كيف تستغل ميلشيات الحوثي موسم "المولد النبوي" لجباية الأموال واستقطاب مقاتلين؟ (تقرير خاص)

[ زينة بقماشات خضراء في شوارع صنعاء ]

يواظب الحوثيون في العاصمة صنعاء كل عام على الاحتفال بالمولد النبوي عبر القيام بسلسلة فعاليات وطقوس احتفالية عديدة تنتهي في احتشاد أنصار الجماعة في ساحة كبيرة للإنصات لخطاب يلقيه زعيمهم عبد الملك الحوثي عبر شاشات كبيرة للمحتشدين بالرايات الخضراء الفاقعة، وتستغل هذه المناسبة لجباية الأموال وحشد وإستقطاب مقاتلين من المساجد والمدارس.
 
وتأتي احتفالاتهم هذا العام بالتزامن مع معارك مدينة الحديدة (غرب اليمن) حيث يستغل الحوثيون فعاليتهم لمحاولة التحشيد للقتال واستقطاب مقاتلين جدد، من خلال المدارس والمساجد والتي تم اصدار توجيهات من قبل المؤسسات الحكومية ذات الصلة التي يديرها الحوثيين على إقامة فعاليات بشكل مكثف ولافت خلافاً على الاعوام السابقة.
 
وبدت ميلشيات الحوثي باستعدادات استعراضية باهته للاحتفال بعكس السنوات الماضية منذ سيطرتهم على العاصمة صنعاء في سبتمبر/ أيلول 2014، حيث تتكبد الجماعة خسائر كبيرة في جبهات القتال وتخسر بشكل يومي، وهو ما انعكس على افتعال أزمات في مناطق سيطرتها وفرض جبايات وسلسلة من الإجراءات الإجبارية ضد التجار.
 
التغطية على خسائر الجبهات

ويعمد الحوثيون في صنعاء من خلال الترويج عبر منابر المساجد وبث الدعايات في أوساط المواطنين عن انتصارات يحققونها في صد الهجمات، في نفس الوقت يحاولون عدم التطرق بشكل مكثف لما يجري والتحدث بشكل أكبر عن المولد النبوي والتركيز بشكل مكثف على الوعظ الديني بسيرة الرسول.
 
وقال سكان في صنعاء لـ "يمن شباب نت" ان الحوثيين بدأوا بشكل مبكر الحديث عن المولد النبوي بفترة بعيدة بالتزامن بدء المعارك في مدينة الحديدة واقتحام الجيش للمدينة والتوغل في مناطق واسعة.
 
وتُعرف الاستعدادات الحوثية لجميع المواطنين من خلال استخدام الحوثيين كل الوسائل المتاحة لهم بدء من الإذاعات المحلية التابعة لهم والتي تزايدت بشكل لافت خلال السنوات الماضية بالإضافة الى المساجد والمدارس، واستخدام حتى لافتات الدعاية في الشوارع في عملية دعائية كبيرة.
 
ووفقا للسكان "فإن خطباء الحوثيين يتحدثون عن المولد النبوي بشكل مكثف ويربطون احداث في السيرة النبوية في مفارقات ما يحدث معهم لإيهام الناس أنهم امتداد لذلك، متجاهلين ما يحدث في الحديدة" ويعتبر الحوثيون أنفسهم امتداد سلالي للرسول بمسمى "آل البيت".
 
توجيهات حوثية مستفزة

وخلال الأسبوعيين الماضيين وجهت ميلشيات الحوثي كافة المؤسسات إقامة فعاليات بالمولد النبوي، كما أرسلت توجيهات إلى المدارس والجامعات والمساجد بإقامة فعاليات للاحتفال بالمولد النبوي بالإضافة إلى إرسال قيادات حوثية إلى الاشراف على تنفيذ الفعاليات والقاء كلمات ومداخلات للحاضرين.
 
وقالت "ام أريج" وهي معلمة في إحدى المدراس الخاصة في صنعاء "ان الحوثيين اجبروا إدارة المدرسة على إقامة فعاليات للمولد النبوي والتوعية بخطر الحكومة الشرعية والموالين لها بالإضافة إلى ما أسموه العدوان في إشارة إلى التحالف العربي".
 
وأضافت في حديث لـ "يمن شباب نت" أن قيادات حوثية زارت المدرسة وألقت كلمات أثارت استياء الطلاب والمدرسات على حد سواء بسبب التحريض الطائفي والكلمات النابية التي يطلقها الحوثيين ضد خصومهم والمعارضين لهم.
 
ويعمد الحوثيون على استفزاز الناس في فرض أفكارهم وطقوسهم الطائفية على جميع الناس دون احترام أفكار الناس المخالفة لهم، وسبق أن كان الحوثيين سبب في اندلاع اشتباكات مسلحة بسبب فعاليتهم الطائفية، وخلال العام الماضي اندلعت شرارة الاقتتال بين الحوثيين وقوات صالح بعد اقتحام الحوثيين لجامع الصالح لإقامة فعاليات المولد النبوي، وتطورت الاحداث.

موسم جبايات

فرض الحوثيون على أصحاب المحلات التجارية شراء قماش أخصر وتزيين المحلات والأحياء التي توجد فيها محلاتهم سواء كانوا تجار صغار أو كبار، كما أنها فرضت مبالغ مالية مختلفة على جميع التجار وحتى أصحاب البسطات وبائعي القات في موسم سنوي للحصول على الأموال للإثراء وتمويل جبهات القتال.
 
"منصور الوصابي" مالك بقالة في إحدى الأحياء بصنعاء قال ان ميلشيات الحوثي فرضت عليه مبلغ 100 ألف ريال يمني ما يعادل (150 دولار أمريكي) بالإضافة إلى تزيين الحارة باللون الأخضر والاهتمام بها حتى إلى ما بعد ذكرى المولد النبوي.
وأضاف منصور في حديث لـ "يمن شباب نت" أن الحوثيون يفرضون عليه ما بين الحين والآخر تحت عدة مسميات بالإضافة إلى الضرائب وكل هذا يتم تحت التهديد والوعيد من قبل المسلحين الذين يأتون إلينا للجباية".
 
ووفقاً لمصادر فقد خصصت ميلشيات الحوثي هذا العام أكثر من 65 مليار ريال يمني لإقامة أكثر من 700 فعالية طائفية على مستوى المدن والمديريات والقرى والمؤسسات الحكومية والخاصة (الدولار يساوي660 ريال).
 
وتتفاوت المبالغ المالية التي تفرضها ميلشيات الحوثي على التجار كلا بحسب حجم استثماراته غير ان للافت في الجبايات هذا العام انها لم تقتصر على التجار الكبار فقط بل شملت حتى الباعة في البسطات وبائعي القات وكل فئات المجتمع، مما يتوقع أن تحصل الميلشيات على مبالغ هائلة.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر