باحثة غربية لـ"يمن شباب نت": بوادر صراع وشيك بالوكالة قد تشهده محافظة المهرة

[ اليزابيث كيندال باحثة البريطانية بجامعة أكسفورد ومتخصصة في الشأن اليمني ]

حذرت خبيرة بريطانية من خطورة الوضع الحالي الذي تشهده محافظة المهرة (شرق اليمن)، مشيرة الى "أن هنالك بوادر تنذر بصراع وشيك بالوكالة ربما تشهده المحافظة، نظراً لمزيج من العوامل الجيوسياسية التي قد تجعل من المحافظة ساحة للتنافس بين كل من السعودية والامارات وسلطنة عُمان.
 
وقالت اليزابيث كيندال -الباحثة البريطانية بمركز الدراسات العربية والاسلامية بجامعة أكسفورد والمتخصصة في الشأن اليمني- في تصريح لـ"يمن شباب نت" أن الوضع في المهرة لا يبدوا على ما يرام في ظل تنافس القوى المختلفة على النفوذ هناك.
 
وانتقدت مسارعة بعض الصحفيين الغربيين لتبني السرد الذي تقدمه المملكة العربية السعودية في مواجهة مقاومة المهريين المحلية، قالت بأنه "بالغ في تبسيط ما يجري في المهرة بالفعل".
 
وذكرت "بأن المملكة العربية السعودية دخلت المهرة عسكريًا في ديسمبر 2017. وتم استبدال محافظ المهرة (الذي كان يحمل جواز سفر عماني) بمحافظ جديد (يحمل جواز سفر سعودي).  كما تمت إقالة العديد من القادة المحليين الآخرين أو تهميشهم.
 
وبطبيعة الحال ـ ترى الباحثةـ بأن ذلك هو مصدر قلق عمان، التي تشترك مع المهرة في شريط حدودي يبلغ 300 كم، ولها علاقة تاريخية أقوى مع السكان هناك. 
 
وأضافت بالقول بأنه وعلى مدار العقود الأخيرة، كانت سلطنة عمان صديقًا جيدًا للمهرة، حيث استثمرت في البنية التحتية والتنمية التي كانت المحافظة في أمس الحاجة إليها "دون أن تستخدم كرمها لأغراض دعائية" وفق تعبير الباحثة البريطانية.
 
وقالت كيندل "‘إن هناك عداء كبير للتدخل السعودي في المهرة، خاصة على طول الساحل المكتظ بالسكان". ولفتت الى أن المعارضة الأساسية هناك تجري على مستوى القاعدة الشعبية، مشيرة "إنه يتم تسخيرها في الوقت الراهن، من قبل مسؤول سابق (معزول)، يحمل جواز سفر عماني".
 
ومع ذلك ـ تستدرك الخبيرة كيندل ـ نجحت السعودية في كسب بعض الدعم، وذلك بسبب جهودها في قمع عمليات التهريب، بالإضافة الى استثمارها في تنمية المجتمع.
 
وأضافت "بأنه ونظراً لأن المعارضة المناهضة للسعودية بدأت تتبلور حول قادة سابقين يسعون إلى إعادة سلطاتهم السابقة، فقد تخلت عنها عدة قبائل رئيسية".
 
وهناك عامل آخر من نذر ذلك الصراع الوشيك بالوكالة، قد تشهده المهرة ـ تؤكد الباحثة كيندل ـ متمثل بالمجلس الجنوبي الانتقالي الذي تدعمه الإمارات الذي افتتح مؤخرا مكتبًا له في المهرة، الامر الذي وصفته بـ "الخطوة الصاخبة" مستبعدة في الوقت ذاته بأنه يحظى بشعبية على نطاق واسع في المهرة.
 
 ما هي أهمية المهرة؟
 
تبعد محافظة المهرة (شرق اليمن) لمسافة أكثر من 1000 كيلومتر عن خطوط القتال مع الحوثيين، وعدد سكانها قليل.  إذ تشير بعض التقديرات الرسمية إلى أن عدد سكانها يبلغ 120,000، ومؤخراً قدّر عدد سكان المهرة ـ بما في ذلك النازحون من أجزاء أخرى من اليمن، قد يصل إلى 650,000 نسمة.
 
وقالت الباحث كيندل في حديثها لـ "يمن شباب نت" إن موقع المهرة الاستراتيجي من الناحية الجغرافية، هو ما يجعلها محط اهتمام القوى المتنافسة.  حيث تشترك المحافظة في حدود مع عمان والمملكة العربية السعودية، وحدود بحرية مع الصومال.  كما تملك ساحلا يمتد بطول أكثر من 500 كيلومتر، مما يجعلها نقطة وصول لمهربي الأسلحة والمخدرات".
 
وأضافت "بأن المهرة تحمل مفتاح طرق التجارة المربحة التي يمكن أن تغذي الجريمة المنظمة والإرهاب".
 
واختتمت اليزابيث كيندل حديثها بالقول "من المهم الإشارة إلى أن غالبية أهالي المهرة أنفسهم، يرغبون ببساطة في المضي قدمًا في حياتهم، وبأن يتولوا مسؤولية سلامتهم وأمنهم، وأن يتجنبوا الصراع".

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر