تعز.. رمضان مختلف هذا العام أيضا.. (تقرير خاص)

[ عدم اقبال على المشتريات بتعز بسبب تدهور الحالة الاقتصادية وتضاعف أسعار السلع/ خاص: يمن شباب نت ]

 
يستقبل سكان مدينة تعز اليمنية شهر رمضان هذا العام- الرابع منذ بداية الحرب في البلاد مطلع 2015- على وقع اشتعال الأسعار في المواد الغذائية والأساسية، وتدهور الوضع المعيشي والصحي فضلاً عن الحصار الذي تفرضه مليشيات الحوثي الانقلابية على المدينة من عدة اتجاهات.
 
"فرحان علي"، رجل أربعيني، يجلس على رصيف شارع المغتربين وسط المدينة، ينظر بوجهه العابس حركة الناس، غير أبهٍ باستعداداتهم البائسة لاستقبال الشهر الكريم؛ الذي يقول إنه "فقد نكهته السابقة" من حيث طقوس الاستقبال، نظرا للمعاناة التي تسببت بها الحرب.
 
يقول علي لـ"يمن شباب نت": "صعب على المواطن أن يعيش أجواء رمضان الحقيقة والروحانية في ظل الوضع الراهن".
 
ومع أن الإعلامي جلال الحميري يرى هو الأخر أن استقبال رمضان هذا العام "قد يكون مختلفا في تعز عن بقية مدن البلاد"، مرجعا سبب ذلك إلى "شبح الحصار الذي لايزال يخيم على مدينة تعز" من قبل ميليشيات الحوثي، إلا أنه أشاد بـ"عزيمة ابناءها على الصمود في وجه الصعوبات والمتغيرات".
 
وأضاف الحميري لـ"يمن شباب نت": رغم الحرب والقصف الذي تتعرض له المدينة بين الحين والأخر، إلا أنك تشعر بأجواء رمضان عندما تمر في شوارعها التي تنبض بالحيوية، والأحياء التي تنفح بضجيج الاطفال كسيمفونية تعزف صوت الحياة.
 
تدهور الاقتصاد وارتفاع الأسعار



بفعل حالة التدهور الاقتصادي التي تشهده البلاد، تسجل الأسواق المحلية ضُعفا ملحوظا في الإقبال على شراء احتياجات الشهر الفضيل نظرا لارتفاع الأسعار مع انعدام السيولة المالية.
 
ويقول محمد الوصابي، وهو بائع خضار في السوق المركزي وسط المدينة، إنّه لا يستبشر خيرا هذا العام، بسبب عدم إقبال الناس، كالسابق، على شراء الخضروات لتزيين المائدة الرمضانية، نتيجة تخوف المواطنين من شرائها مع انتشار الكوليرا".

ويضيف الوصابي لـ"يمن شباب نت": "الحالة الاقتصادية لا تسمح للناس بشراء كل ما يحتاجونه، لكن ربك كريم".
 
ويشكو عبد الناصر الشرعبي، وهو جندي في الأمن، من زيادة أسعار الاحتياجات الأساسية لشهر رمضان. ويضيف لـ"يمن شباب نت": "براتب مخصوم، اشتريت بعض الأغراض المهمة لرمضان وبأسعار مرتفعة".
 
وبالتالي يرى أن رمضان لا يختلف عن الأيام الأخرى، سوى بزيادة ارتفاع الأسعار، قائلا: "لم تعد أسعار السلع على ما كانت عليه في السابق، فالكيلو التمر وصل سعره اليوم إلى أكثر من 1,500 ريال، فضلاً عن أن هناك أنواع أخرى من الاحتياجات الرئيسية تجاوزت الزيادة في أسعارها حاجز الضعف".
 
ويعتمد ثلثي سكان محافظة تعز على الإعانات الإنسانية التي تقدمها منظمات دولية ومحلية. وتؤكد آخر تقارير الأمم المتحدة على أن 2,6 مليون شخص في تعز بحاجة إلى نوع من أنواع المساعدات الإنسانية، وتصل نسبة الأشخاص المحتاجين بشدة إلى 81% من السكان، و19 % من السكان ذوي احتياج متوسط.
 

عودة أزمة المياه



ولكل شخص في المدينة المنكوبة بالحصار والحرب قصة وحكاية، غير أن شكوى المواطن "خالد"، 35 عاما، تبدو مختلفة عمن سبقه، إذ يقول لـ"يمن شباب نت" إنه لم يستطيع الحصول على صهريج مياه للاستخدام المنزلي، بعد أن تضاعف سعر الواحد منها إلى ثلاثة أضعاف مما كان عليه في السابق.
 
ويناشد خالد السلطات الرسمية في المدينة إلى "الشعور بحاجة المواطن، وتوفير احتياجاته الأساسية، خصوصا في شهر رمضان الكريم".
 
وعادت أزمة المياه في مدينة تعز مجدداً، مع حلول شهر رمضان بشكل خاص، بعد أن نجحت جهود السلطة المحلية بالمحافظة في التخفيف من حدة الأزمة خلال الشهرين السابقين، لكنها فشلت مؤخرا في إلزام بائعي صهاريج المياه بالالتزام بتكاليف التعبئة وأجور النقل الصادرة عن السلطة المحلية في منتصف مارس الفائت.
 
ووصل سعر الصهريج الواحد- سعة ثلاثة آلاف لتر- إلى 13 ألف ريال، أي بزيادة وصلت إلى ثلاثة أضعاف سعره السابق، الذي لم يكن يتجاوز خمسة آلاف ريال فقط.
 
وتشير احصائيات مؤسسة المياه في المدينة – حصل عليها "يمن شباب نت" في وقت سابق- إلى أن المدينة بمديرياتها الثلاث فقط تحتاج يومياً إلى 35 ألف متر مكعب من المياه، بينما أن القدرة الإنتاجية للمؤسسة من الآبار التي في المدينة تتراوح، في الوقت الراهن، من ثلاثة إلى أربعة آلاف متر مكعب فقط.
 

مخاوف من الكوليرا



وإضافة إلى ما سبق من معاناة قاسية يعيشها سكان تعز، تزداد مخاوف السكان من استمرار انتشار وباء الكوليرا، الذي حصد أرواح العشرات في المدينة؛ لاسيما مع عودة مشهد تراكم النفايات مؤخراً، وتكدسها بشكل كبير؛ وهو ما يضاعف من معاناة المدنيين ويجعل أعداد المرضى مُرشحاً للزيادة.
 
ومنذ فترة طويلة، تعيش تعز ما يشبه الكارثة البيئية، جراء تكدس أكوام القمامة بالشوارع والأحياء السكنية، نتيجة توقف عمال النظافة عن العمل بسبب توقف صرف الأجور، وغياب دور صندوق النظافة في المحافظة.
 
وتشير أحدث الاحصائيات الرسمية التي حصل عليها "يمن شباب نت" من مكتب الصحة في تعز، إلى أن حالات الوفاة بالكوليرا والإسهالات المائية الحادة، وصلت إلى 44 حالة منذ مطلع العام حتى أواخر أبريل الفائت.
 
ووفقاً للإحصائية، بلغت عدد حالات الاشتباه بالإصابة، في تعز، نحو عشرة ألف، بينها أكثر من 600 حالة مؤكدة بالفحص الزراعي.



 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر