سيناتور أمريكي يطالب الكونجرس بقرار يدين الحوثيين لتسببهم بانزلاق اليمن إلى كارثة إنسانية

[ مواطنون يتجمعون حول شحنة دقيق في صنعاء ]

دعا سيناتور أمريكي المشرعين بالكونجرس لإصدار قرار يدين الحوثيين جراء ما وصفه بانتهاكاتهم لحقوق الإنسان في اليمن، وتسببهم بانزلاق البلاد الى الكارثة الانسانية الأسوأ في العالم. كما أتهم طهران بالعمل على تحويل اليمن إلى دولة وكيلة لها، وملاذ للجماعات الإرهابية.
 
وقال السيناتور بالكونجرس الامريكي وول هارد في مقال له بصحيفة «وول ستريت جورنال» الامريكية "أن استخدام الحوثيين الواسع للألغام الأرضية يعمل على قتل وتشويه المدنيين اليمنيين، وترك المجتمعات الضعيفة معزولة عن محاصيلها، وعن المياه النظيفة والمساعدات الإنسانية".
 
وأضاف في المقال الذي ترجمه "يمن شباب نت" أن إرسال رسالة كهذه بالإضافة الى مطالبة الحوثيين بالالتزام بوقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الأمم المتحدة، سيُظهر للعالم أن الولايات المتحدة لن تقبل الجهود الإيرانية لبث الفوضى في المنطقة.
 
وشدد بأنه لا ينبغي لأحد أن يعامل النظام الخبيث في إيران كضحية.. معتبراً إياها "الدولة الأولى في العالم الراعية للإرهاب التي أطلقت الجماعات الإرهابية، والميليشيات العنيفة التي تدعمها آلاف الصواريخ على المدنيين".
 
وحذر، من أنه ومع تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، يشجع الكونغرس إيران عبر إرساله رسالة خاطئة بخصوص اليمن. حيث صوت مجلس الشيوخ الأسبوع الماضي على وقف المبيعات العسكرية للسعودية والإمارات العربية المتحدة.  وفي وقت سابق من هذا العام، اضطر الرئيس ترامب إلى الاعتراض على قرار للكونجرس، كان يهدف إلى إنهاء المساعدة الأمريكية للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن.
 
وأضاف "من الواضح أن الكونغرس لا يستطيع فصل ردة فعله إزاء مقتل جمال خاشقجي، عن التهديدات التي يشكلها الحوثيون والإيرانيون والإرهابيون في اليمن" مشددا "بأن الوقت الراهن ليس وقت إرسال رسائل مزدوجة إلى طهران".
 
وتابع السيناتور "أعرف اليمن، وقد عملت فيه كضابط سري في وكالة الاستخبارات المركزية، في أعقاب تفجير عام 2000 المدمر الذي تعرضت له المدمرة الأمريكية يو إس إس كول في ميناء عدن".
 
ومنذ عام 2014، عندما هاجم الحوثيون المدعومون من إيران، الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً واستولوا على العاصمة صنعاء، واليمن يعيش أزمة إنسانية تعد من بين الأسوأ في العالم، حيث ووفقًا للأمم المتحدة، يحتاج حوالي 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية والحماية، معظمهم في الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون.  كما يحتاج ما يقدر بنحو 7.4 مليون شخص إلى علاج لسوء التغذية، بما في ذلك مليوني طفل دون سن الخامسة.
 
السيناتور "هارد" اتهم إيران باستغلال المعاناة في اليمن، والعمل على تحويل البلد إلى دولة وكيلة لها، وملاذ للجماعات الإرهابية، الامر الذي قال إن التحالف بقيادة السعودية يحارب لمنع حدوثه.
 
أما عن جهود الكونغرس الرامية لإنهاء الدعم الاستخباراتي واللوجستي الامريكي للسعوديين والإماراتيين في اليمن، فهي ـ برأي الكاتب ـ طريقة خاطئة لمعاقبة الرياض على مقتل خاشقجي، الذي قال إنه انضم إلى العديد من زملائي في إدانة جريمة قتله، وطالبوا الرياض بتغيير نهجها.
 
في الوقت ذاته أكد الكاتب "بأن المخاوف المتعلقة بحدوث الإصابات في صفوف المدنيين والإجراءات الأخرى التي يقوم بها التحالف فعلية وتستحق الاهتمام".
 
وأضاف " الرد الامريكي الأكثر فعالية سيكون في الحفاظ على نفوذها على التحالف.. من خلال مواصلة دعمنا له دون الانخراط في الاعمال القتالية النشطة".
 
وتابع بالقول "أما البديل فهو تطرف جيل كامل من اليمنيين. حيث تشكل الإيديولوجية الحوثية المعادية لأمريكا والغرب تعليم الأطفال في المناطق التي يسيطرون عليها في اليمن.  كما تجبر المدارس الحوثية الأطفال على تبني شعارهم البغيض الذي استلهموه من ثورة عام 1979 الإيرانية".
 

وحذر السيناتور هارد من أن ما وصفه بـ " تطرف شباب اليمن" سيمثل تهديداً طويل الأجل للمنطقة والمصالح الأمريكية التي لا يمكن تجاهلها.
 
ورأى بأن محاولات إيران الأخيرة لإثارة صراع عسكري مع الولايات المتحدة تجعل الأمر أكثر أهمية بالنسبة للكونجرس كي يبعث رسالة واضحة بشأن اليمن. 
 
ونوه الكاتب في مقاله الى "أن التركيز على برنامج إيران النووي غالباً ما كان يصرف الانتباه عن برنامج الصواريخ التقليدية الإيرانية، وعن دعم الإرهاب الذي يهدد حلفائنا ويزعزع استقرار الشرق الأوسط".
 
وجدد تحذيراته من أنه.. وفي حال ظفر الحوثيون في الحرب الأهلية، وعززوا سيطرتهم على كامل اليمن أو جزء منه، فستكسب إيران حينها موطئ قدم في شبه الجزيرة العربية.
 
وانطلاقا ًمن بوابة المملكة العربية السعودية، سيكون بإمكان وكلاء إيران تهديد مضيق باب المندب، وهو نقطة خانقة استراتيجية تربط المحيط الهندي بالبحر الأحمر.  ومن خلال السيطرة على المضيق، يمكن لإيران أن تمنع الملاحة المتجهة إلى قناة السويس، جاعلة بذلك التجارة الدولية رهينة. وهو ما لا ينبغي أن يسمح أبدا بحدوثه. وفق الكاتب.
 
وعبر السيناتور "هارد" عن آمله في أن ينضم اليه زملائه في الكونغرس في دعم قرار يدين الحوثيين على تصرفاتهم وسلوكهم في اليمن.
 
معتبراً بأن من الأهمية بمكان "أن نظهر دعمنا للشعب اليمني، وأن ندعم عمل المبعوث الخاص للأمم المتحدة. حيث من خلال اتخاذ موقف واضح، يمكننا حماية المصالح الأمريكية والوقوف في وجه إيران ومساعدة حلفائنا وتخفيف المعاناة التي لا داعي لها لملايين اليمنيين الأبرياء".

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر