها بشكل لافت وأعاد تغريدها بصفحته للتعبير عن نشاطه، ويفسر كثير هذا الاحتفاء بأن الإرياني لم يلتق خلال فترات طويلة أي مسؤول حكومي أو عربي أو دولي أو في دولة عربية، ولا يمارس أي أعمال إدارية في واحدة من أهم وزارات الحكومة اليمنية، ولا يتابع أداء مؤسسات وزارة الإعلام اليمنية وصحفها وتلفزيوناتها.

- خلال الفترة التي أعقبت القصف الإماراتي على قوات الجيش في عدن وأبين لم يذكر الإمارات لا تلميحا ولا تصريحا ولم يشر لها من قريب ولا بعيد، وكأن الحكومة لم يصل الصراع بينها وبين الإمارات إلى حد القصف الجوي والنزاع المسلح.

- السمة الأبرز لتغريدات الإرياني كانت في توقيت هذه التغريدات وتبدأ من العصر إلى آخر الليل حيث رصد التقرير كل التغريدات خلال هذا التوقيت، ولم يكن فيها من قرار إداري إلا واحد بإيقاف أحد وكلاء وزارته في عدن.

- لم يأت بأي ذكر بالأرقام على أعداد الانتهاكات في عدن، أو القتلى أو الجرحى أو الاقتحامات، واستعان بتقرير صحفي غير دقيق عن الانتهاكات هناك.

- لم يتحدث عن أي معركة حربية للجيش ولا أي معلومة عسكرية عن تطورات المسرح العسكري، ولم يعز أي شهيد ولم يتطرق للجهد العسكري، إلا في تغريدة نشرها مدونون سعوديون على دور قواتهم في حرض.

- معظم التغريدات مليئة بالأخطاء اللغوية والإملائية، تحولها من معنى إلى آخر، وبعضها جاءت بلغة الفيد، حين تحدث عن أسلحة صادرها الجيش من خصومه، وصفها بأنها غنيمة، وهو وصف يعطي انطباعا واضحا عن التفكير العقلي والنفسي لوزير الإعلام في حكومة تخوض حربا من المنافي الفخمة.


- إن أهم سمة لسلوك الإرياني في تويتر هو أنه يعيد تغريدات السفير السعودي في اليمن محمد آل جابر، ويعمل تغريدات أخرى بنفس المضامين وتلك يجدها المتابع في كل وقت، وآخرها الرد على سيناتور أمريكي ردَّ عليه السفير السعودي آل جابر.

معمر الإرياني هو واحد من مدمني تويتر من الحكومة اليمنية ويأتي صالح سميع محافظ المحويت بنفس المستوى وأمين العاصمة عبدالغني جميل الذي أعلن استعداده لمساندة المشروع الإماراتي لتقسيم اليمن إن ضمنت له أبوظبي نجاح مشروعها، وسنتحدث عنهم في سلسلة من التقارير التي ترصد عمل وزراء الحكومة اليمنية في المنافي والفنادق.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر