‏كيف انعكست معارك الحديدة على أجواء العيد في صنعاء؟ (تقرير خاص)

[ سكان وسط صنعاء القديمة ]

للعام الرابع على التوالي يأتي العيد في العاصمة صنعاء في ظل تدهور أوضاع الناس المعيشية وانعكس ذلك على ملامح الاحتفاء بالعيد والتي كانت باهته وتعبر عن تردي الحالة الإنسانية لدى غالبية المواطنين الذين لم يسلموا أيضاً من فرض الإتاوات من قبل الحوثيين الذين توزعوا لجبايتها خلال أيام العيد.

وتزامن حلول العيد مع اندلاع معارك تحرير مدينة الحديدة وهو ما انعكس على حالة الرعب التي صنعها الحوثيون في صنعاء من خلال فرض جبابات مالية على التجار والموطنين لما يسمونه "المجهود الحربي" وفرض حالة طوارئ غير معلنة من خلال التحشيد للقتال في المساجد والتجنيد في الأحياء.

غابت أجواء العيد في صنعاء وظهرت ميلشيات الحوثي تجوب الشوارع تغلق محلات تجارية وتفرض سطوة أمنية غير اعتيادية خلال أيام العيد، في الوقت الذي يعيش معظم الناس حالة من عدم الفرح بقدوم العيد، وبقيت صنعاء على عادتها في الأيام العادية حيث اضطر معظم أبناء المحافظات الأخرى فيها رغم اعتيادهم على قضاء العيد بين أهاليهم في مناطقهم.

تكاليف باهضه للعيد

"مُنى عبد الحميد" موظفة في مستشفى خاص بصنعاء وهي من مدينة الحديدة قضت أيام العيد مع أطفالها وزوجها في بصنعاء بسبب تردي الحالة المادية التي لا تغطي احتياجات السفر وزيارة الأهل والأقارب في القرية بالإضافة إلى المعارك التي تدور في المدينة منذ قبل العيد بيوم.

وقالت في حديث لـ "يمن شباب نت" أن الأوضاع المادية تردت بشكل كبير لدى غالبية الناس ونحن نعاني أيضاً رغم إننا لا زلنا نعمل بوظائف خاصة بعكس الآلاف من الموظفين في القطاع الحكومي الذين يعيشون بلا رواتب للعام الرابع على التوالي.

ومنذ بدء الحرب يأتي تمر الأعياد على اليمنيين كأيام عادية وكل عيد يأتي أسوا من الذي قبلة نتيجة تدهور الحالة الإنسانية مع مرور الوقت وانقطاع رواتب الموظفين بالتزامن من تدهور سعر الريال اليمني وهو ما أدى إلى ارتفاع حاد للأسعار في الأسواق.

وأشارت مُنى "أن أرتها  تقشفت إلى أدنى مستوى في شراء ملابس العيد وبقية الاحتياجات الأخرى، بالإضافة إلى تقليص إجازة العيد إلى يومين فقط والعودة إلى العمل للحصول على إضافي يساعد على تغطية العجز بعد رمضان والعيد والذي احتاج إلى متطلبات أكثر من المعتاد".

جبايات حوثية

وخلال أيام عيد الفطر انعكست معركة الحديدة على المواطنين في العاصمة صنعاء، حيث استنفرت ميلشيات الحوثي الانقلابية جهودها للتحشيد للقتال في الساحل الغربي، وفرض إتاوات على التجار وجباية تبرعات بشكل علني في الأسواق والمساجد لدعم جبهات القتال في مدينة الحديدة.

وكشف أحد التجار في صنعاء أن الحوثيون فرضوا عليهم سلسلة من الإجراءات منذ بداية شهر رمضان تحت مسميات عدة في فرض مبالغ مالية باهضه جداً على جميع التجار دون مراعاة لنسبة الدخل أو الربح وأصبحت مكلفة أكثر وغير معقولة.

وقال التاجر الذي طلب عدم ذكر اسمه لـ "يمن شباب نت" أن آخر جباية كانت خلال أيام العيد لما أسموه دعم جبهة الساحل الغربي وخلال رمضان فرضوا علينا خمس مرات جباية بالقوة ويهددون بالسجن وأحيانا تحدث مناوشات وإطلاق نار.

وأضاف التاجر "لم يعد هناك أي فائدة من الاستمرار في التجارة والاستثمار في صنعاء حيث أصبحنا مهددين بالاقتطاع من رأس المال لتسليمها للمسلحين الحوثيين الذين يضاعفون فرض المبالغ المالية مع استمرار الحرب في الجبهات".

وخلال شهر رمضان عملت ميلشيات الحوثي على إغلاق مراكز تسوق كبيرة في العاصمة صنعاء بسبب رفضهم الخضوع لابتزاز الحوثيين في مبالغ مالية طائلة منها "سيتي ماكس" و "العزاني" وكلا المركزين خاصة بالملابس وتزدحم بالمتسوقين قبل أيام العيد، وبحسب مصادر إعلامية "فقد تم فرض مليار ريال على مركز العزاني كمجهود حربي للحوثيين.

نازحين من الحديدة

ومع اشتداد المعارك في مدينة الحديدة ضمن العملية العسكرية لتحريرها من ميلشيات الحوثيين وصل العاصمة صنعاء العشرات من الأسر النازحة من ثاني أيام العيد حيث بدأ التدفق من مداخل صنعاء المتصلة بالحديدة.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء "فقد بدت زحمة غير معتادة في منطقة "عصر" في صنعاء بسبب تدفق النازحين من مدينة الحديدة وتتواصل زحمة السير حتى ساعات متأخرة من الليل بسبب كثافة المدنيين القادمين من الحديدة".

وذكرت المصادر لـ "يمن شباب نت" أن عدد من المدارس فتحت للنازحين في منطقة عصر وعملت عدد من المتطوعين على الترتيب لاستقبال النازحين من خلال التنسيق مع عدد من مالكي العقارات وتوفير السكن لهم والغذاء.

وخلال أربع سنوات يعيش اليمنيون أعياد باهته بسبب استمرار الحرب وتفاقم الحالة الإنسانية والتي أدت إلى فقدان الناس مصادر رزقهم بالإضافة إلى انقطاع رواتب الموظفين في مناطق سيطرة الحوثيين.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر