موقع أمريكي: الحوثيون يبادلون الغذاء بالسلاح لتمويل حروبهم ويستفيدون من 60% من المساعدات (ترجمة خاصة)

قال موقع أمريكي "أن ميلشيات الحوثي تسرق كميات هائلة غذاء الجائعين في اليمن، وتعمل على تبديل خبزهم وقوتهم الضروري بالسلاح لتمويل مجهودها الحربي" ولفت "أن نحو 60% من المساعدات يستفيد منها الحوثيين بدلاً من الأسر الفقيرة".
 
وشن الكاتب الأمريكي، ديفيد هاردن - المدير الإداري لمجموعة جورج تاون الإستراتيجية – في المقال الذي نشره موقع «THE HILL» هجوماً لاذعاً على الحوثيين فواصفاً إياهم بـ"الميليشيات" التي تقـوم بسرقة كميات هائلة من المساعدات الغذائية من أفواه جوعى اليمن. في الوقت الذي يموت الأطفال بسبب عدم حصـولهم على ما يكفي من الغذاء.

 [إقرأ ايضاً: التلغراف البريطانية تكشف أسباب تعليق برنامج الغذاء العالمي عملياته في مناطق سيطرة الحوثيين]

وفي نهاية يونيو، بدأ برنامج الأغذية العالمي تعليق جزئي لإيصال الأغذية إلى 850 ألف شخص في صنعاء.  وهي خطوة نتجت عن نزاع على السيطرة على البيانات البيومترية (نظام التعرف من خلال قزحية العين والبصمات) بين برنامج الأغذية العالمي والحوثيين.
 
حيث اكتشف برنامج الأغذية العالمي في ديسمبر 2018 أن الغذاء الذي تقدمه في مناطق الحوثيين "يتم سرقته بشكل ممنهج" - في حين تحدث دبلوماسيون عن حدوث سرقة حوثية، في حين قال الحوثيون إن البرنامج أصر على السيطرة على البيانات وهو ما صفوه بـ"انتهاك للقانون اليمني".
 
وكما أشار المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، ديفيد بيسلي مؤخرًا، فإن سلوكاً كهذا "يرقى إلى مستوى سرقة الطعام من أفواه الجياع".
 
وقال الكاتب - في المقال الذي ترجمة "يمن شباب نت" - بأن زملاء في الأمم المتحدة تحدثوا بشكل سري عن أن ما يصل إلى 60 في المائة من الأغذية في صنعاء، يتم تحويلها إلى مصادر يسيطر عليها الحوثيون بدلاً من إطعام الأسر الضعيفة.
 
ووفقا لهاردن.. ذكرت الوكالة الامريكية للتنمية الدولية ـ التي عمل الكاتب كمساعد لمديرها السابق ـ   في خطوة منها لوضع التلاعب بالمساعدات في سياقه، أن اليمن يمثل أكبر حالة طوارئ للأمن الغذائي في العالم. حيث أن ما يقرب من 16 مليون شخص -أي حوالي 53 في المئة من سكان اليمن - يعانون من انعدام الأمن الغذائي. 
 
وقال "يعمل النظام البيومتري - باستخدام مسح القزحية وبصمات الأصابع أو التعرف على الوجه -ويتم العمل به بالفعل في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، وفي نطاق واسع في جميع أنحاء العالم حيث الأزمات المعقدة والكوارث الإنسانية".
 
ووجه الكاتب انتقاداً شديد اللهجة للحوثيين معتبراً "بإن سرقتهم الطعام من أفواه أشد الناس فقرا وأكثرهم ضعفا في اليمن أمر يستحق الإدانة والشجب والغضب".
 
وحذر هاردن بالقول "بأن أفعال الحوثيين هذه لها عواقب من الدرجة الثانية" متهماً إياهم بمبادلة الخبز مقابل الأسلحة والسلطة والسيطرة - لتمويل مجهودهم الحربي. وأضاف "تصرفات الحوثيين في التلاعب بالمعونة الغذائية ستؤدي إلى ظهور المظالم وتدعيم الفساد الذي قد يؤدي إلى سلوك أكثر تطرفاً".
 
[للمزيد إقرأ: الغذاء العالمي يبدأ تعليقاً جزئياً لتقديم المساعدات في مناطق سيطرة الحوثيين]

الكاتب هاردن انتقد الكونجرس الامريكي لعدم الاشارة الى ممارسات الحوثيين التي قال إنها في المجمل " لا تزال تديم أسوأ أزمة إنسانية في العالم -" وبالكاد سمعنا أي تعليق من الكونجرس الكابيتول هيل حول ذلك.
 
ووضع الكاتب الامريكي هاردن عدة طرق أوصى بالعمل بها "من أجل المضي قدماً لمساعدة المستضعفين، واستعادة النزاهة في برامج المساعدة وخلق فرص أفضل لحل سياسي لإنهاء هذا الصراع المأساوي" حد تعبيره.
 
وأول تلك الطرق ـ وفق الكاتب ـ تتمثل في أنه ينبغي لوزير الخارجية مايك بومبيو وفريقه في الرياض في وحدة الشؤون اليمنية أن يشجعوا المفاوضين على وضع مسألة استخدام برنامج الغذاء العالمي للنظام البيومتري في عين الاعتبار، حيث استخدمت الأمم المتحدة النظام لأكثر من 15 عامًا.
 
وقد كانت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة، أول منظمة إنسانية تستخدم النظام البيومتري لمسح القزحية للتحقق من العائدين الأفغان من باكستان في عام 2003. وقد استخدم البرنامج العالمي النظام لأول مرة في عام 2014 في كوكس بازار، بنغلاديش، باستخدام معلومات المستفيدين ومنصة إدارة عمليات النقل في الفترة التي سبقت أزمة الروهينغيا.
 
وعلى الأخص، في عام 2016، تعاون برنامج الأغذية العالمي مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لإدخال النظام البيومتري الذي يسمح للاجئين السوريين في الأردن بشراء الغذاء من المتاجر باستخدام مسح العين بدلاً من النقود. 
 
ومن هذا المنظور تمثل اليمن استمرار لاستخدام النظام البيومتري منذ 15 عامًا، والمصمم لحماية سلامة المساعدة لأكثر الفئات ضعفًا.  وخلال تلك الفترة، أصبح النظام البيومتري المدعوم من الأمم المتحدة، أكثر تطوراً واستهدافًا مع الحفاظ على أعلى المعايير لحماية البيانات والخصوصية.
 
ثانياً، يتعين على الدبلوماسيين الإقليميين والمجتمع الدولي العمل على وقف الممارسات الحوثية وفضح نوايا الحوثيين السيئة في التلاعب بالمساعدات الغذائية.
 
وقال هاردن "بطبيعة الحال لا يعترف الحوثيون بسرقتهم للغذاء، لكنهم يقولون إن النظام البيومتري يتعارض مع القانون اليمني ويشكل خطراً على الأمن القومي" وأضاف "علاوة على ذلك أصدر رجال الدين الحوثيون فتاوى ضد البرنامج بسبب استخدام النظام البيومتري".
 
وهـو ما بيّن الكاتب بأن الرد عليه "سيتطلب من الدبلوماسيين وعمال الإغاثة التعاون الوثيق مع الزعماء الدينيين والقبليين وقادة المجتمع اليمنيين للدفاع عن سلامة وفعالية أفضل للمساعدة الإنسانية".
 
وتابع "فلا تتطلب عمليات مسح قزحية العين التي يستخدمها النظام على وجه الخصوص أي لمس كما هو الحال مع بصمات الأصابع، ولا يوجد حمض نووي، ولا تصوير للوجه، ويمكن ارتداء عباية المرأة طوال الوقت".
 
وأردف بالقول "لقد نجح النظام البيومتري في الاستجابة المتعلقة بالأزمة السورية بنجاح، مما أضعف من حالات سوء التغذية ووفيات الأطفال.  مضيفا "وتوفر المبادئ الإسلامية للزكاة أساسًا أخلاقيًا واضحًا يسمح النظام البيومتري بالمساعدة في تخفيف معاناة أكثر الفئات ضعفًا في الصراع اليمني".
 
 ثالثًا، يجب على الدبلوماسيين الأمريكيين الموجودين على الارض القيام بدعم تعليق البرنامج لتوزيع مساعداته بصنعاء، وتجنيب الآخرين في المجتمع الدولي الانصياع لمطالب الحوثيين بتقديم المساعدات خارج أي نظام تقارير بيانات بيومتري. حيث أن أي تراجع لتعليق برنامج الأغذية العالمي لن يؤدي إلا إلى تقويض مصداقية الأمم المتحدة وإدامة الحرب.
 
وقال هاردن "في الواقع يتعين على الإدارة الأمريكية مضاعفة استخدام النظام البيومتري وتشجيع الأمم المتحدة على تقديم تقنيات جديدة للمساعدة في دفع رواتب المعلمين ومقدمي الرعاية الصحية وعمال الصرف الصحي والقضاء على الأعداد الهائلة من العاملين الوهميين في قوائم التوظيف".
 
وأردف "كما هو الحال في سوريا، يمكن أن يؤدي استخدام النظام البيومتري بالنسبة لغير المقيدين إلى وصول أكثر شمولا إلى التمويل الأصغر والى سيولة أسرية أوسع نطاقًا حيث الحاجة اليها ماسة جداً في وقت الأزمات".
 
ويتفق الكاتب هاردن مع ديفيد بيسل، رئيس برنامج الأغذية العالمي في اعتبار أن منـع الغذاء عن اليمني الجائع هو "سلوك إجرامي". 
 
وختم الكاتب الامريكي مقاله بالقول "تبدو احتمالات التسوية السياسية في اليمن بعيدة وبعيداً عن وقف إطلاق النار المتفاوض عليه، قد تساعد الفرص الإنسانية والاقتصادية الفعالة في تهيئة بيئة سياسية أكثر إيجابية وأقل تآكلًا والتي بدورها قد توفر يومًا ما طريقًا مستقبلياً ليمن بلا حروب".
 

 
*ديفيد هاردن: المدير الإداري لمجموعة جورج تاون الإستراتيجية ومساعد المدير السابق في مكتب الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية للديمقراطية والصراع والمساعدة الإنسانية، وقد أشرف على المساعدة الأمريكية لجميع الأزمات العالمية.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر