ارتفاع أسعار الأضاحي يفسد فرحة سكان "تعز" بالعيد (تقرير خاص)

[ سوق المرباع للمواشي بتعز ]

تصاعدت شكاوى اليمنيين من ارتفاع أسعار الأضاحي هذا العام، وسط تدهور اقتصادي تشهده البلاد، جراء تراجع سعر العملة المحلية أمام العملات الصعبة، فضلاً عن غياب رقابة السلطات الرسمية على الأسواق، كما هو الحال في مدينة تعز(جنوبي غرب اليمن).

وانعكس الانهيار المتواصل للريال اليمني في ارتفاع أسعار السلع الغذائية، وتفاقم معاناة السكان، في الوقت الذي تكتفي الحكومة بنصف حلول ترقيعيه لا تحد من تفاقم الأوضاع المعيشية في ظل الحرب، القائمة منذ 26 مارس/ آذار 2015، الأمر الذي يجعل فكرة شراء أضحية كاملة من نصيب نوعية محددة من المواطنين، بينما سيكون شراء الدواجن و اللحوم بالكيلو حال غالبية السكان.

ويحل عيد الأضحى، الثلاثاء المقبل، بينما يجد سكان مدينة تعز أنفسهم بين مطرقة الحرب والحصار -الذي تفرضه مليشيا الحوثي على المدينة منذ أكثر من ثلاث سنوات-، وسندان التدهور المعيشي، فيما أصبحت طقوسه، التي كانوا يعيشونها قبل الحرب مجرد ذكريات.

حالة السوق

ويقول تجار المواشي في سوق "المِرباع" لبيع الماشية وسط مدينة تعز، إن" هناك عزوفًا كبيرًا من قبل الناس عن شراء أضاحي العيد؛ بسبب تدهور حالتهم الاقتصادية، وارتفاع الأسعار مقارنة بالأعوام الماضية".

وأرجع، فرحان أحمد، وهو بائع مواشي، سبب تراجع إقبال الناس على شراء الأضاحي هذا العام إلى "ارتفاع أسعار المواشي بشكل جنوني وغير مسبوق نتيجة ارتفاع سعر الدولار".

وتابع أحمد "نستورد الأغنام من خارج البلاد، وخصوصاً من دولة الصومال بالعملة الأجنبية (الدولار الأمريكي)، وعندما نأتي بالمواشي إلى هنا (داخل البلاد) نجد صعوبة في البيع بسبب تدهور العملة المحلية (الريال) وتدهور أوضاع الناس وانقطاع رواتب الموظفين".

ويستدرك بالقول "منذ الصباح لم أبيع سوى رأسين من الغنم في حين أن معظم الناس يبايعوا ثم يغادروا على الفور بسبب ارتفاع الأسعار".

ويضيف في تصريح لـ "يمن شباب نت "اشتريت بالدَّين عددا من المواشي من أحد التجار في الصومال وعند السداد لازم أسلم له بالدولار وهذا يؤثر سلباً علينا خصوصاً وأن البيع يتم بالريال".

وتضاعفت قيمة الاضاحي هذا العام مقارنة بالعام الماضي ليبلغ متوسط قيمة الأضحية من الأغنام والماعز(120- 200 دولار أمريكي) أي ما يقارب 70 – 90 ألف ريال يمني فأصبح العرض هنا أكبر من الطلب.

وفي هذا الجانب يوضح بائع الأضاحي، ناصر الدبعي، أن "العجل الذي كان يتم شراؤه العام الماضي بنحو 200 ألف ريال، أي حوالي 500 دولار، ارتفع هذا العام إلى قرابة 400 ألف ريال ، مع تجاوز سعر الدولار الواحد 550 ريالًا".

 
 
"الأضاحي" لمن استطاع إليها سبيلًا
 
خلال جولة ميدانية قام بها معد هذا التقرير، لاحظ تشارك مجموعة من الأشخاص في شراء الأضاحي، بينما عاد الكثير من السوق منكسرين الخاطر فأسعار الأضاحي أعلى مما حاولوا توفيره في الفترة الماضية لإقامة شعائرهم المقدسة.

يقول عبدالحكيم الشرعبي-وهو تربوي- "الأضحية هذه السنة أصبحت لمن استطاع إليها سبيلًا، وبالذات نحن أصحاب الدخل المحدود والذي بات منعدما بسبب الحرب وانقطاع المرتبات يتوجب علينا شراء الحاجات الضرورية وتوفير لقمة العيش، لا اللحم".
 
وأضاف الشرعبي لـ" يمن شباب نت": "إذا ظل الحال على ما هو عليه سيتوجب عليّ وعلى الكثيرين من أبناء هذه المدينة المحاصرين إلى شراء لحم المواشي بالكيلوغرام، أو الدواجن الطازجة صبيحة العيد، والتي سنعتبرها بمثابة أضحية".
 
وفي الأرياف يبدو الوضع مختلفاً عن المدينة حيث يحرص الغالبية على تربية المواشي منذ صغرها في منازلهم طيلة السنة كأضحية للعيد." وفقا للشرعبي"
 
وأجبرت الحرب الدائرة في تعز والتدهور الاقتصادي الذي تشهده البلاد إلى الإقبال على تناول لحم الدواجن التي يترواح ثمنها بين 2000 و 2500 ريالاً، (ما بين  5 و 6 دولارات)، بدلًا من لحم المواشي التي يصل سعر الكيلو غرام الواحد إلى 5000 ريال (حوالي 10 دولارات).
 
ذكرى مؤلمة
 
أما عبدالرحمن محمد، وهو أب لخمسة أطفال، قال لـ "يمن شباب نت" إنه لن يتمكن من شراء أضحية العيد، و أن ما لديه من مال اشترى به مستلزمات أساسية لأطفاله".. مضيفا أن "الحرب حولت موسم الفرحة إلى ذكرى مؤلمة فليت العيد لم يأتِ".

ولفت محمد إلى أنه لم يشتر الأضاحي خلال السنوات الثلاث الماضية بسبب الغلاء، وعدم حصوله على عمل يساعده على توفير المتطلبات المعيشية لأسرته.."كثيرون مثل محمد في مدينة تعز لن يتمكنوا هذا العام من شراء الأضاحي"
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر