بعد تورط قيادي حوثي في إبتزاز الأسر وسجن بناتهم وتلفيق تهم تتعلق بالشرف وغيرها..

كيف خلقت سجون الحوثيين السرية للنساء الرعب في أوساط المواطنين بصنعاء؟ (تقرير خاص)

[ طقم حوثي بجوار سور صنعاء القديمة ]

أثار الكشف عن "سجون سرية للنساء"، تديرها قيادات حوثية رفيعة في العاصمة صنعاء، الرعب في أوساط السكان، كون الجريمة تمس المقدس في الحياة الشخصية الاجتماعية لدى اليمنيين: "النساء". وهي الجريمة التي يعتبرها المواطنون تجاوزت كل ثقافة وعادات المجتمع الذي يقوم على قوانيين صارمة من انتهاك حُرمات البيوت وقداستها.

تخشى النساء في صنعاء أن تكون في قائمة الضحايا الجدد للابتزاز خلال الأيام القادمة. وهو كابوس يلاحق الجميع في ظل سلطة الميلشيات، والتي تعمل كغطاء لتلك الجرائم البشعة. الكشف عن خلايا للاختطاف صنعت حالة من الفوبيا يلاحق النساء وأهاليهن، وهو ما سيقيد حركتهن بشكل كبير خوفاً على سلامتهن، بالإضافة إلى أن ذلك سينعكس على حياتهن الطبيعية. 

يرى السكان أن الحوثيين صنعوا أمن خادع في العاصمة صنعاء. ومنذ سيطرتهم انتشرت الجرائم الجنائية بشكل لافت. ففي الوقت الذي يلاحقون فيه كل المعارضين لهم، ويرتكبون بحقهم انتهاكات كبيرة؛ بدء من تهديدهم؛ ومن ثم اقتحام منازلهم واختطافهم. لكنهم يتغاضون كثيرا عن الجرائم الجنائية التي في العادة تكون قيادات تابعة لهم متورطة فيها بشكل مباشر.

سجون ابتزاز للنساء

كشفت وكالة "أسوشيتد برس" الامريكية أن ميلشيات الحوثي تحتجز عشرات النساء في سجون سرية بالعاصمة صنعاء، ويعاملونهن بطريقة وحشية، يرتكبون فضائع بحقهن أبرزها الإساءة والتعذيب والاخفاء القسري للنساء والفتيات في السجون السرية، التي يديرها القيادي الحوثي سلطان زابن (عينه الحوثيون رئيساً للتحقيق الجنائي وكان يعمل سائق سيارة بصعدة قبل الانقلاب).

ونقلت عن رئيس مؤسس المنظمة اليمنية لمكافحة الاتجار بالبشر نبيل فاضل "إنه تلقى معلومات من عائلات، ومحتجزات سابقات، ومصادر أخرى تبين ان الحوثيين يعتقلون النساء بسبب مزاعم كاذبة أبرزها التعاون مع السعودية وبدأت بعد تعيين زابن رئيساً لقسم التحقيق الجنائي في صنعاء".

ووفقاً للوكالة "تم القبض على النساء من المقاهي والحدائق العامة والمنازل في الأشهر الماضية، ولاتزال العائلات تبحث عن بناتها المفقودات " ولفتت المصادر "انه يتم اعتقال النساء وسط فلل بالعاصمة اليمنية صنعاء واستطاع القيادي الحوثي تكوين ثروة هائلة من خلال ابتزاز الأهالي في دفع الأموال".

خوف في أوساط النساء

"ليلي ناصر" (28عام) موظفة في شركة أدوية بصنعاء أصبحت تخشى على حياتها من حالة العبث الجارية في حياة الناس وابتزازهم بطريقة غير إنسانية واستهداف الشرف بشكل خاص والذي يمثل حالة رعب لأي امرأة أن تكون ضحية في تهمة ملفقة من أجل جباية المال لثراء تلك العصابات.

وأضافت في حديث لـ"يمن شباب نت" بصراحة أصبحت أخاف عندما أخرج إلى الشارع واتجه للعمل لأننا نعيش أمن خادع الجميع يحمل السلاح لا فرق بين الجهات الرسمية والميلشيات اختلطت في بعضها وانتجت حالة من الفوضى بحياة الناس.

من جانبها تقول "مُنى عبد الرحمن" (22عام) -طالبة جامعية- أن أخبار الاختطافات لأجل الابتزاز أصبحت تخيف كل العائلة مما جعلها تتخذ قرارات صارمة بشأن الخروج من المنزل وساعات العودة في حين قرر والدي ضرورة مرافقتنا في حالة التأخر ولو لوقت بسيط وهذا خيار طبيعي في ظل حالة الخوف.

وترى منى في حديث لـ "يمن شباب نت" أن الناس يعيشون في صنعاء بسجن كبير منذ سيطرة الحوثيين لكن تتعقد الحياة أكثر وتضيق كلما توسعت الجماعة في سيطرتها وظهور قيادات جديدة تعمل على الحصول على الثراء بشكل سريع وتكون الاختطافات والابتزاز هي الطريقة الأسهل.

استغلال ثقافة العيب والشرف

وتستغل القيادات الحوثية التي تدير عمليات الاختطاف "ثقافة العيب والشرف" في عقيدة المجتمع اليمني الذين يمتنعون عن الإفصاح عن اختطاف بناتهم مهما كانت مظلوميتهن خوفاً على البنت أو الأسرة من الإشاعات التي ستثار ضدهم والنظرة الدونية من المجتمع وكل هذا يجعل غالبية الأسر تصمت عن اختفاء بناتهم مهما كانت مكانتهم الاجتماعية والمادية.

وتعمل العصابات التابعة للحوثيين على تنفيذ عمليات الاختطاف من الأسواق والمقاهي وبعضهن من الجامعات أما المعارضين فيتم اختطافهن من منازلهن إما عبر مسلحين حوثيين أو نساء حوثيات مدربات يطلق عليهن "الزينبيات" ومن ثم يتم تلفيق تهم لهن لها علاقة بالشرف في معظمها ويبدأ مساومة أهاليهن من فع مبالغ مالية مقابل الإفراج عنهن وبذلك تكون العصابات حققت هدفها في الحصول على المال.

ووفقا للمصادر "فإن القيادي الحوثي المدعو زابن والمسؤول عن الاختطافات خصص فلة لاحتجاز النساء في شاعر تعز بالعاصمة صنعاء، وخلال فترة وجيزة استطاع تحقيق ثراء كبير حيث اشترى فلة في حي عصر بقيمة 150 مليون ريال يمني أي ما يعادل (300 ألف دولار أمريكي)".

إحصائيات الجرائم

وقالت وزارة الداخلية التي يديرها الحوثيين في صنعاء إنها سجلت، أكثر من 4 آلاف بلاغ خلال الشهور الثلاثة الأخيرة من العام الماضي، حول أحداث جنائية غالبيتها ترتبط بعصابات مدعومة من نافذين حوثيين، وتم القبض على المتهمين في 1300 قضية، فيما تبين أن باقي القضايا تتعلق بقيادات حوثية وأجهزة تابعة للمليشيا خصوصاً السطو على المحلات التجارية الكبيرة، ونهب المنازل وخطف واختفاء النساء والأطفال من الشوارع. 

ووفقا لإحصائيات "فإن قضايا السرقة التي جرى ضبطها والقبض على مرتكبيها لا تتجاوز 250 قضية تنوعت بين سرقة بالإكراه وسرقة من داخل السيارات سواء هواتف أو غيرها، لكن الرقم الكبير هو عمليات السطو الممنهج الذي تقوم بها عصابات مدعومة من الحوثيين والتي وصلت إلى أكثر من 700 بلاغ وغالباً ما يتم منع التحقيق فيها".

وكشفت مصادر صحفية "ان أكثر من 300 بلاغ لاختفاء أطفال ونساء من شوارع وأحياء في صنعاء بينهم معلمات تبين أنهن محتجزات لدى أجهزة تديرها قيادات حوثية" وخلال الأيام الماضية كشف والد لطفلة "جود المسوري" أن ابنته اختطفت في 5يناير/ كانون ثاني الجاري من شارع الرقاص وسط العاصمة صنعاء.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر