تقرير بريطاني يدعو لإنقاذ اليمن من احتلال الحوثيين ووقف ظهور "حزب الله " آخر (ترجمة خاصة)

[ المتمردون الحوثيون يرفعون أسلحتهم ويرددون شعارات خلال تجمع يهدف إلى حشد المزيد من المقاتلين-أ ب ]

نشرت مجلة "The Parliament" تقريرا تحدث عن مخاطر، تحول مليشيا الحوثي في اليمن إلى نسخة أخرى من حزب الله اللبناني.

وتقول المجلة – المتخصصة في أخبار البرلمان الأوروبي- في تقريرها الذي ترجمه "يمن شباب نت":،إنه في حال لم يلتزم المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران بتنفيذ اتفاق"ستوكهولم" بالكامل، فإن البديل هو المسار القائم في اقتداء الحوثي بحزب الله في الصراع، وهو يعد نجاح لإيران في تطبيق نموذج "حزب الله" في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

وأضاف التقرير:"يجب على الأمم المتحدة ضمان حصول تعاون حوثي كامل وشفاف، وإلا فهي المخاطرة بترسيخ "حزب الله" بشكل دائم في شبه الجزيرة العربية، كما يجب على القوى الغربية أن تفكر بجدية في تسمية الحوثيين كمنظمة إرهابية.

وترى كاتبة التقرير، أنه في حال صار اليمن موال لإيران ومسلح بشكل جيد فإنه سيعقد بشكل كبير صراعا إقليمياً، وصفته الأمم المتحدة بأنه أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

"نص التقرير":

دعا تقرير بريطاني لإنقاذ اليمن من "احتلال" الحوثيين ووقف ظهور "حزب الله " آخر في اليمن، ويطالب الاتحاد الأوروبي بإدراجهم ضمن الجماعات الإرهابية.
 
إذا نفذ اتفاق ستوكهولم بالكامل، فمن المفترض أن يساعد في تخفيف الأزمة الإنسانية المدمرة في اليمن وأن يمهد الطريق لسلام متفاوض عليه حيث يتمثل التحدي الحالي في التزام متمردو الحوثي المدعومين من إيران ببنود الاتفاق.
 
ما لم فالبديل هو المسار الحالي في الاقتداء الحوثي بـ "حزب الله" في الصراع. حيث طبقت إيران "نموذج حزب الله" بنجاح في جميع أنحاء المنطقة في جهد منسق لزعزعة استقرار الشرق الأوسط. ومن الأمثلة على ذلك صلات الجمهورية الإسلامية بالميليشيات التي تقاتل في سوريا والعراق وحزب الله في لبنان وآخرها الحوثيون في اليمن.
 
لقد حارب المتمردون الحوثيون الحكومة المعترف بها دوليا منذ عام 2015 في حرب تركت الاقتصاد في حالة خراب وخلفت80 في المائة من السكان يعتمدون على المساعدات الإنسانية. وغالباً ما يتم تجاهل حقيقة أن ملايين اليمنيين ما زالوا يعيشون تحت احتلال (حوثي )تعتبره الأمم المتحدة غير قانوني وتلك الحقائق لا تتغير كما أن تحرير أولئك الذين يعيشون تحت حكم الحوثي القمعي والذين يعانون من تداعيات إنسانية مأساوية، يجب أن يظلوا الهدف رقم واحد.
 
منذ بداية النزاع قام الحوثيون بانتهاج تكتيكات مصدرها المباشر مسار حزب الله، على حساب الشعب اليمني وتمركزوا بين أوساط السكان المدنيين وقاموا بتخويف مجتمعات بأكملها عن عمد. كما أصبحت الدروع البشرية سمة مأساوية في نهجهم حيث تحدثت تقارير في وقت سابق من هذا العام عن أنهم كانوا "يعسكرون المستشفيات". وللأسف رأينا حزب الله في لبنان يتبنى نفس التكتيك عدة مرات.
 
إيران هي المستفيد المشترك الذي يربط هاتين المجموعتين (الحوثي وحزب الله )معاً.
 
ففي أكتوبر / تشرين الأول 2016، قال دبلوماسي إيراني كبير لرويترز إن هناك "طفرة حادة في مساعدة إيران للحوثيين في اليمن" بما في ذلك الأموال والأسلحة والتدريب. كما ازدادت جهود التهريب عبر سلطنة عمان والصومال على الرغم من القيود التي تفرضها الأمم المتحدة على عمليات نقل الأسلحة من الجمهورية الإسلامية الإيرانية .
 
وقد جرى الحديث عن تواجد صواريخ (كورنت) المضادة للدبابات وهي سلاح بحوزة إيران لكنه ليس جزءاً من ترسانة اليمن المنهوبة، في ساحة المعركة، وكذلك أنظمة متقدمة أخرى بما في ذلك الطائرات المسلحة بلا طيار.
 
وتشمل عمليات نقل الأسلحة أيضا تكنولوجيا الصواريخ الباليستية التي تتصدر العناوين الرئيسية للأخبار في إطلاقها بشكل منتظم ضد المدنيين في الدول المجاورة وضد حركة الملاحة التجارية في مضيق باب المندب.
 
وتقول الأمم المتحدة والدول الغربية والتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن إن صواريخ "بركان 2" الحوثية تعكس صفات صاروخ باليستي إيراني من طراز (قائم ). بالإضافة إلى ذلك، أشار تقرير صادر عن لجنة مراقبة التسلح المستقلة أن العبوات المتفجرة التي تزرع على جوانب الطرق في شكل صخور تحمل أوجه تشابه مع تلك المستخدمة من قبل حزب الله في جنوب لبنان والمتمردين في العراق والبحرين.
 
ومع التوصل إلى وقف هش لإطلاق النار فإنه يجب على الأمم المتحدة ضمان حصول تعاون حوثي كامل وشفاف، وإلا فهي المخاطرة بترسيخ "حزب الله" بشكل دائم في شبه الجزيرة العربية. حيث أثبت الحوثيون بالفعل جرأتهم وقدرتهم على إطلاق الصواريخ الباليستية على العاصمة السعودية، وشن حملة عدوانية على محطات الطاقة النووية والمطارات المدنية وناقلات النفط أيضا.
 
وبالنظر إلى كل ذلك، يجب على القوى الغربية أن تفكر بجدية في تسمية الحوثيين كمنظمة إرهابية. ففي عام 2013، صنف الاتحاد الأوروبي الجناح العسكري لحزب الله على هذا النحو، وعليه الآن أن يدرس القيام بنفس الأمر مع أبناء عمومته في الجنوب. وكما هو عليه الحال، يبدو بأن الحوثيين ما زالوا يتمتعون بتكافؤ خاطئ مع الحكومة الشرعية على الرغم من تقليدهم الواضح لسلوك مجموعة مماثلة تم تصنيفها إرهابية. ومن المحتمل أن يستغرق التصنيف الرسمي بعض الوقت، لكن البدء في العملية سوف يرد الحوثيين إلى جادة الصواب وسيعزز يد المجتمع الدولي في المفاوضات.
 
وفي الوقت نفسه أثبت الحوثيون أنهم عاجزون تمامًا وغير مهتمين في إدارة المناطق التي يحتلونها بشكل غير قانوني حيث بدلاً من يتبنون العنف والاستبداد. إن الوضع الإنساني في اليمن مأساوي، ولن يكون من مصلحة اليمن على أي حال السماح للحوثي بالاستمرار في السيطرة على مساحات شاسعة من أراضي البلاد.
 
بإمكان اليمن في حال صار موال لإيران ومسلح بشكل جيد أن يعقد بشكل كبير صراعا إقليمياً وصفته الأمم المتحدة بأنه أسوأ أزمة إنسانية في العالم. ولذلك يجب وقف نموذج "حزب الله" في اليمن بأي ثمن، قبل أن تتمكن إيران من إقامة دولة داخل الدولة وتحقيق مزيد من المغامرة الخارجية لطهران تحت ستار الحكم.

*الكاتب: جولي لينارز- مديرة مركز الأمن البشري في لندن.
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر