فورلين بوليسي: استهداف الحوثيين لعمال الاغاثة يخاطر بتفاقم الأزمة الانسانية في اليمن (ترجمة خاصة)

[ يمنيون يتلقون مساعدات غذائية في منطقة عبس في حجة (شمال اليمن في 24 يونيو 2018 (أ ف ب) ]

كشف ممثلون من المنظمات الإنسانية العاملة في اليمن الذي مزقته الحرب، عن انه يجري استهدافهم بشكل متزايد، من قبل المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، بحيث وصل ذلك الى مستوى يمكن أن يهدد الجهود الرامية لمساعدة ملايين المدنيين الغارقين في أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
 
ونقلت مجلة «Foreign Policy» الأمريكية عن عمال في الإغاثة - في تقرير ترجمه "يمن شباب نت- بأنهم يواجهون تهديدات بالاعتداء، في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، والتي تشمل الأجزاء الغربية من البلاد والعاصمة اليمنية صنعاء.
 
وقد احتجز أفراد الجماعة الحوثية أحد العاملين في المجال الإنساني، وهي أوفى النعمي، في أواخر يناير/ كانون الثاني، لأسابيع، قبل ان يتم إطلاق سراحها في 16 فبراير/ شباط، عقب ضغوط دبلوماسية متواصلة.
 
 ويرجح اثنان من عمال الاغاثة تحدثوا للمجلة بشرط عدم الكشف عن هويتهما خوفا على سلامتهما الشخصية وسلامة زملائهم، بأن الحوثيين عبر تلك الممارسات، يختبرون المجتمع الدولي بهدف معرفة ما هو حجم المضايقات والارهاب الذي بإمكانهم الافلات من عواقبها.
 
وقال أحدهم   "إنهم (الحوثيين) مستمرون في تعدي الحدود".
 
وإذا ما استمر تعرض جماعات الاغاثة للاستهداف والتهديد، فحينها يمكن أن تضطر إلى تقليص أو حتى وقف العمليات الإنسانية، وعمليات بناء السلام، بما في ذلك توفير الغذاء والإمدادات الطبية، وتنفيذ البرامج المتعلقة بالتعليم ومشاركة المرأة في المجتمع المدني، وبالتالي فإن أي انخفاض في المساعدات يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في البلد.
 
وقال سكوت بول الذي يعمل في الشؤون اليمنية لدى منظمة أوكسفام الأمريكية التي تعمل في البلاد، إن المساعدات هي "أحد الأشياء التي تبقي الملايين أحياء حتى الان " وأضاف "إذا استمرت الأمور على ما هي عليه، فإن المساعدة المبدئية والاساسية يمكن أن تتعرض للخطر، وذلك بدوره يعرض الملايين للخطر.
 
رشا محمد، وهي باحثة يمنية لدى منظمة العفو الدولية، قالت إن العاملين في المجال الإنساني يجب أن يتم منحهم " قدرة غير محدودة، وبدون معوقات" للوصول إلى المدنيين في مناطق الحرب.
 
في واشنطن، أشعل الصراع في اليمن مواجهة شرسة بين إدارة الرئيس دونالد ترامب والكونغرس - بما في ذلك العديد من المشرعين الجمهوريين البارزين - حول ما إذا كان ينبغي على الولايات المتحدة سحب دعمها من التحالف الذي تقوده السعودية.
 
كما اتُهمت المملكة العربية السعودية بعرقلة مرور الشحنات الإنسانية في منافذ الدخول الرئيسية، بما في ذلك ميناء الحديدة، حيث تصل عبره معظم إمدادات البلاد من الغذاء والإمدادات الإنسانية.
 
ومؤخرا، وافق مقاتلو الحوثي والقوات اليمنية على الانسحاب من ميناء البحر الأحمر كجزء من ترتيبات سلام توسطت فيها الأمم المتحدة، مما يمهد الطريق أمام تدفق المساعدات التي تحتاجها البلاد بشدة.
 
ويواجه حوالي 63500 يمني المجاعة، وذلك وفقاً لتحليل صدر في الشهر الماضي عن تصنيف طور الأمن الغذائي المتكامل، وهي أداة تستخدمها الأمم المتحدة ومجموعة من الحكومات ووكالات الاغاثة، لقياس انعدام الأمن الغذائي في جميع أنحاء العالم.
 
 وفي الوقت نفسه، لا يزال 15.9 مليون شخص - اي أكثر من نصف سكان البلاد - يعانون من انعدام حاد في الأمن الغذائي حتى في ظل المساعدات الإنسانية والغذائية. ويمكن أن ترتفع هذه الأرقام في حال تزايدت عرقلة المساعدة الإنسانية.
 
ولا تعد مسألة استهداف عمال الإغاثة في اليمن، امرا جديدًا، لكنها تصاعدت مؤخرًا حيث يقول مسؤولون في المجال الإنساني، عملوا في البلاد، إنهم تعرضوا بشكل رئيسي للمضايقات وعراقيل الأخرى واجهت إيصال المعونات، لكنهم باتوا يخشون الآن من امكانية اعتقالهم أو قتلهم.
 
ووفقا لخبراء وعمال اغاثة فهناك عدة عوامل مسؤولة عن التصعيد، أحدهما هو أن الحوثيين يستخدمون وصول المساعدات الإنسانية كوسيلة ضغط لإثراء أنفسهم وتعزيز سلطتهم في بلد يعتمد أكثر من 80 في المائة من سكانه على شكل من أشكال المساعدة الإنسانية يومياً، بالنظر الى ان الجانب الذي يسيطر على وصول المساعدات يتمتع بسلطة سياسية كبيرة.
 
وقال مسؤول إنساني "المساعدات الإنسانية تعطي دخلا ومساعدة لأسر الفتيان الصغار الذين يمكنهم أن يذهبوا القتال".
 
والسبب الآخر هو أن الحوثيين باتو يخسرون الحرب ببطء، كما أن احتجاز العاملين في المجال الإنساني يمكن أن يمنحهم ورقة مساومة، حيث يقول محمد، الذي يعمل لدى منظمة العفو الدولية "إن الصورة الحالية، بما في ذلك اعتقال العاملين في الاغاثة من قبل الحوثيين، يدل على أن الحوثيين يحاولون كسب اليد العليا في مفاوضات السلام".
 
وقد خلق تكتيك استهداف واحتجاز عمال الإغاثة انشقاقاً داخل الحوثيين، وفقاً للخبراء وعمال الإغاثة. كما يرى بعض المتشددين الحوثيين، الذين يخشون من التدخل الدولي، بأن المساعدات الخارجية تمثل أداة تأثير غربية، أو وسيلة لتسلل الجواسيس.
 
وقال أحد العاملين في مجال الإغاثة إن آخرين في الجماعة الحوثية "يهتمون أكثر بالحفاظ على العلاقات مع المانحين خاصة، والحفاظ ايضا على تدفق المساعدات الدولية والأموال القادمة".
 
في نهاية المطاف، فإن استهداف عمال الإغاثة قد يأتي بنتائج عكسية على الحوثيين، حيث يقول محمد "المساعدات الإنسانية هي الشيء الوحيد الذي يجعل السكان شبه راضين، ولا ينتفضون ضد الحوثيين".

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر