اختطافات وترويع للسكان.. كيف تمارس كتائب "أبو العباس" الفوضى والعبث في تعز؟ (تقرير خاص)

تعيش مدينة تعز أوضاعا أمنية بالغة التعقيد، انعكست سلباً على الوضع الإنساني الداخلي في مدينة لا زالت ترزح تحت وطأة حصار خانق وحرب شرسة منذ اجتياح مليشيات الحوثي لها في مارس من العام 2015 م.

ومع امتداد فترة الحرب وسيطرة كتائب"أبو العباس" المدعوم من دولة الإمارات، والمدرج في لائحة داعمي الإرهاب على عدد من أحياء شرق المدينة، وفرض سلطة الأمر الواقع على القاطنين في هذه المناطق زادت حدة الانتهاكات التي يتعرض لها المواطنين، وزاد معها الوضع الإنساني سوءً .

مؤخراً أطلقت اللجنة الأمنية عملية أمنية لتطهير عدد من المربعات التي تسيطر عليها مجاميع أبو العباس، وذلك بعد تكرارها الاعتداءات، واستنزاف جنود الجيش الوطني في عمليات إعدام واغتيال "بشعة" بالإضافة إلى تخليص المواطنين القاطنين في هذه المناطق من المعاناة الإنسانية والانتهاكات التي تطالهم بحسب بيان قيادة محور تعز.

وتسيطر هذه المجاميع المسلحة التي تصفها السلطات بـ"الخارجة عن القانون" على أحياء المدينة القديمة وباب موسى والجحملية، وتمارس فيها عمليات نهب وسطو مسلح للمنازل واعتقالات للأهالي وتمنع الطلاب من الذهاب إلى مدارسهم، وتمكنت الحملة الأمنية مؤخرا من تطهير حي الجحملية، بالإضافة إلى بعض أجزاء من حي الجمهوري، بعد عملية مداهمة واسعة.

اختطافات وترويع

المواطن (س. ع. م  40 عاماً) من سكان حي المدينة القديم في تصريح لـ يمن شباب نت" قال إن" الترويع والإذلال والمداهمات والاعتقالات التي تنفذها الجماعات الخارجة عن القانون أصبحت أكثر شراسة بعد انطلاق الحملة الأمنية ضد أوكار هذه العصابات..

وأضاف" نتعرض للإذلال والمضايقات المستمرة من قبل العناصر المسلحة بدون سبب، وتوجه لنا تهم العمالة مع الجيش وقوات الأمن".. مشيراً إلى أن عشرات الأسر تركت منازلها واضطرت للنزوح إلى أماكن وأحياء أخرى، خوفاً من الاعتقالات، وعمليات السطو والتحقيق والتعذيب والاحتجاز الغير قانوني الذي تمارسه كتائب أبو العباس بحق المواطنين.

وتفيد عدد من الشهادات المتطابقة لمواطنين يسكنون في مربعات تسيطر عليها الجماعات الخارجة عن القانون عن تعرضهم لمضايقات تشكل خطراً على حياتهم، بالإضافة إلى اختطاف أبنائهم وطردهم من منازلهم، وممارسة الترويع بحقهم، في المقابل شهدت عدد من الأحياء نزوحاً جماعياً للعديد من الأسر هرباً من المضايقات وخوفاً من ممارسات هذه الجماعات.

وتشير بعض المعلومات الحقوقية إلى أن جماعة أبو العباس تحتجز العشرات من المواطنين، بعضهم في ظروف غامضة، والبعض الآخر بسبب معارضتهم لسياسات وتصرفات الجماعة التي ازدادت الشكاوى ضدها في الفترة الأخيرة، بالإضافة إلى توثيق عدد من جرائم الإخفاء القسري، والإعدام خارج إطار القانون ارتكبتها هذه الجماعات خلال الفترة الماضية بحق بعض المواطنين العُزل، في الوقت الذي تفرض قيوداً على حرية البعض الآخر وتمنعهم من مزاولة أعمالهم .

ضحايا من الأطفال والنساء

في الثالث من أغسطس الحالي، تداول ناشطون صورة لطفلين شقيقين تم دهسهما بعربة تابعة لـ أبو العباس قبل أن تغادر المكان، وهو ما جعل والد الطفلين الملقب بـ "الدِّهِيِ" ونظرا لحالة الخوف والذعر الذي تسيطر على سكان الحي القديم وسط المدينة جراء القمع والمضايقات الذي يتعرضون له من قبل مسلحي أبي العباس أضطر لدفن طفليه مباشرة بعد الحادثة دون أي ردة فعل.

وقبلها بأيام أقدمت عناصر تابعة لأبو العباس على إعدام امرأة تدعى" بشرى المجاهد" بتسعين طلقة اغلبها في الرأس، أمام طفلها بعد اقتحام منزلها في حي النسيرة بالمدينة القديمة، وأجبر شقيقها على دفنها لاحقا، دون فتح ملف تحقيق في ملابسات إعدامها وتقديم الجناة إلى العدالة، وسبقها حوادث مشابهة كثيرة منذ سيطرة الجماعة على المنطقة.

أوضاع إنسانية كارثية

وتزداد كارثية الوضع الإنساني في تعز خصوصاً في تلك المناطق التي تشهد حراكاً امنياً بين الجيش والأجهزة الأمنية من جهة وجماعة أبو العباس من جهة أخرى، وهو ما فاقم من معاناة الأهالي الذي لجئوا إلى مناشدة السلطات الأمنية ومحافظ المحافظة لتخليصهم من الوضع الكارثي الذي بات يهدد حياتهم، ومستقبل أسرهم وبسط نفوذ الدولة.

وخلال فترة الحرب تدهورت حياة آلاف الأسر في مدينة تعز بشكل عام، إلا أن الأوضاع الأخيرة زادت من معاناة الأهالي خصوصاً من يسكنون مناطق سيطرة الجماعات الخارجة عن القانون، أدى ذلك إلى فقدان أعمالهم وتشرد بعض الأسر ونزوح البعض الآخر وبالتالي انقطاع مصادر الدخل التي كانت توفر لهم ولأسرهم لقمة العيش.

وفي 11/أغسطس الجاري شكل الرئيس عبد ربه منصور، لجنة رئاسية تضم "العميد عدنان رزيق رئيس عمليات محور تعز والعميد عبده فرحان مستشار قائد المحور" للوقوف على أوضاع محافظة تعز، وتعزيز أمنها واستقرارها، وتقديم الموجهات الأساسية والملحة للدفع باستكمال أعمال التحرير، وذلك خلال لقائه بقيادات تعز المدنية والعسكرية، عقب المواجهات التي شهدتها الأحياء الشرقية بالمدينة.
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر