منظمة حقوقية بـ"جنيف" تحذر من جرائم حرب يرتكبها الحوثي في "حجور" و "الحُشأ" باليمن (تقرير مفصل)

[ قصف حوثي على مناطق سكنية في "قبائل حجور" بمحافظة حجة- ارشيف ]

 حذّرت منظمة حقوقية دولية من جرائم حرب يرتكبها الحوثيون ضد المدنيين في كل من منطقتي "حجور" بمحافظة "حجة-  شمالي غرب اليمن، و"الحُشا" في محافظة "الضالع"- وسط البلاد، عبر عمليات قنص وقصف عشوائي وإعدامات جماعية وتهجير للسكان وتفجير للمنازل.
 
وقالت منظمة "سام للحقوق والحريات"، التي تتخذ من العاصمة السويسرية (جنيف) مقرا لها، إنّ تلك الجرائم والانتهاكات أدت، حتى اللحظة، إلى مقتل وإصابة عشرات المدنيين، بينهم نساء وأطفال، فضلاً عن هدم أكثر من 17 منزلاَ في منطقة "حجور"، منها 13 منزلاً بقرية "التامرة"، إضافة إلى تفجير مسجد ومدرسة وتضرر مئات المنازل بسبب القصف، وتهجير ما يزيد عن 2700 أسرة.
 
وأوضحت المنظمة، في بيانها الصحفي الصادر يوم أمس الاثنين، أنّ الانتهاكات في منطقة "حجور" بدأت عندما قصفت ميليشيا الحوثي في العاشر من يناير الماضي، قرية "شليله" بصاروخين من نوع "كاتيوشا، ما أدى إلى مقتل ثمانية مدنيين نصفهم نساء، وجرح خمسة آخرين.
 
وأضافت: وفي السادس والعشرين من يناير، قصفت ميليشيا الحوثي مخيما للنازحين من قرية "شليله"، بصاروخ أسفر عن مقتل ثمانية مدنيين، وجرح ما يقارب 24 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال.
 
ولاحقا، حسب البيان، شنت ميليشيات الحوثي في بداية شهر فبراير هجوماً شاملاً من ثلاث جهات على منطقة "حجور"، مستخدمة كافة أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة، بما فيها الدبابات ومدافع الهاون، والصواريخ البالستية.
 

[أقرأ أيضا: منسقية الشئون الإنسانية في اليمن: تقارير تؤكد إصابة ومقتل عدد من المدنيين الأبرياء في هجمات بمحافظة حجة]



صواريخ بالستية

وقالت المنظمة إنها رصدت إطلاق مليشيا الحوثي ثلاثة صواريخ بالستية في الرابع والخامس من آذار/مارس الجاري، من منطقتي عبس الساحلية وجبل حديد في مديرية خيران المحرق، واستهدفت منازل مدنيين، ما أدى إلى مقتل عدد كبير منهم، ونزوح أكثر من 2000 أسرة، بينها 425 أسرة لجأت إلى القرى المجاورة، و225 أسرة إلى المدارس، ونزحت بقية الأسر إلى محافظتي "صنعاء" و"عمران" والمديريات المجاورة في محافظة "حجة". كما تعرض نازحون للقصف بطيران التحالف أثناء نزوحهم ما تسبب بمقتل مدنيين بينهم نساء وأطفال.
 
وذكرت المنظمة الحقوقية أنّ ميليشيا الحوثي "فرضت حصاراً اقتصادياً شاملاً على المنطقة، ثم قامت بقطع شبكة الإنترنت والاتصالات عنها، سعياً منها- فيما يبدو- إلى التكتيم على جرائمها". وفقا للبيان الذي أكد أيضا أن الحوثيين منعوا دخول المواد الإغاثية والأدوية للسكان المحاصرين في قرى حجور المحاصرة، حيث أنشأت نقاط تفتيش مسلحة على المداخل الشرقية من جهة "قفلة عذر عمران"، وأخرى من الجهة الجنوبية من منطقة "أفلح الشام"، وثالثة من الجهة الغربية على مدخل "مستبا".
 
وأشارت إلى أنّ العمليات العسكرية المستمرة أدت إلى تعطيل الحياة العامة، حيث توقفت الحركة التجارية في أغلب أسواق المنطقة، وتم إتلاف ما يزيد عن ??? مزرعة تعود ملكيتها للمدنيين، مما ضاعف من معاناة السكان، إضافة إلى تعطل العملية التعليمة في أغلب مدارس المنطقة، حيث توقفت أكثر من 100 مدرسة عن التعليم، إما بسبب القصف أو تحويلها إلى مراكز إيواء للنازحين، مما أضاف أكثر من 2000 طالب إلى قائمة الأطفال اليمنيين المحرومين من التعليم.
 

انتقام وجرائم حرب

 وبحسب شهود عيان التقتهم منظمة "سام"، فقد منعت ميليشيا الحوثي إسعاف بعض المصابين جراء القصف، ما أدى إلى وفاتهم؛ كـ"وضاح ربيان"، ومارست القتل المتعمد بدم بارد ضد كل من يقف في طريقها، حيث قتلت الميليشيا بتاريخ 20 شباط/فبراير، المواطن "محمد علي قاسم" داخل منزله أثناء محاولته منعهم من إدخال دبابة إلى فناء المنزل الواقع على طريق "دوبع النيد" بـ"أفلح الشام" جنوب مديرية "كشر"، إضافة إلى مقتل أربعة من كبار السن وجرح العديد من الأطفال والنساء.
 
ولفتت المنظمة الحقوقية الدولية إلى أنّ مليشيا الحوثي مارست الانتقام بشكل واسع مع الخصوم، من خلال تفجير منازلهم وإحراق مزارعهم ومواشيهم واستهداف منازلهم بالقصف العشوائي، وهو أمر يشي بوجود سياسة ممنهجة ومتعمدة ضدهم، ما يجعل هذه السياسات ترقى إلى أن تكون "جرائم حرب" تستوجب محاسبة مرتكبيها ومن أمروا بها.
 
وذكرت "سام" أنها رصدت تفجير 16 منزلاً في منطقة "حجور"، وتضرر أكثر من 1500 منزل منذ بدء العملية في المنطقة، مما يعقد الوضع الإنساني بصورة كبيرة، ويعرقل عملية عودة النازحين إلى قراهم في القريب العاجل.
 

الحُشأ- الضالع

وفي منطقة "الحُشا" بمحافظة "الضالع"- وسط اليمن، التي تتعرض هي الأخرى لهجوم بالأسلحة المتوسطة والثقيلة من قبل الميليشيات الحوثية، قالت منظمة "سام" إنها رصدت مقتل ثمانية مدنيين وجرح أكثر من 30 أخرين، بينهم أطفال ونساء، إضافة إلى تفجير منزلين، تعود ملكية أحدهما إلى المواطن "محمد حميد عمير" الذي قتلته الميليشيات مع زوجته؛ فيما يعود المنزل الاخر إلى المواطن "امين عبدالله النشمه" في منطقة العبيسة.
 
وبحسب البيان، فقد أجبر القصف نزوح 700 عائلة من قرى "سناح"، و"قعطبة"، و"الفاخر" و"الزقمة"، وتركهم منازلهم إلى مناطق أقل خطرا. فيما أغلقت أربع مدراس، وهو ما حرم 1500 طالب وطالبة من الدراسة.
 
وذكرت "سام" أنّ ميليشيا الحوثي سيطرت في 8 شباط/فبراير الماضي، على قرى "النجد" و "المحرم"، وفجرت منزل المواطن "عبد الجليل احمد الحذيفي"، بعد نهب محتوياته وإطلاق النار عليه وترويع النساء والأطفال، إضافة إلى تفجير بعض المحال التجارية، ونهب المواشي.
 

قلق.. وصمت دولي

وأعرب رئيس منظمة سام للحقوق والحريات، المحامي توفيق الحميدي، عن قلقه من معلومات تتحدث عن انتهاكات مروعة ترتكب بحق المدنيين، بما فيها الإعدامات الميدانية، التي تأتي ضمن عملية عسكرية يشنها الحوثيون للسيطرة على المنطقة، وإجبار أهلها على الخضوع، مستخدمة كافة الأسلحة بصورة قاسية ومفرطة، ودون مراعاة للقواعد القانونية في حماية المدنيين أو ممتلكاتهم.
 
 وقال الحميدي "يزداد شعورنا بالقلق، خاصة بعد فقدان الاتصال بمصادرنا بسبب قطع مليشيا الحوثي لوسائل الاتصالات عن المناطق المحاصرة، وتوارد الأنباء عن تصفيات ميدانية طالت العشرات من المدنيين بعد سيطرة جماعة الحوثي على المنطقة بينهم أطفال نساء.
 
واستنكر الحميدي صمت المجتمع الدولي، وفي مقدمتهم المبعوث الأممي إلى اليمن "مارتن غريفيث"، الذي لم يعلن عن موقف واضح مما يجري في منطقة "حجور"، وهي أفعال تهدد اتفاقية "استكهولم"، وتنذر بفشل مهمة المجتمع الدولي في اليمن.
 

[أقرأ أيضا: الحكومة تستنكر الصمت الأممي حيال جرائم الحوثيين في "حجور"]


ودعت "سام" كل من لجنة التحقيق الأممية التابعة لمجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان إلى النزول الميداني إلى منطقة "حجور"، ومتابعة وتسجيل الانتهاكات عن كثب، والضغط على مسلحي الحوثي باحترام قواعد القانون الدولي وتجنيب المدنيين ويلات الصراع الدائر.
 
كما دعت المجتمع الدولي بالضغط على كافة الأطراف المتحاربة في اليمن، لضرورة الالتزام بالاتفاقيات والمعاهدات الدولية والإنسانية الخاصة بحماية المدنيين وقت الحرب، لا سيما الأطفال والنساء منهم.
 
واختتمت المنظمة الحقوقية بتجديد مطالبتها المنظمات الإغاثية بضرورة التدخل العاجل لإغاثة المدنيين النازحين من مناطق "الحشا"، و"كشر"، و"حجور"، حتى لا تتفاقم المعاناة الإنسانية بصورة أكبر
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر