في ظل اختناق السكان من حرّ الصيف.. ماهي أسباب إنقطاع الكهرباء المتكرر في حضرموت؟ (تقرير خاص)

[ محطة قريو في وادي حضرموت ]

"الكهرباء طائفة" هذه أكثر كلمة يرددها المواطنون في حضرموت (شرق اليمن)، وخاصة في فصل الصيف حيث ترتفع درجة الحرارة، ويتحول الحصول على هواء بارد حلم للسكان، حيث تشهد منظومة الكهرباء انقطاعات مستمرة، ومعها مما يؤثر بشكل كبير على حياة الناس المختنقين من حرارة الصيف.
 
ويتذمر المواطنون في وادي وصحراء حضرموت، من تلك الانقطاعات متكررة في خدمة التيار الكهربائي، فالمبررات والأسباب هي ذاتها والتي تقدم من قبل المسؤولين كل صيف، حتى أصبحت "أسطوانة مشروخة" يتندر بها السكان على السلطات التي لم تم بأي دور لمعالجة المشكلة.
 
[إقرأ أيضاً... حضرموت: مواطنون يقطعون خط رئيسي ويشعلون النيران احتجاجاً على تدهور الكهرباء]

ورغم توفر الوسائل المتاحة التي تجعل محافظة حضرموت غنية في مجال الطاقة، غير أنها على العكس تماماً تعيش أزمات متتالية ومعاناة مستمرة، حيث تصل ساعات انقطاع التيار الكهربائي من 6 – 10 ساعات يوميات الأمر الذي فاقم معاناة المواطنين في مديريات الساحل والوادي.
 
ماهي أسباب انقطاع الكهرباء؟

تعتمد منظومة الطاقة الكهربائية بوادي حضرموت على نوعين من التوربينات في توليد الكهرباء، والحصة الأكبر تنتجها محطة "الكهرو غازية ببترو مسيلة"، والتي تقدر بـ 75 ميقا، بينما تتوزع 3 محطات تعمل بوقود الديزل بين "قريو، والبدرة، والغرف" وتنتج 20 ميقا فقط.
 
وقال المهندس عبد القادر عبد الله الجنيد مدير عام المؤسسة العامة للكهرباء بوادي حضرموت "لسنا راضيين عن خدمة الكهرباء التي نقدمها للمواطن، وانقطاعاتها المتكررة نتيجة برمجة تعيشها مؤسسة الكهرباء نتيجة الظروف الذاتية، بالإضافة إلى انقطاعات ناتجة عن اعطاب فنية".
 
وأضاف في حديث لـ"يمن شباب نت" ان منظومة الكهرباء مفتوحة ومترامية الأطراف في عموم مديريات وادي حضرموت وهناك انخفاض بالقدرة الانتاجية للمحطات القائمة في مديريات الوادي، نظراً لعدم توفر كميات كافية من الغاز لرفع القدرة الانتاجية من هذه المحطات".
 
نظراً للضغط والحمل الكبير على مؤسسة الكهرباء قامت الإدارة بإضافة خطوط جديدة في فصل الشتاء الماضي 2018م، وهو خط رابط بين منطقة خرير وقريو الذي يسمى بخط وادي بن علي، لتصريف ما يعادل 20 ميقا وات من 25 ميقا وات، كإنتاج للطاقة وهو ما يؤكد ذلك الجنيد.
 
وذكر الجنيد "أن جمالي الطاقة المركبة في المحطات الغازية الآن في حدود الـ 100 الى 110 ميقا وات" مؤكدا: "أن توجد متابعات في السلطة المحلية لإنشاء خط أو خطين، لزيادة كمية الطاقة التي يمكن أن تصرف من شركة بترو مسيلة".
 
ضعف التموين

وقال الجنيد في حديث لـ"يمن شباب نت": نعاني من اشكالية ضعف تموينات الديزل التي لا تلبي الطلب، الأمر الذي جعل الكمية لا تتواكب مع حجم الطلب في محطات "الغرف، وبدرة، وقريو"، ونستلم ما يعادل 85 ألف لتر يومياً، ونقوم بتوزيعها على محطتي "الغرف وبدرة".
 
وبالنسبة لعدم تموين محطة "قريو" أفاد الجنيد أنهم يعتمدون في التشغيل على مخزونها الموجود في خزانات المحطة، والذي بلغ في نهاية مارس الماضي ما يقارب 4 مليون لتر "إلاّ أنه بالتشغيل المتواصل والاعتماد على هذا المخزون، انخفض حجم المخزون في المحطة إلى ما يقارب 600 ألف" مؤكداً "أن التناقص مستمر طالما أنه لا يوجد تعزيز".
 
وخلال العام الماضي كانت الحكومة تعتزم رفع الاحتياجات الموجودة في تشغيل محطات الديزل في مديريات الوادي وقال الجنيد "قمنا بزيارة الحكومة إلى عدن، واللقاء مع إدارة مؤسسة الكهرباء، ووضعت هذه المتطلبات، وتم التأكيد على ضرورة تعزيز تموينات للمحطات العاملة بالديزل في وادي حضرموت بالكميات الموجودة".
 
وتأسف الجنيد عن انقطاع المنحة السعودية من مادة الديزل للوادي، واستمراريتها في مجمل المحافظات المحررة، وأشار "لم نستلم سوى تموين ثلاثة أشهر العام الماضي، بالإضافة إلى كميات بسيطة في مارس الماضي من العام الجاري"، وقال " نتابع مع جميع الجهات المسؤولة في زيادة كمية التموين بمادة الديزل".

تذمر المواطنين

من جانبه استغرب المواطن "عبد الله قهمان" من المسؤولين عن خدمة الكهرباء، قائلا: "إن المسؤولين على خدمة الكهرباء يستغلون فرص وقت راحة المواطن في عملية انطفاء الكهرباء حيث تنطفئ في وقت الليل، ووقت الظهيرة عند عودة الناس من أعمالهم، وجلوس الأسر مع أهاليهم، واستراحتهم في ذات الوقت".

  [للمزيد إقرأ أيضا: "باصرة" يعلق عضويته في مجلس النواب احتجاجاً على عدم حل مشكلة الكهرباء بحضرموت]

وأضاف في حديث لـ"يمن شباب نت" درجة الحرارة مرتفعة وخصوصاً في وادي حضرموت، وانطفاء الكهرباء تزيدنا معاناة " وقال "أن السلطات تأخذ خيرات البلاد ولا توفر الخدمات البسيطة والضرورية في حياة المواطن، بالرغم من تواجد النفط بكثافة وخصوصاً في محافظة حضرموت".
 
لا يختلف الوضع كثيراً في ساحل حضرموت مركز المحافظة في خدمة الكهرباء، حيث خرجت احتجاجات غاضبة وتم قطع شوارع رئيسية في مديريات بساحل حضرموت، ورافق ذلك اشعال نيران، مطالبين بوضع حلول عاجلة، لمشكلة الانقطاعات المستمرة والمتتالية للتيار الكهربائي، ومعها يتدخل الأمن في أحيانٍ ليطلق الرصاص في الهواء، لتفريق العشرات من المحتجين والمتظاهرين.
 
ردود أفعال غاضبة

وشهدت بعض مديريات الساحل احتجاجات الثلاثاء الماضي، غير أنه لم يحدث أي صدام مع الأمن، وتزامنت مع إعلان محافظ حضرموت اللواء الركن فرج سالمين البحسني أن الحكومة تعهدت له بأن تصل في اليوم التالي الأربعاء إلى ميناء المكلا باخرة تحمل وقود المازوت لتشغيل محطات الكهرباء.
 
في ذات السياق علّق المهندس محسن باصرة نائب رئيس مجلس النواب اليمني الاربعاء 31 يوليو عضويته من مجلس النواب وهيئة رئاسته احتجاجاً على عدم حل مشكلة الكهرباء بالمحافظة.
 
وقال باصره في رسالة له "لا يشرفني الاستمرارية في ممارسة مهامي في هيئة الرئاسة وعضوية مجلس النواب أعلق عضويتي حتى تنفذ الحكومة التزاماتها حسب توصيات المجلس وليس بالحلول الترقيعية".
 
وأرجع سبب ذلك "نظرا لعدم تنفيذ الحكومة ممثلة برئيس الوزراء توصيات المجلس عند إقرار الميزانية العامة للدولة لعام 2019م في مدينة سيئون في 16أبريل 2019م خاصة التوصيات المستعجلة لمحافظة حضرموت لحل مشكلة كهرباء ساحل حضرموت، ومرور أكثر من 3 شهور ولم يتحقق شيء من هذه التوصيات.
 
ولفت أن معاناة أهلنا زادت في انقطاع التيار الكهربائي لأكثر من 14ساعة في اليوم الواحد ولعدم توفر مادتي المازوت والديزل لمحطات الكهرباء وعدم تسديد المديونات السابقة.
 
 وكشف باصرة عن حدوث وفيات من مرضى ضغط الدم والسكر بسبب الحرارة العالية والرطوبة المرتفعة، موضحاً أن الحكومة لم تفي بالتزاماتها ولم تقوم بتصدير شحنات النفط الخام من ميناء الضبة دون مراعاة لمشاعر ومعاناة أهل حضرموت.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر