المرأة اليمنية العاملة قسراً في زمن الحرب.. معاناة مضاعفة وكفاح من أجل الحياة (تقرير خاص)

[ أمرأه تعيل أسره مكونة من خمسة أفراد ]

على قارعة الطريق تجلس "إيمان المطري" وتستند الى عمود كهرباء وعلى رأسها قبعة مصنوعة من القش تقيها من حرارة الشمس الحارقة وقت الظهيرة والتي تكون أكثر حده. لكن المرأة الأربعينية تقاومها منذ سنوات، لبيع الخبز البلدي واللحوح لكسب القليل من المال الذي يقي اسرتها من شبح المجاعة.
 
لا تعرف الأم الأربعينية شيئا عن "يوم المرأة العالمي" هي فقط تكافح من أجل أسرتها المكونة من 5 اطفال وزوج تعرض لحادث مروري قبل سنوات أقعدة على الفراش وأصيب بـ "شلل كلي"، تلك المسؤولية ليست سهلة على امرأة تعيش في زمن الحرب وارتفاع تكلفة المعيشية.
 
ويصادف 8 مارس/ آذار من كل عام، "اليوم العالمي للمرأة" والذي تم اعتماده من قبل الأمم المتحدة في العام 1977، وتعود مناسبة التسمية إلى العام 1856 حيث خرجت آلاف النساء للاحتجاج في نيويورك على الظروف اللاإنسانية التي كن يجبرن على العمل تحتها، وتدخلت الشرطة بطريقة وحشية لتفريقهن، وفي 8 مارس 1908م عادت الآلاف من عاملات النسيج للتظاهر، لكنهن حملن هذه المرة قطعاً من الخبز اليابس وطالبن بتخفيض ساعات العمل. ومن هنا أعتمد يوم المرأة وأعتبره بعض الدول يوم إجازة.
 
صعوبة العمل
 
قالت "ايمان" أن عملها في بيع الخبز في السوق لساعات طويلة صعب عليها للغاية وعلى نفسية زوجها الذي يكمد قهره بسبب حالة العجز والإعاقة في حياته "فهو لايزال يكابر في تقبل خروجي للعمل وسط زحمة السوق وحالة التعب والمعاناة التي أعيشها" لكن الواقع المعيشي السيئ أكبر من حالة الكبرياء في نفوس الرجال.
 
وأضافت في حديث لـ "يمن شباب نت" أواجه كثير من الصعوبات، وأتلقى كثير من المضايقات، غير أنني مستمرة في تحدي كل الظروف والبحث عن مصدر للرزق فكان الخروج للرصيف وافتراش الأرض الحل الأقرب لمواجهة الحاجة والعوز في زمن الحرب.
 
وعن العائد المادي من "بيع الخبر" قالت إيمان "الدخل اليومي لا يتجاوز الفين ريال يمني (3,5 دولار أمريكي) حيث تضاعفت تكاليف اعداد الخبز واللحوح بسبب ارتفاع الاسعار القمح والدقيق وصعوبة الحصول على الغاز المنزلي.
 
وسألت "يمن شباب نت" ايمان عن يوم المرأة العالمي وماذا تعرف عنه: فردت قائلة "لا أعرف عن هذا اليوم شيء فأنا أنام في وقت مبكر لأني أصحو في ساعات الصباح الأولى لأجلب الماء من السبيل في الحي ومن ثم أصنع الخبز واللحوح واقوم بأعمال البيت ثم اخرج للبيع من الساعة العاشرة صباحا حتى الثانية ظهراً".
 
معاناة المرأة اليمنية

ليست معاناة المرأة وليدة الحرب فقط والتي قضت على ما تبقى من حقوقها خلال السنوات الماضية، لكنها تعاني منذ زمن طويل حيث تتلقى اشكال مختلفة من العنف الجسدي واللفظي والمجتمعي، بالإضافة للزواج القسري والتحرش والابتزاز وفي حالات كثيره حرمانها من الإرث.
غير ان الحرب المتصاعدة زادت الوضع سوا وجعلت الصورة أكثر مأساوية فالمرأة اليمنية تعيش فقدان حقها في الحياة والعيش وتعرضها للقتل والتشرد والنزوح والتهجير القسري وانتهاكات اخرى لا حصر لها، تمارس من جميع الجهات في ظل تحول البلاد إلى مسرح كبير للمأساة.
 
"سلوى" (17عام) طالبه في الثانوية العامة تدرس في الفترة الصباحية وفي المساء تتجول في الحدائق والاماكن العامة لتبحث عن زبائن لنقشهن بالحناء او الصبغة، أو رسم أشكال على وجوه الأطفال في الحدائق أو على هامش المناسبات والفعاليات الاحتفالية.
 
وقالت في حديث لـ "يمن شباب نت" أنها تحاول من خلال مهنتها أن تساعد أهلها من خلال توفير مصاريفها واحتياجاتها، وكل ما تحلم به فقط الحياة والعيش دون حاجة أو جوع وان لا يكون هناك نزوح أو تشرد في الحرب.
 
وخلال الحرب تعيش المرأة اليمنية مرحلة صعبة في مشوار حياة سيئة، تنتظر فقدان زوجها او ابنها او من يعيلها بسبب الحرب، فهي أصبحت مكبلة بقيود الجوع والمرض الذي يداهمها في سن مبكر وخاصة الحوامل منهن. واللاتي يتعرضن لمخاطر الوفاة.

 
أرقام مأساة المرأة اليمنية
 
في عام 2019، رصدت التقارير 24 مليون يمنية ويمني بحاجة للمساعدة الإنسانية منهم 6 مليون امرأة وفتاة في سن الإنجاب بما يتضمن 960 امرأة حامل. من المقدر أن تتعرض 144 ألف من هؤلاء الحوامل لمضاعفات لها علاقة بالحمل والولادة مما سيتطلب تدخل طبي طارئ لتجنب وفاة الأم أو المولود. بحسب تقرير صندوق الأمم المتحدة للسكان في اليمن.
 
وخلال خمس سنوات من الحرب وعقب سيطرة ميلشيات الحوثي قتلت 500 امرأة وإصابة1950 بإصابات متنوعة، منها3230 حالة نفسية، و11 حالة تعذيب، وحالة إخفاء قسري منذ انقلاب الحوثيين على الحكومة الشرعية في 21 سبتمبر/ أيلول 2014.
 
وقالت وزير الشؤون الاجتماعية ابتهاج الكمال "أن أكثر من 3 ملايين امرأة في سن الإنجاب، معرضات لنوع محدد من الأمراض، لعدم تلقيهن الرعاية الصحية الكاملة، بسبب القيود المفروضة على عمل المنظمات الأممية والدولية في مناطق سيطرة الحوثيين".
 
وتعاني مليونا و100 ألف امرأة حامل، تعاني من سوء التغذية، منهن 75 ألف معرضة لمضاعفات أثناء الولادة بشكل مباشر"، وأن عام 2018 وحده شهد 120 حالة قتل، و115 إصابة تعرضت لها نساء في مناطق سيطرة ميلشيات الحوثي الانقلابية.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر