ماهي الأهداف الخفية للفوضى في عدن وما علاقتها بالتقارب الإماراتي الإيراني؟ (تقرير خاص)

[ صورة تداولها ناشطون لمواطنين تم قتلهم بمدينة عدن ]

تبرز عدد من السيناريوهات وراء ردود الأفعال الفوضوية وحملات الاعتداءات في مدينة عدن (جنوب اليمن) خلال الأيام الماضية، عقب مقتل القيادي في قوات الحزام الأمني المدعومة من الإمارات منير اليافعي "أبو اليمامة" بقصف حوثي استهدف عرض عسكري بالتزامن مع حادث إرهابي آخر تبنه داعش.
 
وقال عبد السلام محمد، رئيس مركز أبعاد للدراسات الإستراتيجية "غرقنا في حدث اغتيال القيادي في المجلس الانتقالي ابو اليمامة، والآن نتوه في وردود الأفعال الفوضوية" مضيفا "ان الحقيقة تبتعد عنا قليلا وهو أن منفذ الجريمة والمشرف عليها هو من يقف وراء الاحتقان والدفع للانتقام وهي جهات استخباراتية إقليمية ودولية لديها عدة اهداف".
 
وخلال الأيام الماضية شهدت مدينة عدن حملة انتهاكات واسعة ضد المواطنين المنتمين للمحافظات الشمالية من قبل قوات الحزام الأمني التابعة للمجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات، عقب قصف حوثي استهدف عرض عسكري تابع لهم، بالتزامن مع هجوم إرهابي على قسم للشرطة في حي "الشيخ عثمان" بعدن تبنته داعش.

 [إقرأ أيضا: مطاردات واقتحامات..قوات مدعومة إماراتياً تواصل حملتها ضد أبناء المحافظات الشمالية بعدن]

وانعكست تلك الهجمات الإرهابية على انتهاكات بشعة من قبل قوات الحزام الأمني ضد عُمال وباعة ومستثمرين من المحافظات الشمالية، حيث تعرضوا للترحيل القسري والاعتداءات بالضرب والاختطافات والنهب في حملة واسعة شملت معظم أحياء مدينة عدن ولقيت ادانات واسعة.
 
أهداف خفية للجريمة

وسرد في سلسلة تغريدات - على حسابة في موقع "تويتر"- عدد من الأهداف للجريمة وتداعياتها الكبيرة لمن يخف خلفها وقال " أن الاهداف والمكتسبات التي تريد تحقيقها جهات إقليمية ودولية من دعم الفوضى في عدن، هي نهاء أي أمل بانعقاد البرلمان في عدن أو عودة الحكومة".
 
وأضاف "وأيضا انفصال الجنوب عمليا وتركه للفوضى، تحقيق مصالح استراتيجية تتعلق بالموانئ والطاقة، خفيف التوتر مع الحوثيين كرسالة مطمئنة لإيران".
 
وخلال الأيام الماضية وقعت الإمارات مع إيران اتفاقية ثنائية بشأن الأمن، عقب لقاء جمع وفد إمارتي بالإيرانيين في طهران، واعتبرت خطوة كبيرة في إطار تقارب إماراتي إيراني منذ بداية الحرب في اليمن، في الوقت الذي صرح مسؤول إيراني "ان الإمارات تقوم بإعادة النظر في نهجها في اليمن".
 
وقال الباحث عبد السلام محمد "أن هذه الفوضى تأتي في خطة تفكيك البلد وتمزيق النسيج الاجتماعي ليسهل التحكم في اليمن مستقبلا، وهناك اصرار على انهاء شرعية الرئيس هادي وخلق مشروعيات أخرى تعتمد على العنف والسلاح وفرض أمر واقع في الجنوب توازي الحركة الحوثية المسلحة في الشمال".
 
وتابع "هذه الفوضى الهدف منها أيضا اغراء الجماعات الإرهابية مثل القاعدة وداعش للدخول في معادلة الصراع والاستقطاب لضمان العودة او السيطرة أو التدخل تحت لافتة مكافحة الاٍرهاب، من خلال نقلها للمناطق المحررة التي شهدت محاولات خلخلة في الآونة الأخيرة".
 
وأشار عبد السلام "ان تلك الفوضى محاولة تغطية على كل ما سيحدث اقليميا من تفاهمات خليجية إيرانية فرضتها الفوضى الايرانية التي تراجع الرئيس الامريكي عن كبحها عسكريا وخوفا من أن تنال الصواريخ المدن أو يتم ايقاف تصدير النفط".
 
وأوضح "أن هناك تصفية حسابات إقليمية ودولية تتم في اليمن بشكل غير مباشر".
 

تقارب إيران والإمارات
 
والأربعاء الماضي 30 يوليو الفائت، أكد بيان إيراني إماراتي مشترك، على ضرورة تعزيز العلاقات بين البلدين وضمان أمن مياه الخليج. في ختام اجتماع لقادة خفر السواحل بدولة الإمارات مع مسؤولين في طهران. في أول لقاء منذ اندلاع الحرب في اليمن وبالتزامن مع حالة التوتر الإقليمي مع إيران.
 
[للمزيد إقرأ.. لماذا اعتبر الحوثيون زيارة الوفد الإماراتي لعقد مباحثات في طهران "رسالة إيجابية"؟]

وعقب اللقاء قالت الرئاسة الإيرانية إن الإمارات العربية المتحدة "تقوم بإعادة النظر في نهجها الحاد تجاه اليمن". جاء ذلك على لسان رئيس مكتب الرئاسة محمود واعظي، في تصريحات للصحفيين، وحول عقد وفدي البلدين اجتماعا حول أمن الخليج، قال واعظي: "الإمارات تغير موقعها الحاد من اليمن".
 
وأشار المسؤول الإيراني إلى وجود اختلاف في وجهات النظر بين الإمارات والسعودية حول مسألة اليمن. ولفت إلى أن الإمارات تشعر بالقلق بشأن أمن الخليج، مضيفا: "الإمارات تريد أن تبقى على اتصال مع إيران بشأن هذه المسألة".
 
من جانبها عبرت ميليشيا الحوثي، عن ارتياحها لنتائج زيارة الوفد الإماراتي لطهران، ولقائه بالمسؤولين الإيرانيين. وقال القيادي في الميليشيا محمد الحوثي، إن "رسالة الإمارات من إيران رسالة ايجابية"، حسب وصفه.  في حين قال القيادي الحوثي محمد البخيتي في تصريح لقناة الجزيرة "إنهم قرروا تجميد الهجمات ضد الإمارات بعد تغيير وصفه بالملموس في موقف أبو ظبي السياسي والعسكري من الحرب في اليمن".
 
في المقابل علق وزير الدولة الإماراتي أنور قرقاش بالقول "اتفقنا مع السعودية الشقيقة على إستراتيجية المرحلة القادمة في اليمن، وفي الملف الإيراني موقفنا المشترك تفادي المواجهة وتغليب العمل السياسي". وأضاف – في تغريدة على تويتر - أن الموقف الإماراتي ثابت، وأن التنسيق مع السعودية في أفضل حالاته، متهما قطر بما وصفه بالصيد في الماء العكر عبر تضخيم اجتماع روتيني، بحسب تعبيره.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر