"الغاز المنزلي".. أزمة سكان صنعاء المستدامة ومصدر ربح الحوثيين (تقرير خاص)

[ مواطنون ينتظرون لملء اسطوانات الغاز المنزلي في العاصمة صنعاء (رويترز) ]

تحولت أزمة "الغاز المنزلي" إلى حالة مزمنة في العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيين، وتسببت بمعاناة مضاعفة للسكان في ظل تدهور المعيشية والارتفاع الحاد بالأسعار، وتعمل الميلشيات على افتعال الأزمة للحصول على أرباح هائلة واحتكار البيع والتوزيع.
 
ويمارس الحوثيون الابتزاز بحق المواطنين في تضييق معيشتهم من خلال عملية احتكار لبيع الغاز المنزلي وافتعال أزمات ما بين الحين والآخر، ومنذ شهرين يعيش المواطنون أزمة خانقة بدون مبرر من سلطات الأمر الواقع والتي تتورط بشكل كامل انعدام الغاز وعدم توفره بالسوق بشكل كلي.
 
وعمد الحوثيون على اعتماد خطة توزيع معقدة للغاز المنزلي للسكان في صنعاء تنطوي عليها عملية أمنية للحصول على معلومات المواطنين وبياناتهم، حيث لابد من القيام بعدة خطوات للحصول على اسطوانة الغاز وهو ما يجعل من الصعوبة الحصول على الغاز بشكل فوري مما يتسبب بمعاناة معقدة للأسر في قوتها الضروري.
 
تعذيب وإذلال للسكان

"أم علياء" تعيش في إحدى أحياء شارع بغداد بالعاصمة صنعاء تواجه صعوبة بالغة في الحصول على الغاز المنزلي، نتيجة الإجراءات التي تفرض من قبل الحوثيين على السكان من أجل حصولهم على أسطوانة واحدة فقط خلال الشهر.
 
ورغم توفر الغاز المنزلي بكميات تموينية كافية وتصل يومياً إلى شركة الغاز، غير أن الحوثيون يعملون على الاحتكار الكلي لتوزيع الغاز ومنع التجار ومحلات البيع من الحصول على التموين وبيعه على السكان، في محاولة حوثية للجباية والربح، والتحكم بالسوق السوداء.
 
وتقول أم علياء في حديث لـ "يمن شباب نت" أستعمل أنبوبة الغاز في المطبخ ويدي على قلبي من الخوف على أن تنفذ، بسبب صعوبة الحصول على بديل فوري وإنما يلزمني الانتظار أسابيع في طابور أمام منزل عاقل الحارة.
 
وأضافت "ما يحدث إهانة وتعذيب وإذلال للناس وتعقيد معيشتهم السيئة أصلا، في محاولة لإجبار الناس على شراء الغاز من السوق السوداء التي يعد ثمنها أضعاف دون مراعاة لحالة الناس المعيشة".
 
إجراءات أسطوانة الغاز

رغم فشل الحوثيين كل مرة بتوزيع الغاز المنزلي عبر إجراءات وخطوات طويلة يقوم بها المواطن لدى عقال الحارات، غير انهم مستمرين في فرضها وفي الوقت الذي يترك التوزيع على التجار يكون الغاز متوفر بشكل جيد وفي كل الأوقات، ويكشف ذلك الاستفادة التي يجنيها الحوثيين رغم نتيجتها السلبية على السكان.
 
وتبدأ خطوات الحصول على "أسطوانة غاز" بعرض هويتك الشخصية على "عاقل الحارة" في الحي الذي تسكنه ومن خلالها يسجل بيانات في كشف، ويتم الانتظار حتى تصل حصة الحارة أسبوع او أكثر ومن ثم يتم تسليم الأسطوانة الفارغة وقيمة الغاز ويعطى المستفيد كرت لاستلام أسطوانة غاز عبوتها ناقصة.
 
                     تصميم يرصد تعليقات سكان صنعاء في صفحة شركة الغاز التي يديرها الحوثيين (يمن شباب نت)

وقال سكان محليون لـ "يمن شباب نت" أن توزيع الحوثيين للغاز بدون أي آليه تضمن وصوله للجميع حيث يصل حارات بشكل مستمر في كل ثلاثة أيام وحارات لا يصلها إلا كل أسبوعين أو ثلاثة وتنال الحارات التي يقطنها غالبية مواليين للحوثيين الحظ الأوفر.
 
وذكر السكان "ان الحوثيون يوزعون كروت خاصة للقيادات الحوثية في الحارات والأسر الحوثية تحت مسمى "أسر الشهداء" ويحصلون على الغاز في أي وقت من قبل متاجر خاصة أو من الحصص التي تصل للحارات ويكون لهم الأولوية".
 
السوق السوداء

ووفقا للسعر الرسمي فإن سعر الأسطوانة الغاز 20 لتر 3000 ريال يمني، لكن الحوثيون يحتالون على المواطنين في عدم التعبئة كاملة حيث يشكوا كثير من السكان ان التعبئة التي توزع عبر عقال الحارات تكون 15 ليتر معنى انها تباع بـ 4000 ريال، بالإضافة إلى ان عقال الحارات يفرضون من 200 إلى 500 ريال بعد كل أسطوانة.
 
ووفقا لمصادر محلية "فإن أسعار أسطوانة الغاز في السوق السوداء تصل ما بين 7,000 إلى 10,000 ريال يمني (الدولار 720) وتتوفر عبر سماسرة يعملون تابعين للحوثيين أو عقال الحارات الذين يبيعون حصص السكان للتربح".
 
وأفادت المصادر لـ "يمن شباب نت" ان أسطوانات الغاز تتكدس في أحواش مؤسسات تابعة للدولة ومنازل قيادات حوثية ويتم توزيعها على السوق السوداء لبيعها بأضعاف سعرها الرسمي" وتعود تلك الأرباح إلى نافذين حوثيين أو إلى الجماعة لتمويل حروبها.
 
تلاعب الحوثيين

أعلنت الشركة اليمنية للغاز في صنعاء والتي يديرها الحوثيين في الرابع من أكتوبر/ تشرين أول انتهاء ازمة الغاز المنزلي بعد ان تم فتح القطاع عن مقطورات الغاز الذي استمر أيام، بحسب بيان الشركة. لكن ذلك الخبر لم يغير من حالة الأزمة في السوق بل وثق كاعتراف بتلاعب الحوثيين.
 
وتنشر صفحة الشركة على فيسبوك ما بين الحين والآخر كشوفات لتوزيع الغاز في الحارات وعلى المطاعم، في محاولة تظليل الناس ان لديهم شفافية ويعملون على تموين السكان بشكل يومي، غير ان ذلك يكشف عن حالة السخط لدى المواطنين الذين يعلقون على صفحة الشركة.
 
ورصد "يمن شباب نت" المزاج الشعبي من خلال التعليقات للمواطنين على صفحة الشركة على "فيسبوك" حيث بدت في حالة واحدة من الشكوى من الحوثيين حيث عبروا عن غضبهم من ممارسات عقال الحارات واتهموا الحوثيين باللعب بقوت الناس، ومن اللافت انه لا يوجد أي تعليق يشيد بالحوثيين.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر