ميدل ايست آى: أوامر وقف التقدم بالمعارك تثير تساؤلات حول جدية التحالف بإنهاء الحرب في اليمن (ترجمة)

[ مقاتلون في احدى الجبهات بمدينة تعز ]

تثير القوات اليمنية المتحالفة مع التحالف الذي تقوده السعودية تساؤلات حول جدية نوايا التحالف في إنهاء الحرب في الدولة الواقعة في شبه الجزيرة العربية في ظل تلقيها، في مرات عديدة، أوامر بالتوقف في أوقات تمكنت فيها تلك القوات من تحقيق تقدمات حاسمة، وذلك دون تقديم التحالف لسبب واضح وراء ذلك.
 
ونقل موقع «Middle East Eye» البريطاني في تقرير ترجمة "يمن شباب نت" اتهام بعض الجنود بصفوف القوات الحكومية التحالف الذي تقوده السعودية بتعمد شن غارات جوية في بعض الأحيان ضد القوات اليمنية التي تقاتل بصفوفه بهدف "وقف تقدمها".
 
وبات يُنظر إلى الحرب في اليمن على نطاق واسع على أنها حرب بالوكالة بين المملكة العربية السعودية وإيران، وتسيطر الحكومة على مدينة عدن الساحلية الجنوبية، بينما يسيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم أكبر المراكز الحضرية في البلاد.
 
توقف التقدم
 
منذ بداية الحرب في مارس 2015، تقدمت القوات الموالية لهادي بدعم من التحالف في العديد من المحافظات واستعادت العديد من المناطق من الحوثيين، لكنها أيضاً أوقفت التقدم على العديد من الجبهات "بناءً على أوامر من التحالف".
 
وبينما استولت تلك القوات على مدينة عدن في غضون أيام قليلة فقط في عام 2015، إلا أنها لم تحقق تقدماً كبيراً منذ ذلك الحين، وسط توقفها عن مواصلة التقدم الى ما بعد محافظتي لحج والضالع جنوب غرب البلاد.

 [إقرأ أيضا: لماذا تم إحالة اللواء "خصروف" للتحقيق وماذا قال عن التحالف وتوقف جبهات القتال؟]

 وبالمثل، تقدمت تلك القوات من مأرب إلى منطقة نهم في صنعاء في غضون بضعة أيام في عام 2016، ولكن المعارك لاتزال مستمرة منذ ذلك الحين، دون أي تقدم كبير نحو وسط المنطقة.
 
وفي العام الماضي، وصلت قوات التحالف إلى تخوم مدينة الحديدة وكانت على بعد بضع كيلومترات فقط من استعادة الميناء البحري الاستراتيجي من قبضة الحوثيين، قبل أن يتوقف القتال، وفي تعز يعاني سكان المدينة حصاراً حوثياً من ثلاثة اتجاهات منذ عام 2015، لكن التقدم في المدينة قد توقف، ولم يتم إحراز أي تقدم نحو إنهاء الحصار.
 
 
اتهامات للتحالف "بخذلان القوات اليمنية"
 
دفع الإحجام الواضح من قبل التحالف عن الاستيلاء على المدن الرئيسية من قبضة الحوثيين أحد كبار ضباط الجيش، وهو العميد محسن خصروف للتعبير عن استيائه على الهواء مباشرة على شاشة التلفزيون، الشهر الماضي، وذلك عندما ألقى اللوم مباشرة على التحالف لفشله في دعم القوات اليمنية لتحقيق انتصارات حاسمة على الأرض.
 
وقال لقناة اليمن التلفزيونية "التحالف الذي تقوده السعودية هو من يمنع القوات الموالية لهادي من التقدم في نهم وتعز والحديدة ومناطق أخرى" وأضاف "عندما وصلت قواتنا إلى تلك المناطق في غضون أيام قليلة، أمرهم التحالف بالتوقف".
 
 وقال خصروف، الذي أوقفه هادي عقب ذلك اللقاء المتلفز، إن القوات اليمنية كانت ستهزم الحوثيين في الحديدة. لكنها توقفت بسبب "أوامر" التحالف وحلفائه في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وأضاف أن التحالف لم يزود الجيش اليمني بالأسلحة اللازمة لكسب الحرب، على عكس الحوثيين، الذين قال إن لديهم عتاد أفضل بسبب الدعم الإيراني.
 
العميد خصروف قال إن الرغبة في عدم إنهاء الحرب ـ في رأيه ـ تمثلت بخشية التحالف من أن انتصار الجيش اليمني سيكون انتصارًا لحزب التجمع اليمني للإصلاح، وهو ما علق عليه قائلاً "هذه كذبة كبيرة". مضيفاً "ليس مسموحا لنا القتال حتى النصر".
 
انطباعات خصروف تكررت من قبل جنود يمنيين من تحدثوا لـ "ميدل إيست آي" بشرط عدم الكشف عن هويتهم، حيث تحدثوا عن عدد من الغارات الجوية السعودية استهدفت قواتهم في هجمات وصفها التحالف بأنها "أخطاء" والتي اعتبرها الجنود برغم ذلك متعمدة.
 
 وقال أحمد (مستخدماً اسما مستعار)، وهو مقاتل في تعز "في يناير 2018، حاولت مجموعة من الجنود الشجعان بمن فيهم أنا، التقدم غرب مدينة تعز لكسر الحصار، لكن قيادتنا منعتنا وتحججت بعدم صدور أوامر من التحالف". 
 
 وأضاف "ثم أصررنا على التقدم، وأبلغت قيادتنا غرفة عمليات التحالف بالمعارك". وتقدم أحمد وزملاؤه على الجبهة الغربية، وسُعدوا بتحقيق تقدم كبير دون دعم الغارات الجوية.
 
 "أخطاء" في الغارات الجوية للتحالف
 
 في وقت مبكر من اليوم التالي، حلقت الطائرات الحربية فوق مدينة تعز، لكن الهدف لم يكن الحوثيين كالمعتاد.
 
إذ يقول الجندي أحمد "استهدفتنا ثلاث غارات جوية، وقُتل وأصيب العشرات من زملائي، ولذلك انسحبنا إلى المواقع السابقة بعد تكبد خسارة فادحة جراء تلك الغارات".
 
عقب ذلك يقول أحمد بأنه أُبلغ وزملاؤه أن الضربات الجوية كانت "أخطاء"، وبأنهم يجب أن لا يتقدموا مرة أخرى دون توجيهات من التحالف.
 
في البداية، اعتقد أحمد أن الضربات الجوية كانت بالفعل أخطاء. ومع ذلك.. وعندما تكررت الأخطاء، كان لديه شكوك في أنها "متعمدة". وقال "لم يكن ذلك هو الخطأ الوحيد، لكن العديد من الغارات الجوية الأخرى، استهدفت مقاتلين تقدموا في عدة محافظات دون توجيهات من التحالف".
 
 وتابع أحمد "التحالف يجبرنا على أن نكون تابعين له، ولا يمكننا التقدم دون توجيهات واضحة. علاوة على ذلك، لم نتلق أوامر للتقدم في تعز منذ عام 2016".
 
ويتفق أحمد مع خصروف على أن التحالف لا يريد إنهاء الحرب. وأردف بالقول "اليوم، لا يثق كثير من الجنود في التحالف لأنهم يعرفون أن التحالف يبحث عن مصالحه الخاصة وليس لصالح اليمنيين".
 
رواتب الجنود
 
"خالد" وهو جندي من القوات الحكومية الحديدة، وتحدث أيضًا باستخدام اسم مستعار، قال إن التحالف الذي تقوده السعودية يقود المعارك في اليمن وهو مسؤول عن إصدار أوامر بالتقدم ووقف المعارك في أي مكان في البلاد.
 
واضاف "عندما أراد التحالف أن تتقدم القوات في الحديدة، دفع رواتب المقاتلين بالريال السعودي، لذلك ترك المقاتلون جبهات مختلفة وانضموا إلى الحديدة".
 
وتابع "بهذه الطريقة، تقدمت القوات في الحديدة بطريقة دراماتيكية. لا يتقدم المقاتلون مسافة متر واحد دون توجيه من القادة في [التحالف الذي تقوده السعودية]". وأضاف خالد أن التحالف لديه أموال ويدفع جيدًا عندما يحتاج إلى قوات للمضي قدمًا، ويؤجل الرواتب عندما يريد انسحاب القوات.
 
وقال "إذا أراد التحالف تحرير الحديدة أو أي محافظة أخرى، فيمكنه القيام بذلك في غضون أيام قليلة لأن لديه المال، لكنه لا يريد أن تنتهي الحرب لأسباب غير معروفة".
 
ممتنون للتحرير
 
وفي حين أن هناك العديد من الجنود الذين يتهمون التحالف الذي تقوده السعودية بعرقلة تقدم القوات الموالية لهادي، هناك في المقابل جنود لازالوا يشعرون بالامتنان للتحالف.
 
إذ يقول سمير، وهو مقاتل مؤيد لهادي في تعز "لا يمكن لأحد أن ينكر الدور الرئيسي للتحالف الذي تقوده السعودية في تحرير البلاد". وأضاف "تدخل التحالف عندما كان الحوثيون في عدن، ولولا فضل التحالف، لكان الحوثيون قد سيطروا على البلاد بأكملها".
 
وذكر أن التحالف يدعم القوات الموالية لهادي للتقدم وأن غاراته الجوية ساندت معظم التقدم على الأرض، ونفى أنه يكون التحالف قد عرقل التقدم.
 
وقال سمير "التحالف يدرك بما فيه الكفاية لاستراتيجيات الحرب ويعرف متى يجب أن تتقدم القوات ومتى يجب أن تنسحب، لكن بعض القادة العسكريين اليمنيين ليسوا على علم بمثل هذه الاستراتيجيات". وقال "وبالتالي، يجب أن نشكر التحالف الذي تقوده السعودية لدعمهم المستمر منذ عام 2015".
 
"ضد السيادة الوطنية"
 
وصرح طارق الملاح، وهو صحفي مستقل ينتقل بين المحافظات، أن المعارضة للتحالف الذي تقوده السعودية قد تزايدت في العديد من المحافظات وليس فقط في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.

وقال لـ "ميدل ايست أي" بدأت القوات الموالية لهادي في إعادة النظر في دور التحالف، وعاد بعض الجنود إلى المناطق الموالية للحوثيين بسبب الدور الغامض للتحالف".  وختم قائلا ً "تدخل التحالف في اليمن لدعم القوات الموالية لهادي وليس لقيادة المعارك، لكنه أصبح من يدير المعارك، وهذا خطأ لأنه يناقض السيادة الوطنية".

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر