حملة حوثية للسطو على الوظيفة العامة.. ماذا وراء التعيينات الحوثية الجديدة في إب؟ (تقرير خاص)

[ "عبد الواحد صلاح" محافظ إب المعين من قبل الحوثيين ورئيس حزب المؤتمر في فعالية حوثية ]

يسعى الحوثيون إلى السطو على ما تبقى من الوظائف العامة في مؤسسات الدولة بمحافظة إب (وسط اليمن) من خلال جملة من التغيرات في عدد من الإدارات والمناصب في المؤسسات المحلية، ورغم أن الميلشيات تسيطر على المحافظة منذ أكتوبر 2014 غير أنها تواصل حملتها لإبعاد المسؤولين الذين لا ينتمون إليهم.
 
وأصدرت ميلشيات الحوثي خلال الأيام الماضية قرارات أطاحت بمسؤولين وتعيين بدلا منهم والتي أثارت غضب حلفائهم في حزب المؤتمر، واستغراب وتساؤل المراقبين عن توقيت هذه القرارات، ونال تغيير مدير مكتب الصحة في المحافظة الدكتور عبد الملك الصنعاني واستبداله بشخصية حوثية غير مؤهله القسط الأكبر من السخط الشعبي حيال تلك القرارات الحوثية.
 
وقالت مصادر في مكتب الصحة بأن "محمد السماوي" الذي جرى تعيينه مديراً للمكتب خلفاً للدكتور الصنعاني لا يملك مؤهل علمي عالي وأن أعلى مؤهل له هو "دبلوم تمريض" كما أنه لا يملك تجربة إدارية سابقة، حيث شغل مدير لإدارة التحصين في البيضاء كأعلى منصب إداري عمل فيه من قبل.
 
وكانت مليشيا الحوثي الانقلابية قد بدأت الأسبوع الفائت بإجراء تغييرات جذرية في القطاعين المدني والأمني طالت عدد من المحسوبين على المؤتمر وتم استبدالهم بقيادات حوثية، وتأتي هذه القرارات في سعي المليشيا الانقلابية استكمال سيطرتها على المحافظة الخاضعة لها منذ أربعة أعوام وإبعاد حليفها السابق "حزب صالح" عن المواقع الإدارية.

 
تعليق مؤتمري

قال مصدر في فرع حزب المؤتمر، لـ "يمن شباب نت" إن التغييرات التي يقوم بها الحوثيون في المحافظة تأتي في إطار سعيها إلى السيطرة الكاملة على مؤسسات المحافظة.

وقال المصدر ـ الذي فضل عدم كشف اسمه لعدم تخويله بالحديث لوسائل الإعلام ـ إن جماعة الحوثي تسعى إلى إقصاء حليفها في الحرب في تنكر لكل ما قام به الحزب خلال السنوات الماضية، مؤكداً بأن تلك القرارات أحادية الجانب ولا يوجد عليها اتفاق مسبق.
 
وعن الموقف المؤتمري الرسمي حيال ذلك، قال المصدر بأن الحزب يدرس عدة خيارات في هذا الجانب، ستعلن في الوقت المناسب.
 
المؤتمر في مرمى الحوثي

يرى الناشط السياسي، فكري الدعيس "بأن تلك التعيينات بمثابة إعلان الحرب على المؤتمر، كنتيجة حتمية لما بعد مقتل صالح" مشيراً بان الأيام دارت وهاهو المؤتمر وقياداته وكوادره تحت مرمى نيران حليفهم الحوثي.

وأضاف في حديث لـ "يمن شباب نت" مارس حزب المؤتمر بحق الآخرين الاقصاء والتهميش في الوظائف العليا والدنيا واستفرد بالحكم والسلطة ردحا من الزمن، ليسقى اليوم من نفس الكأس.
 
ويؤكد "الدعيس" بان ذلك يتم بتعاون مع محافظ الانقلابيين في المحافظة "عبد الواحد صلاح المنتقل من صف عفاش إلى صف الحوثي، وهو الأمر الذي يؤكد عليه، عضو مؤتمر الحوار السياسي، عادل عمر، الذي يرى في منشور له بأن بقاء "صلاح" في منصبه مقابل بقية المكاتب التنفيذية التي ستذهب لصالح الحوثيين.
 
تغيير لخارطة النفوذ

ويرى المحلل السياسي وليد محمد هاشم "أن التعيينات الأخيرة في إب إجراء غير مفاجئ وعمل متوقع إلا أن الحوثيين اتبعوا في إدارة هذا الملف بسياسة النفس الطويل".

وقال في حديث لـ "يمن شباب نت" أدرك الحوثيون كما هو حال الجميع أن حزب المؤتمر يسيطر على عمق الدولة وكل مؤسساتها في المحافظة، فعملوا على ترويض المؤتمر والتغلغل داخل مؤسسات الدولة بهدوء وتدرج إزاء ذلك سياسة ثابتة، رغم أنهم يسيطرون على القرار الأمني والسياسي والعسكري والإداري في إب منذ سيطرتهم على المحافظة.
 
وأشار هاشم "بأن تلك الإجراءات جاءت بعد تعاون وتسهيلات قيادات المؤتمر في المحافظة وتنازلها عن مواقع المؤتمر في صفقات تضمن لأولئك القيادات بقائهم في مناصبهم الشكلية" لافتا أن الحوثي اليوم يعيد تشكيل الخريطة الجيوسياسية في إب من خلال السيطرة على مفاصل الدولة بالمحافظة ومن خلال هذا التعاون المؤتمري.
 
شراكة شكلية واستعلاء حوثي

لا يستمر الحوثيون باتفاقاتهم مع الأطراف السياسية منذ ما قبل انقلابهم وتواصل الجماعة نفس النهج أثناء سيطرتها على مؤسسات الدولة حيث افضى خلافهم من صالح زعيم حزب المؤتمر إلى قتله وتعمل الان على تطهير المؤسسات من أعضاء حزب المؤتمر الذين لا يزال جناح منهم ضمن التحالف والذي يرأسه أبو راس.

وفي هذا السياق قال وليد هاشم "يمكن أن نستخلص مما يجري في إب وصنعاء مع قيادات المؤتمر هو جوهر حقيقة مفهوم الشراكة لدى الحوثي، الشراكة التي لا تعني سوى الخضوع والاستسلام والانقياد والتبعية".

وأضاف "أن السلالة والانتماء الأسري هو العنصر المسيطر على فكر الحوثي ومعايره في التعيين، وفيما يخص بقايا القيادات المؤتمرية التي يبقيهم في مواقع شكلية ويتعامل معهم بدونية فيرى بأنهم مستخدمون لدى الحوثي لأجل الحفاظ على شكلية المشاركة والتحالف".

من جانبه بكري الدعيس "بأن الحديث عن وجود شراكة مؤتمرية حوثية في الوقت الراهن نوع من الوهم، فالمؤتمر لم يعد ذاك الحزب وقياداته خليط بين نفعيين وخائفين والفصيل الأول هو المتحكم داخل الحزب" وأشار "أن وفق معطيات الواقع تقول أن المؤتمر سيتقبل الأمر من دون أي اعتراض وسيكتفي بتواجد شكلي يبقي على مصالح بعض قياداته".

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر