الغارديان: اشتراط التحالف انسحاباً غير مشروطا للحوثيين من الحديدة يعكس ثقته في قدرته العسكرية على هزيمتهم

[ جنود من الجيش اليمني يخوضون معركة لتحرير محافظة الحديدة- غرب اليمن (مواقع التواصل) ]

 أكد مسئول دبلوماسي إماراتي على عدم القبول بأي تفاوض مع المتمردين الحوثيين يعرضون فيه انسحابا مشروطا من ميناء ومدينة الحديدة، معتبرا أن زمن التفاوض قد ولى.
 
وعلى ضوء ذلك، أعتبر محرر الشئون الدبلوماسية في صحيفة الغارديان البريطانية باتريك وينتور، إن آمال الأمم المتحدة- على ما يبدو- قد تلاشت في التفاوض مع المتمردين الحوثيين على وقف أطلاق النار في ميناء الحديدة.
 
  وقال وينتور، في مقاله المنشور بالصحيفة البريطانية الشهيرة، الأثنين: "يبدوا أن آمال الأمم المتحدة في التفاوض على وقف لإطلاق النار مع المتمردين الحوثيين في ميناء الحديدة الحيوي في اليمن قد تلاشت بعد أن أعلن التحالف الذي تقوده السعودية ويدعم الحكومة اليمنية، بأنه سيقبل فقط انسحاب المتمردين الحوثيين غير المشروط من المنطقة".
 
وأعتبر المحرر الدبلوماسي أن اشتراط التحالف انسحابا غير مشروطا للحوثيين من الحديدة "يعكس ثقته في قدرة مخططيه العسكريين على هزيمة الحوثيين في الحديدة.."...
 
يأتي ذلك، في حين تواصل قوات حكومية يمنية- يدعمها التحالف العربي الذي يقود حربا في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية ضد المتمردين الحوثيين منذ مارس 2015- تقدمها في معركة تحرير الحديدة التي بدأتها منذ أسابيع بعد أن سيطرت على عدة مناطق ومديريات في المحافظة، وباتت اليوم على مقربة من تحرير مدينتها الرئيسية.
 
 
 
ولفت المقال، الذي ترجمه "يمن شباب نت"، إلى أنه "ربما أن مصادر إماراتية تخشى أيضاً من أن يؤدي وقف إطلاق النار إلى منح الحوثيين فرصة لإعادة تجميع أنفسهم والحصول على أسلحة إضافية، أو محاولة إعادة تحشيد وبناء الدعم الدبلوماسي الدولي ضد الهجوم على الحديدة ".
 
وأشار إلى أن المبعوث الأممي الخاص لليمن مارتن غريفيث كان متواجداً في اليمن "بحثاً عن اتفاق يتم بموجبه تسليم الميناء الذي يخضع حالياً للسيطرة الحوثيين، إلى الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة التابعة لها". وذكر الكاتب بمخاوف الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة من أن يؤدي استمرار القتال لفترة أطول إلى تعريض إمدادات الإغاثة للخطر.
 
وأضاف: لكن دولة الإمارات العربية المتحدة، والمؤيدون العسكريون الرئيسيون للحكومة المدعومة من الأمم المتحدة، أصرت على أنها لن تقبل شيئا سوى الانسحاب غير المشروط.
 
 لذلك، استبعد الكاتب بشكل كبير أن يوافق الحوثيون على اتفاق من هذا القبيل حيث "أنه سيقود إلى تسليم المدينة دون الحصول على ضمانات بشأن وضع اليمن المستقبلي".
 
وأشار الكاتب إلى تصريحات وزير الدولة الإماراتي لشؤون الخارجية، أنور قرقاش، في مؤتمر صحفي في دبي، يوم الأثنين، والتي أكد فيها بالقول: "لا يمكن أن يكون هناك أي شروط ضمن أية عرض للانسحاب".
 
وأضاف "إذا أراد المتمردون وضع شروط، فكان ينبغي عليهم التفكير في ذلك قبل عام ... والآن لم يعد الزمن زمن التفاوض".
 
وقال قرقاش أيضا: "لقد حان الوقت لعملية سياسية. ويجب أن يكون الحوثيون جزءًا من هذه العملية- لكن لا يمكنك أن تشكل 3? من السكان، وفي الوقت نفسه تزعم عبر قوة السلاح الاستحواذ على 50? من البلاد".
 
ويذهب كاتب المقال إلى أن تصريحات قرقاش، تعكس ثقة مخططيه العسكريين في أنه يمكن هزيمة ما يقدر عددهم بـ 3000 جندي من الحوثيين في المنطقة، دون الإضرار بالبنية التحتية للميناء.
 
وقال قرقاش: "إن منهجنا عبارة عن وحدة متكاملة من الضغط التدريجي والمدروس والمنهجي وقد تم تصميمه لإرغام الحوثيين على الانسحاب غير المشروط. وأن جهودنا السابقة لضمان أن تظل الحديدة كميناء إنساني وتجاري قد ذهبت أدراج الريح. حيث سرعان ما أتضح لنا أن الحوثيين كانوا يشترون الوقت. وكانت مصلحتهم المالية والاستراتيجية تقتضي إطالة أمد الحرب. لن نسمح بأن تستمر هذه الحرب لمدة عامين أو ثلاثة أعوام أخرى".
 
ويستمر القتال حول مطار الحديدة. وبهذا الصدد يشير كاتب المقال إلى أن التفوق الجوي الهائل للتحالف السعودي يبدوا أنه يساعد القوات البرية الحكومية اليمنية على إحراز تقدم.
 
ونقل الكاتب عن مصادر إماراتية أنها أكدت على استيلاء التحالف على الجزء الجنوبي من المطار، لكنه لم يقم بعد بتأمين محيطه بسبب عدم استعداده لاستهداف القوات الحوثية المختبئة في اوساط المدنيين في قرية تقع غرب المطار.
 
وكان أشار أيضا إلى ما قالته منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، ليز غراندي، الاحد الماضي، من إن المحادثات حول نقل الميناء إلى سيطرة الأمم المتحدة، وصلت إلى مرحلة متقدمة.
 
 وذكر أن المبعوث الأممي غريفيث سيطلع مجلس الامن على مستجدات محادثاته في وقت لاحق من يوم الاثنين كما سيحدد نقاط الخلاف المستمرة بين الجانبين.
 
وثم عاد مجددا، ليستشهد بقول قرقاش في مؤتمره الصحفي أمس الإثنين، إن الهجوم السعودي والإماراتي يهدف إلى "مساعدة مبعوث الأمم المتحدة في فرصته الأخيرة لإقناع الحوثيين بالانسحاب دون قيد أو شرط من المدينة وتجنب حدوث أي مواجهة". وأشار إلى أن الطريق أمام الحوثيين ليغادروا الحديدة ويتوجهوا باتجاه العاصمة صنعاء لازال مفتوحاً.
 
 
وقال قرقاش إن بلاده وحلفائها يهدفون إلى "تجنب وقوع إصابات بين المدنيين"، مضيفاً أن العملية "تسير بشكل جيد للغاية".
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر