"يمن شباب نت" يرصد خارطة المعارك وسيطرة القوات الحكومية في شبوة خلال اليوميين الماضيين (تقرير خاص)

[ قوات حكومية في معسكر "الشهداء" التابع لميلشيات الإنتقالي بعد السيطرة عليه السبت 24 أغسطس 2019 ]

خلال اليومين الماضيين شهدت محافظة شبوة (شرق اليمن) احداث متسارعة خلال أدت إلى اندلاع اشتباكات بين القوات الحكومية من جهة وميلشيات النخبة الشبوانية التابعة للانتقالي الإماراتي المدعوم من أبو ظبي، وتوسعت خارطة المعارك بشكل كبير خارج مدينة عتق عاصمة المحافظة.
 
يرصد "يمن شباب نت" خارطة المعارك الجارية في المحافظة ونقاط التوتر بين الجانبين في المحافظة، ويسرد القصة الكاملة لبداية المعارك في شبوة، والوضع العسكري الذي لايزال غير مستقر في ظل مواصلة التحشيد للقوات العسكرية إلى المحافظة من قبل ميلشيات الانتقالي الإماراتي.
 
ورجحت المعارك سيطرة القوات الحكومية على معسكرات ومواقع لم تكن مسيطرة عليها من قبل، حيث استطاعت تأمين مدينة عتق (عاصمة محافظة شبوة) بشكل كامل، وسيطرت على مناطق خارج المدينة على بعد 20 كيلو. "غير أن المعركة لم تنتهي بعد" بحسب ما تحدثت مصادر عسكرية لمراسل "يمن شباب نت".
 
لماذا اندلعت المعارك؟

ليل الخميس الجمعة اندلعت المعارك في مدينة عتق بمحافظة شبوة بين القوات الحكومية وميلشيات الانتقالي بعد أيام من التصعيد وتحشيد القوات لإسقاط المحافظة اسوة بمحافظتي عدن وابين واللتان تم السيطرة عليها خلال الأسابيع الماضية، وخلال الأسبوع الماضي بدأت لجنة في السعي لتقريب وجهة النظر بين الطرفين لتجنيب المحافظة الصراع.
 
اتفق الطرفين على هدف تجنيب المحافظة المعارك وقضى الاتفاق على اخراج قوات اللواء 21 ميكا والقوات الخاصة من المدينة الامر الذي وافق عليه الطرفان، وفي اليوم الثاني قدم الانتقالي سته شروط جديدة مما زاد حدة التوتر بين الطرفين والتي كان منها خروج أي عسكري شمالي الى محافظات الشمال وحل القوات المشتركة.
 
وصباح الخميس 22 أغسطس الجاري وصل وفد سعودي قبيل اندلاع الاشتباكات بساعات والتقى محافظ شبوة محمد صالح بن عديو وابلغه رفض المملكة العربية السعودية للتصعيد الذي يقوم به الانتقالي الإماراتي مؤكدين وقوفهم الى جانب السلطات الشرعية في كافة خطواتها التي تعتزم اتخاذها. وفقا لمصادر حكومية.
 
 
انفجار الوضع عسكرياً

مساء الجمعة الماضية 23 أغسطس اندلعت الاشتباكات بعد قيام مجاميع من ميلشيات الانتقالي الإماراتي بالتمركز بالقرب من مستشفى عتق العام امام مبنى السنترال، حيث قاموا باستهداف منزل محافظ المحافظة محمد صالح بن عديو الذي كان في منزله.
 
وعقب تلك الاستفزازات اندلعت معارك في مداخل مدينة عتق (مركز المحافظة) الثلاثة والتي كانت ميلشيات النخبة الشبوانية محيطة بالمدينة من جميع الاتجاهات ومسيطرة على مداخل المدينة بطوق أمنى. قبل أن يتم السيطرة عليها من قبل القوات الحكومية.
 
اندلعت الاشتباكات بصورة عنيفة واستمرت الى ساعات الفجر حيث مكنت القوات الحكومية من اعطاب وتدمير مردعتين إماراتية واحراق ثلاثة اطقم واسر عشرة من مليشيات الانتقالي الإماراتي، والذين كانوا على متن طقم عسكري وسط المدينة وأصيب قائد مليشيات الانتقالي "انيس الصبيحي" والذي يعد أحد أهم أذرع السلفي هاني بن بريك في المحافظة وثلاثة من مرافقيه في المواجهات الأولى.
 
وفي ساعات الفجر الأولى من أمس السبت وصلت تعزيزات عسكرية لمليشيات الانتقالي الإماراتي عبارة عن عشرات الاطقم والمدرعات قادمة من القيادة الإماراتية في بالحاف الى جميع المواقع التي كانت فيها الاشتباكات.
 
وفي المقابل وصلت تعزيزات عسكرية من محور بيحان للقوات الحكومية عبارة اطقم عسكرية وعدد من المدرعات، وما زال الطرفين يقومون بالحشد واستجلاب التعزيزات حتى لحظة كتابة التقرير 12:30 فجر اليوم الأحد، ومرشح اندلاع معارك في أي وقت.
 
خارطة الاشتباكات السيطرة الحكومية
 
تركزت الاشتباكات نقطة الجلفوز المدخل الشرقي لمدينة عتق حيث اندلعت الاشتباكات مع ميلشيات النخبة بقيادة "وجدي باعوم"، كما اندلعت اشتباكات في المدخل الغربي للمدينة مع افراد النخبة الشبوانية بقيادة "ماجد لمروق" قائد اللواء السابع.
 
وفي داخل مدينة "عتق" تركزت الاشتباكات بالقرب من منزل محافظ شبوة حيث كانت مجاميع مسلحة داخل مبنى الانتقالي الإماراتي تهاجم منازل المحافظ، وعقب ذلك واندلعت اشتباكات عنيفة استمرت لعدة ساعات فشلت فيها المليشيات من الاقتراب من المنزل فضلا عن اقتحامه.
 
وكانت اشتباكات اندلعت وسط المدينة بين القوات الحكومية الخاصة ومليشيات الانتقالي الإماراتي المسنودين بمدرعة إماراتية تم احراقها، وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي صورها وهي تحترق بشكل واسع.
 
وخلصت جميع تلك المواجهات مع ميلشيات الانتقالي الإماراتي إلى سيطرة القوات الحكومية على معسكر "ثماد" التابع للنخبة الشبوانية في منطقة الشبيكة شمال مدينة عتق على بعد (20 كيلو) حيث كانت تمر التعزيزات الحكومية بالقرب منه مما امن لها طريق الامداد.
 
بالإضافة إلى ذلك كانت القوات الحكومية قد حررت مدينة عتق بشكل كامل، واتجهت القوات لاستعادة معسكر مرة الاستراتيجي ومعسكر الشهداء والذي يبعدان عن مدينة عتق (15 كيلو)، حيث تعد من أكبر المعسكرات لميليشيات النخبة الشبوانية التابعة للانتقالي الإماراتي.
كما تمكنت القوات الحكومية من السيطرة على الطريق الدولي عتق – العبر، بعد معارك عنيفة تمكن افراد الجيش فيها من اغتنام عدد من الاطقم التابعة للنخبة بعد فرارهم، اسفرت المواجهات عن مقتل أربعة من ميلشيات النخبة واصابة العشرات فيما أصيب خمسة عشر من قوات الجيش الحكومي.
 
كيف هو الوضع الآن؟

وعقب يومين من المعارك في محافظة شبوة، امتلكت القوات الحكومية في المحافظة زمام الأمور وأصبحت تسيطر بشكل كامل على مدينة عتق (مركز المحافظة)، وتقدمت نحو 20 كيلو خارج المدينة من أجل التأمين الكامل وصد أي خطر يهددها.
 
وقالت مصادر عسكرية لـ "يمن شباب نت" أن الوضع هادئ ولا معارك حتى ساعة الفجر الأولى من اليوم الأحد، سوى أن الانتقالي الإماراتي يحشد منذ عصر أمس الأحد قواته إلى مفرق الصعيد (شرق مدينة عتق) والتي تبعد نحو (25 كيلو) بعد أن وصلت تعزيزات من مدينة عدن.
 
وذكرت المصادر "ان الوفد السعودي الذي وصل شبوة الخميس الماضي ما زال متواجد في المحافظة" في ظل أنباء عن تحرك قوات سعودية من مدينة مأرب إلى شبوة لمساندة القوات الحكومية ولم تؤكد مصادرنا هذه المعلومة.
 
وأكدت المصادر "ان الوضع في محافظة شبوة مازال تحت سيطرت القوات الحكومية، لكن هناك حالة ترقب واستعداد لأي مواجهه حيث لم تنتهي المعارك في ظل مواصلة ميلشيات الانتقالي التحشيد إلى مواقع بالقرب من مدينة عتق".

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر