رغم سوء المعيشة.. إدارات مدارس بصنعاء تحتال لنهب مصروف الطلاب وتفرض عقوبات مادية (تقرير خاص)

[ طفلة يمنية تجلب الماء لأسرتها ]

"لا يحصلون على وجبة إفطار كاملة وبعضهم جائعين لا يستطيع أهاليهم تأمين الوجبات لهم وتبدو عليهم ملامح الإرهاق والتعب" هذا هو ملخص حالة الكثير من طلاب طالبات المدارس الحكومية في العاصمة صنعاء، ومع كل هذا السوء يتعرضون للجباية بمبررات احتياله من قبل إدارة المدارس بالإضافة إلى الرسوم الشهرية المفروضة مؤخراً.
 
وتعد الدراسة شبة معطلة في كثير من المدارس في صنعاء وبقية المحافظات التي يسيطر عليها الحوثيين بسبب انقطاع رواتب المعلمين للعام الثالث على التوالي، حيث تجري العملية التعليمة بطريقة مختلة حيث يتاح للطلاب الغياب بشكل مطلق، وفي غالبية الأيام لا يأتي مدرسين فتكون إجازة إجبارية للطلاب.
 
وتعمل وزارة التربية التي يسيطر عليها الحوثيين، على استخدام كل الوسائل والطرق عن طريق إدارات المدارس ومكاتب التربية لجباية الأموال من الطلاب، سواء من خلال فرض رسوم إجبارية مضاعفة أو معقابة الطلاب على أخطاء يرتكبونها بدفع أموال لإدارة المدرسة.
 
جباية مصروف الطلاب

في مطلع مارس/ آذار الجاري، عملت إدارة مدرسة "فاطمة الزهراء للبنات" في حي سواد حنش بالعاصمة صنعاء على فرض مبالغ مالية احتياله على الطالبات في المدرسة الحكومية التي يتم التدريس فيها بالفترة الصباحية للمرحلتين الأساسي والثانوي.
 
وقالت طالبات في حديث لـ "يمن شباب نت" أن المدرسات يتعمدن على معاقبة الطالبات بدفع مبالغ مالية حيث تم حجز نحو 100 طالبة على اعتبار أنهن تأخرن عن الحضور للمدرسة وتم فرض عقوبة عليهن بدفع 100 ريال على كل طالبة، رغم ان الوقت الذي وصلن فيه لا يسمح بعقوبتهن.
 
وامتنعت الطالبات اللاتي في الصفوف الوزارية (تاسع، ثالث ثانوي) ورفض دفع المال ولم يقبلن أن يتعرضن للضرب وتم حبسهن في إحدى فصول المدرسة وتهديدهن بأرقام الجلوس والاستمارات، وتم تسجيل أسمائهن والاتصال لشخص على أنه موظف في وزارة التربية وتم إبلاغه أن يلغي إعطاء الدرجات الوزارية للطالبات، ثم بعدها اضطررن لأن يدفعن المبلغ.
وليست هذه المرة التي تفرض على الطلاب دفع مبالغ مالية لكن الطريقة جديدة واحتياله، حيث وسبق أن حددت رسوم شهرية على كل طالب بقيمة «1000ريال» على أن تذهب تلك الرسوم بدل مواصلات للمعلمين الذين بلا رواتب، في حين يعمل الحوثيين ما بين الحين والآخر فرض حملات تبرع من الطلاب لجبهات القتال ومسميات أخرى.
 
نهب 30 ريال من طالبة بالابتدائية

وتمر غالبية الأسر بوضع معيشي سيئ للغاية ولا يستطيعون تأمين وجباتهم الرئيسة، وهذا ينعكس على المصروف الذي يتلقاه الطلاب من أسرهم حيث يذهب بعض الطلاب بمبلغ زهيد جدا والبعض الآخر يذهب إلى المدرسة ولا يملك أي مصروف وقد يكون جائعاً لم يتناول حتى وجبة الإفطار في المنزل لأنه غير متوفر أصلاً. والكارثة أن هؤلاء الطلاب يتعرضون للجباية في المدرس.
 
وسردت طالبة - تدرس في مدرسة الزهراء للبنات - في صفحتها على "فيسبوك" قصة طالبة في الابتدائية تعرضت للعنف من قبل مُعلمة في نفس المدرسة، وبنفس اليوم الذي تم احتجاز الطالبات بسبب تأخرهن وفرض عليهن عقوبة مالية تسلم للإدارة.
 
وقالت "ان طفلة في الابتدائية من ضمن المتأخرات كانت دموعها تغطي وجهها وتبكي وتخبر المعلمة أنها لا تملك سوى 30 ريال وتبكي بحرقه، وتطلب اعفائها من العقوبة لأنها لم تتناول وجبة الفطور وتسمح له بدخول الفصل الدراسي، لكنها أخذت منها المبلغ وضربتها في يدها ولم ترحم دموعها".
 
وأضافت "لم تكتفي المُعلمة بالضرب للطفلة والتي يبدو من مظهرها أنها فقيرة، وبالرغم من ذلك تلفظت بألفاظ بذيئة التي من المفترض أن تكون قدوة لهن" وتساءلت الطالبة: أليست التربية قبل التعليم أيها المعلمين والمعلمات والطالبة في الصف الأول ابتدائي تتعرض للضرب بالعصى والسب أيضاً؟
 
وتم أخذ المبالغ المالية لما أسموه "إصلاح بعض الترميمات في المدرسة"، وتعد مثل هذه الجبايات عمليات نهب للطلاب رغم حالتهم السيئة، ويعلل المعلمون ممارستهم بحق الطلاب بأنهم بلا رواتب ويدرسون بشكل مجاني، لكنهم يعرفون أن الطلاب لا ذنب لهم وحالتهم ليست جيدة، وغالبية طلاب المدراس الحكومية من أبناء الأسر الفقيرة، أما أبناء الذين حالتهم المادية جيدة يتعلمون في مدارس خاصة.

كارثة تدهور التعليم

كشف المدير الإقليمي لليونيسف خِيرْت كابالاري "إن وضع قطاع التعليم في اليمن مروع، فمن أصل 7 ملايين طفل في سن المدرسة، هناك أكثر من 2 مليون طفل خارج المدرسة، وتضررت البنية التحتية للمدارس بشدة، كما أن المواد التعليمية شحيحة".
 
وأضاف في تصريح صحفي "لم يعد من الممكن استخدام واحدة من كل خمس مدارس في اليمن بسبب الضرر الذي لحق بها أو استخدامها لأغراض عسكرية أو لإيواء عائلات نازحة" وأشار "إنه بدون رواتب منتظمة، لم يتمكن المعلمون من الوصول إلى مدارسهم، أو اضطروا إلى البحث عن فرص أخرى لكسب العيش لإعالة عائلاتهم".
 
وقالت اليونيسف في تغريدة بحسابها على موقع "تويتر" لا يذهب الكثير من الأطفال الذين يعيشون في بيوت الصفيح في صنعاء إلى المدارس نتيجة الفقر، وترك 72% من الأطفال المدرسة للمساعدة في كسب الرزق، ولم يستطع 98% من الأطفال ذوي الست سنوات الالتحاق بالمدرسة بينما 66% من الأطفال بين 6 و14سنة أميون و60% من اليافعين لم يلتحقوا بالمدرسة أبداً.
 
ورغم الكارثة التي أصابت العملية التعليمية في اليمن، يسعى الحوثيين لتغيير المناهج وبث أفكار طائفية، في الوقت الذي يستغلون غياب التعليم الجاد لاستقطاب الطلاب من المدارس إلى صفوفهم وتجنيدهم من خلال معلمين تابعين لهم تم توزيعهم على معظم مدارس صنعاء ومهمتهم تجنيد الطلاب ويتم اغرائهم بالنجاح ونسب عالية في الاختبارات الوزارية.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر