اسوشييتد برس: تهديدات المتمردين اليمنيين إلى دبي تظهر خطراً يلوح في الأفق- تحليل (ترجمة خاصة)

[ الصورة لمطار دبي- AP ]

 حذرت وكالة اسوشيتد برس، في تحليل خاص، من الاستخفاف بما يدعيه المتمردون الحوثيون من أخبار كاذبة يزعمون فيها مهاجمة مطار دبي الإماراتي، منوهة إلى أن ذلك يعد بمثابة تحذير للإمارات وحلفائها يجب أن يؤخذ على محمل الجد.
 
وربط كاتب التحليل، جون غامبريل، بين هذا الادعاء وآخر سابق مشابه له، مع ردود الفعل الدولية لحلفاء الإمارات بشكل خاص، ليستنتج وجود علاقة بين ارتفاع منسوب تهديدات الرئيس الأمريكي ترامب بشأن فرض المزيد من العقوبات على إيران على خلفية انسحابه من الصفقة النووية الإيرانية، وبين زيادة التهديدات ضد دولة الإمارات، حليفة أمريكا، من قبل حلفاء إيران في اليمن، الحوثيين.
  
ولفت الكاتب، وهو مدير أخبار الخليج بالوكالة- إلى أن ادعاءات الحوثيين تلك، التي تروج لها وسائل الإعلام الإيرانية، تجد لها رواجا كبيرا في الشارع الإيراني، حتى رغم زيفها.
 
وأستشهد بموقف حكومة طهران من تهديد سابق نشرته صحيفة إيرانية متشددة، كانت كتبت تحت عنوان رئيسي أن دبي هي "الهدف التالي" للحوثيين، بعد أن أطلقوا صاروخاً باليستياً تجاه الرياض. الأمر الذي استدعى السلطات فرض حظر النشر على الصحيفة اليومية لمدة يومين.
 
إلا أنها (طهران)، بحسب الكاتب، لم تتخذ هذه المرة أي موقف إزاء ما نشرته وكالة فارس الإيرانية المقربة من الحرس الثوري الإيراني، التي نشرت تحليلا خاصا حول الهجوم الأخير المزعوم، قالت فيه إن "دبي والمدن الإماراتية الأخرى يمكن أن تتوقع تحليق طائرات بدون طيار يمنية فوق اجوائها- وحتى مراكز الاستخبارات الغربية ستكون ايضاً تحت جناحيها".
 
ومن ذلك، لم يستبعد الكاتب أن تعتمد إيران على حلفائها الحوثيين في المنطقة،لاسيما بعد تهديدات ترامب لها بالمزيد من العقوبات الاقتصادية.

وقال إنه حتى برغم ما يزعمه المتمردون الحوثيون زوراً أنهم شنوا هجوما على مطار دبي، إلا أنهم يستطيعون استهداف السفن التجارية وناقلات النفط التي تمر عبر اليمن في البحر الأحمر. كما يمكن لقواتها إطلاق صواريخ وشن هجمات أخرى. وكلا الأمرين من المرجح أن يدفع ذلك أسعار النفط العالمية إلى الارتفاع، خاصة مع توقف الإمدادات الإيرانية عن السوق.

أدناه تجد ترجمة "يمن شباب نت"، لنص التحليل كاملا:
 
دبي، الإمارات، (وكالة اسوشيتد برس)- سرعان ما فندت السلطات في دبي ادعاءً كاذبا من قبل المتمردين الحوثيين في اليمن بشنهم هجوماً على أكثر مطارات النقل الدولي ازدحاما في العالم خلال هذا الأسبوع. لكن ذلك لا يعني الاستخفاف بما حصل تماما.
 
إذ أن إصرار الحوثيين ووسائل الإعلام المتشددة في إيران على بث الاخبار الكاذبة هو بمثابة تحذير لإمارة دبي وأجزاء أخرى من الإمارات العربية المتحدة، المنخرطة حاليا في حرب اليمن المستمرة منذ سنوات بقيادة المملكة العربية السعودية.
 
 وعلى الرغم من أن تهديداً سابقاً تبنته وسائل اعلام ايرانية قد استلزم رداً حكومياً فورياً من الرقباء، إلا أن هذا التهديد (الأخير) مر دون استهجان. وهذا يعني أنه في الوقت الذي تزداد فيه العقوبات الأمريكية التي أثارها انسحاب الرئيس دونالد ترامب من الصفقة النووية الإيرانية، فإن التهديدات ضد دولة الإمارات حليف الولايات المتحدة تزداد هي الأخرى.
 
وقد بدأت الحرب الكلامية الأخيرة بعد ظهر يوم الاثنين. حيث بادرت قناة "المسيرة" الإخبارية الفضائية الخاضعة للحوثيين مع آخرين بالادعاء دون تقديم أي دليل بمهاجمة مطار دبي الدولي، الذي يعد مركز عبور ضخم في الامارة، حيث شهد 88.2 مليون مسافر خلال العام الماضي فقط.
 
إن أي هجوم على المطار سيسبب اختلالات في السفر في جميع أنحاء العالم، حيث يعمل المطار كمركز محوري لشركات الطيران الإماراتية للرحلات الطويلة التي تربط الشرق والغرب من منطقة شبه الجزيرة العربية.
 
غير أن مزاعم الحوثي ذكرت أن المتمردين الشيعة استخدموا طائرة بدون طيار من طراز صماد-3 لقصف مطار يبعد حوالي 1600 كيلومتر (1,000 ميل) عن الأراضي التي يسيطرون عليها في اليمن، وهي مسافة أبعد بكثير من المسافة المعتقدة التي يمكن أن تطير بها طائراتهم بلا طيار.
 
وبعد ذلك، تم تداول صور مزيفة عبر الأنترنت ملتقطة بالأقمار الصناعية، بطريقة مماثلة لما جرى مع مقاطع الفيديو الخاصة بتحطم طائرة اماراتية أثناء الهبوط في المطار في أغسطس 2016 والتي افترى البعض زوراً بأنها أظهرت الهجوم المفترض. وعلى الرغم من دحضه بسرعة، فقد لاقى ذلك الادعاء زخماً فورياً في إيران التي تدعم الحوثيين في النزاع.
 
وبينما تنفي إيران تسليح المتمردين بشكل مباشر، فقد قامت الأمم المتحدة والقوى الغربية بتوثيق عمليات نقل الأسلحة من طهران إلى الحوثيين شملت كل شيء من بنادق الكلاشنيكوف إلى تكنولوجيا الصواريخ الباليستية المستخدمة بشكل دوري في استهداف المدن البعيدة مثل العاصمة السعودية الرياض.
 
وأعلنت وكالة أنباء فارس شبه الرسمية الإيرانية، التي يعتقد منذ فترة طويلة أنها قريبة من الحرس الثوري شبه العسكري المتشدد في البلاد، أن الهجوم الذي وقع يوم الاثنين قد أظهر أن "دبي لم تعد آمنة". وزعمت بأن دبي تعد بمثابة موطن لوكالات الاستخبارات الغربية.
 
وجاء في تحليل مؤسسة "فارس" أن "دبي والمدن الإماراتية الأخرى يمكن أن تتوقع تحليق طائرات بدون طيار يمنية فوق اجوائها- وحتى مراكز الاستخبارات الغربية ستكون ايضاً تحت جناحيها".
 
إن مثل هذه التهديدات ضد دبي نفسها تعتبر امراً مستغرباً. وفي حين ما تزال الحكومة الفيدرالية الإماراتية في أبوظبي حذرة الى حد كبير من إيران وقد عملت على توسيع قوتها العسكرية في السنوات الأخيرة لمواجهة هذا التهديد، فإن دبي والإمارات الشمالية الأخرى في البلاد التي تضم سبع امارات تتمتع بعلاقات تاريخية مع إيران. ويعيش العديد من ذوي العرقية الفارسية في الإمارات العربية المتحدة. كما أن شقق ناطحات السحاب والبنوك في دبي تمثل ملاذاً ماليا آمناً وحيوياً بالنسبة إلى المواطن الإيراني العادي، كما هو الحال كذلك بالنسبة للمسؤولين الحكوميين وشبه العسكريين لغسل الأموال هناك.
 
 وقد استلزمت تهديدات سابقة ضد دبي ردود فعل حكومية فورية. ففي نوفمبر/ تشرين الثاني 2017، على سبيل المثال، نشرت صحيفة "كيهان" المتشددة ومقرها طهران عنواناً رئيسياً يؤكد أن دبي كانت "الهدف التالي" للحوثيين بعد أن أطلقوا صاروخاً باليستياً تجاه الرياض. ففرضت السلطات حظر النشر على الصحيفة اليومية لمدة يومين جراء ذلك.
 
لكن حتى الأن، لم يقم المسؤولون هذه المرة بأي إجراء يذكر ضد وكالة فارس. ويأتي ذلك في الوقت الذي بدأ فيه الرئيس حسن روحاني، الذي تفاوض على الاتفاق النووي مع القوى العالمية في عام 2015، شخصياً بتبني موقف أكثر تشدداً بعد انسحاب ترامب من الاتفاق.
 
ومؤخراً، في زيارته إلى أوروبا، جدد روحاني تهديداً إيرانياً قديما بخصوص اغلاق مضيق هرمز، البوابة الضيقة للخليج الفارسي الذي يمر من خلاله ثلث النفط التجاري المار بحراً.
 
وسيزداد التأييد لهذا التوجه المتشدد في الأشهر المقبلة. ففي 4 تشرين الثاني/ نوفمبر، ستعيد الولايات المتحدة تطبيق العقوبات على صادرات النفط الخام الإيرانية، التي توفر مصدراً ضرورياً للعملة الصعبة لبلد يعاني اقتصاده أصلا من الانهاك. ومع أن الاتفاقية النووية ما تزال قائمة حتى الآن، إلا أن إيران قد تختار التخلي عنها والشروع في توسيع سريع لتخصيب اليورانيوم نتيجة لذلك.
 
كما يمكن لإيران أن تعتمد على حلفائها في المنطقة، أي الحوثيين. ومع أن المتمردين يزعمون زوراً أنهم شنوا هجوما على مطار دبي، إلا أنهم يستطيعون استهداف السفن التجارية وناقلات النفط التي تمر عبر اليمن في البحر الأحمر. كما يمكن لقواتها إطلاق صواريخ وشن هجمات أخرى. وكلا الأمرين من المرجح أن يدفع ذلك أسعار النفط العالمية إلى الارتفاع، خاصة مع توقف الإمدادات الإيرانية عن السوق.
 
وتستضيف دولة الإمارات العربية المتحدة، كغيرها من دول الخليج العربية الأخرى، آلاف الجنود الأمريكيين وتعتمد على الدعم العسكري الأمريكي كقوة معادلة لإيران. وسيساعد وجود هذه العلاقة على الحد من أي أعمال انتقامية محتملة، وكذلك مخزونها من الأسلحة الأمريكية الصنع.
 
وما يمكن أن يقال من كل ذلك، هو أنه حتى الادعاء بهجوم كاذب شبيه بالهجوم الذي حدث هذا الأسبوع، من شأنه أن يُظهر خطراً حقيقياً قد يلوح في الأفق.
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر