هل تنخفض أسعار السلع الغذائية للمواطنيين أم تزداد أرباح التجار فقط؟! (تقرير خاص)

[ رجل يمني يشتري الخضار من سوق في مدينة تعز – جنوب غرب اليمن (ا ف ب) ]

يسود تفاؤل في أوساط المواطنين نتيجة التحسن المستمر للريال اليمني خلال الأيام الماضية، على أمل أن يستمر ذلك التحسن ويصمد خلال الأيام القادمة وينعكس ذلك على تراجع أسعار المواد الغذائية واحتياجات الناس اليومية التي ارتفعت بشكل حاد خلال الأشهر الماضية.
 
وتحسن سعر الريال اليمني بشكل غير مسبوق منذ أشهر واعلن البنك عن سعر الدولار الرسمي «548» ووصل سعر الدولار في السوق الموازية 570 ريال، فيما وصل سعر الريال السعودي 150 ريال يمني، وكان الريال اليمني شهد هبوط حاد وقياسي في سبتمبر/ أيلول الماضي ووصل سعر الدولار إلى 800 ريال، مما أثار رعب لدى المواطنين من الانهيار غير المسبوق.
 
ويأمل المواطنون ان تحافظ الحكومة والبنك المركزي على أسعار الصرف ويستمر تحسن ريال دون أن يتعرض للمضاربة في سوق الصرافة التي يديرها الحوثيين في صنعاء ويعاد الهبوط من جديد، مما يعرض معيشية الناس للتدهور أكثر في ظل عدم وجود رقابة على التجار بشكل عام.
 

أسعار السلع الأساسية

مع كل عملية انخفاض لأسعار العملات الأجنبية أمام الدولار تتجه أنظار المواطنين إلى أسعار المواد الغذائية التي تبقى على مكانها دون أن تنخفض مثلما يحدث من ارتفاع أثناء هبوط الريال، وخلال الأيام الماضية لم يتعكس التحسن المستمر للعملة الوطنية على أسعار المواد الغذائية التي لازالت تتصاعد.
 
"ام أوسان" تسكن في صنعاء وتذهب إلى السوق بشكل يومي لشراء احتياجات أسرتها تقول "منذ ان تحسن الريال خلال الأيام الماضية لم يحدث أي انخفاض للأسعار في السوق ولا شيء يشعرنا كمواطنين أن هناك تغير حقيقي حدث ولا يبدو أن ذلك سيحدث في وقت قريب.
 
وأضافت في حديث لـ "يمن شباب نت" للأسف ما يحدث هو ارتفاع مستمر عند بعض التجار وعندما أي شخص يتوجه بسؤال للتجار ان الدولار انخفض سعره: يرد أنه اشترى بضاعة بسعر أكبر مما هو الآن. وهذا هو المبرر الذي يسوقه غالبية تجار التجزئة على المواطنين ردا على تساؤلاتهم.
 
وعندما يحدث هبوط للريال يتسابق التجار على رفع الأسعار رغم أن البضائع الموجودة في محلاتهم ومخازنهم تم شراؤها بسعر أقل، لكنهم يصرون على الحصول على الربح أكثر، وأثناء الهبوط خلال شهر أغسطس اغلق معظم التجار محلاتهم حتى وصل الدولار 800 ريال، وعادوا للعمل وبيع مخزونهم من البضائع بأرباح هائلة.
 

كيف تحسن الريال؟
 

في مطلع الشهر الجاري تحسن الريال خلال يومين ووصل سعر الدولار إلى 640 ريال بعد أن كان سعره 750 ريال لكنه لم يصمد كثير حيث شهد سوق الصرف مضاربة شديدة من قبل الحوثيين في صنعاء وعاد الريال إلى 700 ريال، وخلال الأيام الماضية شهد الريال تحسن كبير ووصل سعر الدولار اليوم الاثنين 19 نوفمبر الجاري 575 ريال في تحسن لم يحدث من قبل.
  
جدول يوضح تقلبات أسعار صرف الدولار مقابل الريال اليمني خلال الأشهر الثلاثة الماضية منذ 26 سبتمبر وحتى 20 نوفمبر 2018 في البنك المركزي، وسوق الصرافة الموازي (السوق السوداء)
م التأريخ السعر البنك المركزي سعر السوق الموازية
1 26 سبتمبر 585 780
2 5 نوفمبر 575 700
3 20 نوفمبر 548 575
 
وأعلن البنك المركزي بعدن تعديل سعر الدولار إلى 548 ريال للمرة الثانية على التوالي بعد أن كانت عدلت السعر مطلع الشهر إلى 570 ريال، وكان قبل ذلك قد تم تثبيت السعر الرسمي من قبل اللجنة الاقتصادية 585 ريال، وهذه هي أسعار تغطية الاعتمادات المستندية للتجار من الوديعة والمنحة السعودية.
 
وقال رئيس مركز الإعلام الاقتصادي مصطفى نصر "أن هناك أسباب حقيقة تقف وراء التحسن في سعر الريال اليمني لكن أيضا هناك مضاربة وسحب للعملة الصعبة" ودعا في تغريدة بحسابة على موقع "تويتر" الحكومة والبنك المركزي حماية المواطنين من المضاربة في العملات.
 
ويعد تحسن الريال نتيجة طبيعية لعدد من الإجراءات الحكومية فيما يخص الاقتصاد، ومن أبرزها تحديد سعر بيع جديد للدولار مؤخراً، وقيام البنك المركزي بضخ جزء من المنحة السعودية، 200 مليون دولار، للبنوك والسوق، وعزم الحكومة إعادة تصدير النفط، بالإضافة إلى وصول منحة المشتقات النفطية السعودية المخصصة للكهرباء بقيمة 60مليون دولار.
 


[للمزيد إقرأ: خبراء اقتصاد يوضحون لـ"يمن شباب نت" لماذا تحسنت قيمة الريال اليمني وأسباب تدهورها سريعا (تقرير خاص)؟]



هل يستفيد المواطنين؟
 
إذا استمرت الأسعار على ماهي في الأسواق رغم التحسن الكبير في سعر الريال اليمني وتوفر الدولار بسعر 548 ريال للتجار، فالكارثة لازالت مستمرة على المواطنين في الأسعار الباهظة التي تتزايد في المواد الغذائية في ظل غياب كلي للرقابة الحكومية وفرض عقوبات على التجار الذين لا يلتزمون بخفض الأسعار.
 
ويقول "عبد الجليل حميد" وهو موظف في أحد البنوك "إن استمرار الأسعار على حالها رغم انخفاض الدولار والتسهيلات الحكومية للتجار، لن يستفيد المواطن شيئاً إنما فقط ستتضاعف أرباح التجار بشكل هائل".
 
وأضاف في حديث لـ "يمن شباب نت" التجار يحصلون على الدولار بسعر 548 ويبيعون البضائع بسعر مضاعف 100% على سعر ما يشترون وهذا ما سيضاعف ارباحهم ولن يحسن من الوضع المعيشي للمواطن إذا لم تكن هناك رقابة قوية وصارمة.
 
وفي ظل عدم وجود رقابة حكومية على التجار وأسعار المواد الغذائية تتصاعد الأسعار حين يهبط الريال لكنها لا تنخفض عندما يتحسن، وعلى هذا النحو يعيش المواطنين منذ أربع سنوات تحت رحمة التجار وجشعهم الذي لا يتوقف وسلطات غائبة.
 
وكلفت الحكومة اليوم الإثنين وزارة التجارة لتفعيل دورها ومؤسساتها الرقابية على السوق بشكل عام وسوق السلع الغذائية بشكل خاص لضبط أسعار السلع وبيعها في السوق الرسمي وبالأسعار الطبيعية والمتناسبة مع السعر التفضيلي الذي يحصل عليه التجار من البنك المركزي للدولار الأمريكي.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر