سيل من المواقف السعودية عقب سيطرة "الانتقالي الإماراتي" على عدن.. ما الذي سيتغير؟ (تقرير خاص)

[ أحد مقاتلي ميلشيات الإنتقالي الإماراتي في مكتب حكومي بعدن بعد السيطرة عليه ]

عقب أربعة أيام من المعارك العنيفة بين قوات الحماية الرئاسية الحكومية وميليشيات الانتقالي الإماراتي في مدينة عدن (جنوب اليمن)، بدا الوضع في المدينة أمس السبت محسوم لصالح الميلشيات بعد سيطرتها على غالبية المقار الحكومة والمعسكرات.
 
ومنذ ساعات الصباح الأولى من أمس السبت كانت المعارك تتجه نحو هزيمة القوات الحكومية، وفي ذلك الوقت كان الجميع ينتظرون موقف من التحالف العربي الذي تقوده السعودية لإيقاف العبث الذي يجري من قبل ميلشيات الانتقالي الإماراتي، وبالتحديد كان اليمنيون ينتظرون موقف السعودية.
 
ما زالت السعودية تؤكد على امن ووحدة واستقرار اليمن دائما، لكن ومع بدء هجمات ميلشيات الانتقالي على قصر المعاشيق بعدن، غادرت القوات السعودية والتي كانت وصلت مؤخراً للمدينة لإيقاف انهيار سلطة الحكومة الشرعية لن ذلك لم يحدث، واستطاعوا فقط العمل على اجلاء وزراء ومسؤولين.
 
اجتماع عاجل

لم تمر ساعات على إحكام ميلشيات الانتقالي الإماراتي على المقار الحكومية، حتى خرجت السعودية بسلسلة تصريحات متتالية، حيث دعت الحكومة الشرعية وميلشيات الانتقالي في عدن أو من أسمتهم "أطراف النزاع بمدينة عدن" إلى اجتماع عاجل في بلدهم الثاني.
 
وقال مصدر في وزارة الخارجية "ان الاجتماع لمناقشة الخلافات وتغليب الحكمة والحوار ونبذ الفرقة ووقف الفتنة وتوحيد الصف، وذلك للتصدي لميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران والتنظيمات الإرهابية الأخرى، واستعادة الدولة وعودة اليمن آمنا مستقراً".
 
ورحب الناطق باسم الحكومة، بدعوة السعودية للحكومة وجميع الأطراف، للوقوف أمام انقلاب مليشيا المجلس الانتقالي على الحكومة واستهدافها لمؤسسات الدولة الامنية والعسكرية والمدنية في العاصمة المؤقتة عدن، في المقابل رحبت ميلشيات الانتقالي بدعوة الحوار بحسب ما نقلت قناة "العربية".

 [إقرأ أيضاً: الحكومة والانتقالي الإماراتي يستجيبان لدعوة السعودية لاجتماع والتحالف يشترط]

وجاءت دعوة السعودية عقب تصريح مماثل للتحالف العربي طالب بوقف فوري لإطلاق النار في العاصمة المؤقتة عدن ابتداء من الساعة الواحدة (01:00) بعد منتصف هذه الليلة يوم 11 أغسطس 2019. عقب سيطرة ميلشيات الانتقالي على معظم المعسكرات الحكومية.
 
وهدد التحالف "أنه ستستخدم القوة العسكرية ضد كل من يخالف ذلك". ودعا كافة المكونات والتشكيلات العسكرية من الانتقالي وقوات الحزام الأمني إلى العودة الفورية لمواقعها والانسحاب من المواقع التي استولت عليها خلال الأيام الماضية، وعدم المساس بالممتلكات العامة والخاصة.
 
السعودية تتحدث بلسان مسؤوليها

ومع بدء ساعات اليوم الأحد انهالت تصريحات المسؤولين السعوديين بشكل متتالي تعليقاً على أحداث مدينة عدن، حيث أكد نائب وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان على أن موقف المملكة الداعم للحكومة الشرعية ووحدة اليمن واستقراره ثابت لا يتغير.
 
وأشار في سلسلة تغريدات بحسابة في موقع "تويتر" إلى أن ما حدث في عدن يعطي فرصة للمتربصين باليمن وأهله من المليشيات والتنظيمات الإرهابية وعلى رأسها الحوثيين والقاعدة وداعش. وقال "نرفض أي استخدام للسلاح في عدن والاخلال بالامن والاستقرار، وندعو لضبط النفس".
 
وأضاف خالد بن سلمان على "تويتر": "أكد المجتمع الدولي اليوم على مواقفهم الرافضة تجاه ما يحدث في العاصمة المؤقتة عدن، والمملكة لن تقبل إشعال فتنة جديدة هي بمثابة اعلان حرب على الشعب اليمني الشقيق الذي عانى طويلا من هذه الأزمة".
 
من جانبه قال وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودية، عادل الجبير "إن المملكة العربية السعودية تدعو القيادات اليمنية في عدن إلى الاستجابة لنداء ومناشدات الشعب اليمني وتغليب المصلحة العليا، والانسحاب من المواقع التي سيطرت عليها في عدن".
 
وأضاف الجبير في تغريدات على موقع توتير أن موقف السعودية ثابت في دعم الشرعية اليمنية والعاصمة المؤقتة عدن من أي عمل قد يخل بالأمن ويخلق فرصة للمتربصين من الجماعات الإرهابية. وأشار إلى أن المملكة ستظل دائماً "أكبر داعم للشعب اليمني الشقيق ولن نتوانى عن تقديم كل ما يقود إلى عودة اليمن السعيد".
 
إلى ذلك قال السفير السعودي في اليمن محمد آل جابر "الشعب اليمني الشقيق عانى الكثير والاطراف التي تقوم بإشعال الفتنة اليوم في عدن ترتكب جريمة بحق الشعب اليمني"
 
وأضاف في تغريدة بحسابه على موقع "تويتر" يجب ان تكون رسالة المجتمع الدولي واضحة للجميع وعلى اي اقتتال اي يتوقف ويتم السماح للعمل الانساني والإغاثي ان يعود فورا.
 
وقال آل جابر "ما حدث في عدن مؤخرا والتطورات المؤسفة لا تعبر عن هذه الحكمة، وندعو الجميع في عدن الى وقف اي اقتتال وتلبية الدعوة للحضور الى المملكة وحل اي خلافات على طاولة الحوار، فالخيار الآخر مرفوض والمملكة لن تقبل باستمرار هذه الفتنة".
 
ما الذي سيتغير؟

ونقلت وكالة "الأناضول" عن مصدر في الرئاسة اليمنية "إن الرئيس هادي ومستشاريه يعكفون مع الرياض على دراسة تطورات الأوضاع، بعد أن تورطت الإمارات بصورة واضحة في انقلاب عدن".
 
وخلال الساعات الماضية شن اليمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي هجوم على الرئاسة اليمنية التي بدت متخاذلة ولم تتخذ أي موقف من الانقلاب في عدن، فيما عزا محللون الانهيار للشرعية بسبب حالة الضعف التي تعيشه وعدم مقدرتها على تحسين سلطتها خلال السنوات الماضية.
 
وقال الصحفي وسام محمد "الشرعية سلاح بيد عجوز، حتى الآن لم تبادر لإعفاء الامارات من تدخلها في اليمن واعلانها كدولة معادية" لافتا " أن الامارات بلا أي رصيد عندما يتعلق الامر بالسياسة الخارجية، هي مجرد اداة وظيفية أفزعها الربيع العربي. وحتى الآن معظم من وقفت الى جانبهم كانت خاتمتهم موحشة".
 
أما الصحفي مصطفى راجح فأوضح أن انسحاب الإمارات من اليمن كان تمهيدا للانقلاب في عدن، فالانقلاب كان مقرا من أبو ظبي. ومستقبلاً، يرى راجح أن التحالف سيعمل على إبقاء الحكومة الشرعية بشكل صوري، ليستمر في الحرب شرقا باتجاه حضرموت وشبوة والمهرة لإدماجها، وشمالاً لإشغاله بحروبه بهدف ترتيب دولة انفصالية في الجنوب.
 
ولا يتفاءل كثير من المراقبين أن يتغير شيء على أرض الواقع من خلال سيل التصريحات السعودية ودعوات الاجتماع العاجل، بعد ان استطاعت قوات الانتقالي الإماراتي فرض أمر واقع في مدينة عدن، دون أن يكون هناك تدخل رادع من قبل الرياض التي ظلت تقف على مسافة واحدة ضبابية من عبث الإمارات خلال السنوات الماضية.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر