"جامعة صنعاء".. خاوية من الطلاب والأساتذة وتدهور مريع مع بدء العام الدراسي (تقرير خاص)

[ كلية الطب في جامعة صنعاء ]

على غير عادتها "جامعة صنعاء" خاوية من الطلاب والمدرسين والزحمة التي تشهدها مع بداية كل عام دراسي، حيث يصتدم الزائر للجامعة الأكبر في اليمن بالحالة المتردية التي وصلت إليها منذ سنوات حيث تزداد تدهورا كل عام نتيجة استمرار الحرب والإهمال المتعمد من قبل الحكومة وسلطات الأمر الواقع في صنعاء (الحوثيين).
 
وخلال الأشهر الماضية تصاعدت حدة التدهور في المعيشة بالتزامن مع الهبوط المستمر للريال اليمني مقابل العملات الخارجية، مما تسبب بحالة عزوف الطلاب إلى الجامعة للدراسة، والبحث عن أعمال أخرى توفر لهم معيشية، وغالبيتهم لا يحضر إلى أيام الاختبارات مما جعل قاعات الدراسة في الجامعة وأيضاً ساحاتها خالية من الطلاب بشكل لافت.
 
ويعيش مدرسي جامعة صنعاء والعاملين فيها بلا رواتب منذ عاميين مما جعل غالبية الأكاديميين يمتنعون عن الحضور إلى الجامعة للتدريس، وبعضهم غادر إلى العمل خارج البلاد، فيما تدهورت معيشة الكثير من المدرسين والعاملين في الجامعة، في الوقت الذي لا يكترث المسؤولين للانهيار المريع للتعليم العالي في البلاد منذ سنوات.
 
طلاب يائسون

"صدام اليوسفي" (22عام) طالب في المستوى الثاني بكلية التجارة في جامعة صنعاء قال إنه يحضر إلى الجامعة أحياناً للدراسة لكن حضوره يعزز قناعته في عدم الحضور مرة أخرى بسبب الغياب الكلي لكل مقومات التعليم حيث لا يوجد أي التزام أو انضباط حتى ولو بشكل جزئي.
 
وقال اليوسفي في حديث لـ"يمن شباب نت" أن الحضور للجامعة أصبح محبط للغاية حيث لا يوجد مدرسين يلتزمون بالمحاضرات حيث لا يحضرون الى لإسقاط واجب التزام، واذا حضروا كان اليأس هو السائد بحديثهم في القاعة التي لا يحضر فيها إلى القليل من الطلاب.
 
ولم تعد هذه الحالة المتردية في الجامعات الحكومية جديدة هذا العام بل هي الأسوأ وامتداد لأعوام سابقة تدهور فيها التعليم في البلاد بشكل عام نتيجة تدهور الوضع في البلاد، والذي يزداد قتامة.
 
يخشى "اليوسفي" على مستقبلة من الضياع رغم كل الخسارات التي يتكبدها في دراسته مع ارتفاع أسعار المواصلات والمعيشية وايجار السكن، حيث يعيش برفقة زملاءه في غرفة يتقاسمون فيها كدر المعيشية، بعيدا عن اهاليهم الذين يقطنون في مدينة تعز.
 
وقال "للأسف هذا واقع مخيف في زمن الحرب وعدم وجود دولة ونحن ضحايا وسيلاحقنا هذا الواقع إلى المستقبل حيث سنخرج من الجامعة بلا أي تحصيل علمي حقيقي يؤهلنا للعمل في البلاد في حالة استقرت".
 
أساتذة بلا رواتب

للعام الثاني على التوالي يعيش الأساتذة والعاملين في جامعة صنعاء بلا رواتب، وهو ما انعكس سلباً على العملية التعليمة والتي جعلها ميته في الجامعة، وعبارة عن تخطي سنوات بدون أي تحصيل علمي حقيقي يتلقاه الطلاب، تكتفي إدارة الكليات في الجامعة في عدد بسيط من المحاضرات للوصول إلى الاختبارات النهائية فقط.
 
ولم يكتفي الحوثيون بما يجري من تدهور بل عملوا على تغير غالبية الطاقم الإداري في الجامعة بدء من رئيسها والنواب وأيضا عمداء الكليات، وبقية الإداريين بأشخاص مواليين لهم وتم الاستغناء عن معظم الكوادر الأكاديمية، وعملت أيضاً على فصل العشرات الأساتذة المسافرين خارج البلاد والذين لم يخضعوا لإدارتهم.
 
وبحسب مصادر في جامعة صنعاء "فإن عدد كبير من المسؤولين في الجامعة وعلى رأسهم رئيسها ونوابه والعمداء يتسلمون رواتب من الرسوم التي تفرض على الطلاب أثناء التنسيق ودخول الجامعة بالإضافة إلى رسوم طلاب التعليم الموازي".
 
وأضافت المصادر لـ"يمن شباب نت" أن تسليم الرواتب يقتصر على عدد بسيط من المسؤولين في الجامعة ويوجد عملية فساد منظمة يديرها أكاديميين مواليين للحوثيين في الوقت الذي يعيش غالبية الموظفين والأكاديميين بلا رواتب ولا يحصلون على شيء من إيرادات الجامعة.
 
وتدهور الوضع المعيشي لكثير من الأساتذة في جامعة صنعاء والذين لا يزالون في البلاد ولم يغادروها للعمل في دول أخرى كحال الكثير من زملائهم الذين وجدوا فرص للتدريس في جامعات في الدول الخليجية.
 
بوفيات فارغة من الزبائن

خلو جامعة صنعاء من الطلاب أثر أيضاً على العمل في البوفيات والبقالات الصغيرة المنتشرة في الجامعة حيث تبدو فارغة من الطلاب، والعاملين فيها يتثاءبون فوق الكراسي بانتظار الزبائن الذين لا يحضرون إلا بشكل متقطع ما بين الحين والآخر، مما تسبب في خسائر لأصحابها الذين سرحوا العمال لديهم.
 
يقول "صالح منصور" وهو مالك بوفية في الجامعة – هذا العام الدراسي خالي من العمل كلياً بسبب عدم وجود الطلاب وأيضاً سوء المعيشية وغلاء الأسعار التي أثرت بشكل كبير على اقبال الطلاب على الشراء.

وأضاف في حديث لـ"يمن شباب نت" لم تكن البوفيه في السابق تخلو من الزبائن طوال ساعات الدوام من الطلاب والطالبات الذين يزدحمون في جميع البوافي المنتشرة في الجامعة، اما الأن حتى الدكاترة لم يعودوا يشترون منا".
 
ومن المصادفات المثيرة للسخرية والإستغراب عممت رئاسة الجامعة التي يديرها الحوثيون بمنع الأكياس في البقالات والبوافي في الجامعة، وعُلق التعميم يوجد على أبوب البوافي والبقالات وبالفعل لا تجد أحد يعطيك كيس عندما تشتري طلباً، ويقول البائعين "وصلنا هذا التعميم بدون أي مبررات ونحن مهددين بالعقوبات إذا خالفنا ذلك".

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر