في رحلة عبر اليمن.. "اسوشيتد برس" تسلط الضوء على حياة اليمنيين وسط الحرب المدمرة (ترجمة خاصة)

[ رجل يقود سيارة تالفة في أحد شوارع إب في 3 أغسطس 2018. (AP Photo / Nariman El-Mofty) ]

سلط تقرير (أرتكز على الصور) نشرته وكالة "اسوشيتد برس"، الضوء على الأوضاع في عدد من المحافظات اليمنية، وكيف يقضي اليمنيون حياتهم اليومية وسط الحرب في البلاد التي تدخل عامها الرابع من الحرب. وتضمن التقرير 32 صورة متنوعة من خمس محافظات زارها مراسل الوكالة.

"يمن شباب نت" ينشر أدناه النص المرفق بالتقرير بعد ترجمته، ويترك للقارئ الراغب في مشاهدة ألبوم الصور عبر الدخول على هذا الرابط 

 

في رحلة بأرجاء اليمن يمكنك على بعض من هذه اللحظات في كل مكان في البلد، حيث يعيش اليمنيون حياتهم الطبيعية وسط الدمار الذي خلفته أربع سنوات من الحرب الأهلية.
 
لقد كان ذلك الدمار رهيباً حيث يسود منظر الأطفال الجائعين والعائلات المجبرة على التنقل في أنحاء البلاد بحثاً عن الأمان والبيوت والمدارس والمستشفيات بالإضافة لانتشار الميليشيات التي تمارس العنف وسفك الدماء في بلد ينقسم بين الشمال الذي يسيطر عليه المتمردون الشيعة المعروفين باسم الحوثيين والجنوب الذي تسيطر عليه القوات الموالية للحكومة والتحالف الذي تقوده السعودية ويدعمها.
 
بيد أنه وعلى جانبي هذا الانقسام، يتعامل اليمنيون مع الفوضى بطرق متشابهة الى حد كبير ًويستمرون في ممارسة حياتهم. وفي خضم النزاع من السهل أن ننسى ذلك وننسى مدى جمال هذا البلد الجميل بمناظره الجبلية المهيبة. 
 
في الجنوب، ترى جبالاً قاسية وجافة مقفرة، ومع عبورك الى الشمال، يتحول المشهد بانخفاض درجة الحرارة لبضع درجات كما أن الجبال أكثر انحداراً وهي رطبة تكتسي الخضرة وتكثر فيها الأمطار الموسمية.
 
أما الطرق في اليمن فهي شاقة ووعرة بحيث يمكن أن يستغرق المسار الذي يستغرق ساعتين زمنا ًيصل الى 14 ساعة نظراً للطرق السيئة والحاجة لتجنب مناطق المعارك والألغام الأرضية.  وعلى طول الطرق السريعة توجد بقايا اللوحات الإعلانية المهجورة والممزقة فيما يعد تذكيراً صغيراً عن الاقتصاد المدمر.
 
في الجنوب يعرف وجود الفصائل المسلحة العديدة من خلال شعارات مرسومة على جوانب الطرق، فعلى السطح الصخري المكشوف لأحد التلال في محافظة شبوة تم طلائها بعلمً جنوب اليمن الذي كان مستقلاً ذات مرة، مع شعار يدعو إلى الانفصال مجدداً حيث يقول "نعم لتحرير الجنوب".
 
وإلى جانبها أضاف شخص آخر علامة خاصة به للتعبير عن الولاء حيث علم القاعدة الاسود، مع كلمة _ مفيدة ومستغربة تتضمن رسالة للسائقين المارين تقول "تنظيم القاعدة، رافقتكم السلامة".
 
في الشمال هناك صوت واحد فقط على الجدران يتكرر تواجده باستمرار باللون الأحمر والباهت والطلاء الأبيض وهتافات الحوثيين الدعائية "الله أكبر.  الموت لأمريكا.  الموت لإسرائيل اللعنة على اليهود، النصر للإسلام".
 
ويمكن أن تكون اللحظات الفاصلة صغيرة جدًا مثلما كان الحال مع رجل في مدينة إب التي يسيطر عليها الحوثيون، وهو يقود شاحنة مكشوف سقفها تحطم فوقه تقريباً حيث ضحك كما لو كان يعرف كيف كان منظره يبدو مثيرا للضحك.
هذه الصورة تشابهت مع اخرى في الجنوب حيث سائق شاحنة يقود سيارة تضررت بشكل كبير جداً بحيث بدا غير مستوعباً أنها كانت لاتزال تتحرك. أما السيارات المتروكة التي تضررت بسبب حوادث أو عنف الحرب فتنتشر في كل مكان على جوانب الطرق.  لكن يتم التخلي عنها فقط بعد أن يستفيد اليمنيون منها أقصى يستطيعون كسبه للعيش.
 
 في مأرب التي تسيطر عليها الحكومة، ترى بائع الآيس كريم يوزع بضاعته على دراجة هوائية اثناء ما يشغل تسجيلاً لجرس ونغمة تلو اخرى لجذب الزبائن.  ولم يكن هناك أطفال حوله، سوى بضع رجال مسلحين ببنادق من طراز AK-47 تتدلى على أكتافهم، أوقفوه لشراء بعض منها.  ثم جلس المسلّحون على الشاحنة، والتهموا آيس كريماتهم ثم دخنوا بعض السجائر.  وفي مكان آخر يتقاطر السكان المحليون، يسبحون ويأخذون صور (سيلفي) عند سد مأرب.
 
وسواء اتجهت شمالاً أم جنوباً فسترى نساء يقمن بالأعمال الروتينية، أو أطفالاً يلعبون أو رجالا عمالاً أو قطعان الماشية في كل مكان على طول الطريق.
 
 في إب، توجّهت مجموعة من الأولاد خارج سيارة مهجورة يحبّون اللعب فيها حيث وقفوا فخورين وهم يرتدون مجموعة مدهشة من الملابس - يرتدي أحدهم ملابس تقليدية وآخر يرتدي بنطال أسود وقميصًا باللون الأسود كما لو كان على وشك زيارة الأقارب، وآخر يرتدي ثوباً.
 
وكانت القشرة المهترئة  للشاحنة خلفهم تحتوي أربعة إطارات مسطحة نصفها غرق في التراب ، وكان قماش القنب مربوطاً فوق السقف لإبعاد الشمس فيما كتبت على جانبيها  أسماء مثل  _ مراد ، يوسف ، عرفات _ وقد تركها الأولاد دون أن يفعلوا شيئاً بينما كانوا يمضون ساعات.  وعلى الجدار الداخلي لبابها تم لصق ملصق  لليونيسف وهي واحدة من الوكالات الدولية التي تكافح من أجل مساعدة أطفال اليمن.
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر