أبواب عدن موصدة أمام نازحي الحديدة.. والحكومة: "هذا عمل محرم" (تقرير خاص)

[ أسر عالقة في مدخل عدن ]

ترزح عشرات الأسر التي فرت من جحيم الحرب الدائرة بمحافظة الحديدة، على مدخل العاصمة المؤقتة عدن، لليوم الثالث على التوالي، إثر منعها من دخول المدينة من قبل القوات الأمنية في مثلث العند بمحافظة لحج (جنوب اليمن).

ومنعت قوات الحزام الأمني، التابعة لما يسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعومة من دولة الإمارات"، عشرات العائلات التي فرت من محافظة الحديدة (غرب اليمن) والتي تشهد معارك عنيفة بين الجيش الوطني المدعوم من التحالف العربي، ومليشيا الحوثي الإنقلابية.

وقالت مصادر حقوقية، إن المئات من النازحين من أبناء الحديدة والمسافرين من المحافظات الشمالية إلى عدن، بينهم أطفال ونساء محتجزين في مدخل المدينة، ويتعرضون لإهانات ومعاملات سيئة من قبل قوات الحزام الأمني.

وشهدت محافظة الحديدة موجة نزوح كبيرة، منذ بدء قوات الجيش الوطني والتحالف العربي، تنفيذ عملية عسكرية لتحرير المدينة من مليشيا الحوثي في 13/يونيو الماضي.

وكان مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، أعلن أن أكثر من 30 ألف شخص فروا من محافظة الحديدة بسبب المعارك خلال شهر يونيو، بينهم أكثر من ثلاثة آلاف شخص من مدينة الحديدة، مركز المحافظة. 

وفي الأيام القليلة الماضية، تسارعت وتيرة نزوح المدنيين من محافظة الحديدة نحو العاصمة صنعاء -ومحافظات قريبة مثل ريمة- جراء القصف والمعارك الدائرة على مشارف المدينة، لكن الأسر التي اتجهت نحو عدن، وجدت الأبواب موصدة أمامها.

"الحكومة: ليس من أعرافنا"

في الوقت الذي يفترض أن تقوم الحكومة الشرعية بواجبها من خلال تجهيز مراكز لاستقبال وإيواء النازحين، أطل رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر بتغريدة على حسابه "بتويتر" فجر الثلاثاء، يستجدي القوات الأمنية المرابطة في مدخل عدن السماح للنازحين بالدخول إلى العاصمة المؤقتة، بصورة أقرب ما تكون إلى مناشدة من ناشط حقوقي وليس رئيس حكومة.

وقال بن دغر، ليس من القانون في شيء  منع الأسر من المحافظات الشمالية من دخول عدن، ليس هذا في أعرافنا وتقاليدنا وأخلاقنا.لافتاً إلى أن تعريض الأطفال والنساء والشيوخ للأذى عمل محرّم.

وأضاف بن دغر مخاطبا القوات الأمنية، "على الجميع القيام بواجبه كل من موقع مسؤوليته، وعلى نقاط الامنية أينما وجدت الانصياع للقانون، إفسحوا طريقهم وسهلوا واحموا دخولهم للعاصمة المؤقتة عدن، عاصمة اليمن، للمواطن اليمني حرمتة وحقوقه فلا تنتهكوا حرماته،ولا تعتدوا على حقوقه.

"وصمة عار"

لقي هذا الإجراء التي اتخذته قوات الحزام الأمني تجاه الأسر التي هربت من نيران الحرب المشتعلة في الحديدة، استنكارا واسعا، وأعتبر أنه مناف للقيم والأخلاق ويمس جوهر الإنسانية. 

وقال الكاتب صادق ناشر، إن "ما يحدث لأبناء الحديدة على مداخل عدن عار على كل السياسيين والأمنيين والقبائل، وقبلها على الدولة التي لا يجب الاكتفاء بالتصريحات لتسجيل حضورها، بل بالضرب بيد من حديد لأن الأمر تجاوز المناكفات السياسية إلى المس بجوهر الإنسانية ذاتها.

بدوره مستشار محافظ شبوة، أصيل فدعق قال "  للأسف الشديد نشعر بالخجل حين نسمع عن منع مواطناً شمالياً أو نازحاً أتى شارداً من بطش الحوثي على مداخل عدن من قبل بعض المناطقيين الذي سيسجل التاريخ وصمة عار على جبينهم، بسبب التصرفات الطائشة والمواقف الرعناء التي تجردت من الأخلاق والإنسانية.

وأضاف - في منشور على صفحته بالفيسبوك-" نحن أبناء الجنوب في كل الصراعات السياسية على مر التاريخ، كانت المحافظات الشمالية ملجأ لنا ومنازل الشماليين مأوانا .

من جانبه الناشط عبده مكعبب-وهو من أبناء الساحل-، قال "بعد امتهان قوات الحزام الأمني لكرامة عشرات الأسر واحتجازهم في مداخل مدينة عدن، اضطر بعض أبناء الحديدة، النزوح إلى المناطق الواقعة تحت قبضة المليشيات الحوثية، فيما آثر البعض الأخر البقاء في منازلهم والموت فيها، ولسان حالهم يقول "الموت ولا المذلة"
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر