"موسم الأمطار".. معاناة للمواطنين في صنعاء بسبب تكدس المياه الراكدة (تقرير خاص)

[ مياة أمطار مكدسة في إحدى شوارع العاصمة صنعاء ]

أمر مؤسف أن تخرج في يوم ممطر للاستمتاع بالأجواء والترفيه عن النفس وهناك شعور بالخوف والانزعاج من السيول المتدفقة التي تعيق حركة سير المركبات بسبب انسداد شبكة الصرف الصحي بالإضافة إلى الحفريات المنتشرة، والقمامة والأتربة التي تتحول إلى عائق أمام السير وتلوث الشوارع والأحياء.

تتكرر هذه المعاناة سنوياً في موسم أمطار في أغلب شوارع العاصمة صنعاء، فتتحول الأمطار من مصدر للتفاؤل إلى موسم يحمل الكثير من الأضرار والمتاعب للمواطنين حيث انقطعت خلال الأيام الماضية في عدد من الشوارع الرئيسة نتيجة تجمع السيول في الجسور وأنفاق المشاة والمركبات.
 
وتعد مشكلة "الصرف الصحي" قديمة نتيجة إهمال السلطات المتعاقبة في إنشاء شبكة تصريف جيدة والعمل على تسليك المجاري وصيانتها وتنظيفها، لكنها تفاقمت أكثر خلال السنوات الماضية وتحولت الشوارع الى سلسلة حفريات لا تنتهي.
 
توقف الحياة

"أسماء مُكرد" تعمل موظفة في إحدى المصارف بصنعاء قالت "إنها تمتنع من الدوام أثناء سقوط الأمطار وخاصة إذا هطلت في الوقت التي تذهب فيه لبدء الدوام وذلك بسبب صعوبة المواصلات وانقطاع الطرق مما يُصعب الخروج إلى الشوارع".

وأضافت في حديث لـ"يمن شباب نت" أن زحمة السير للسيارات أثناء الأمطار يضاعف المعاناة والتأخر عن الدوام مما يجعلني أخسر مبالغ كبيرة من راتبي شهرياً كأقساط بسبب التأخر أو الغياب خلال موسم الأمطار بسبب الخوف من المغامرة.

مع أولى زخات المطر تتحول أغلب أحياء وشوارع صنعاء الى بحيرات للمياه الراكدة تتسبب في شلل كلي لحركة المرور وتشكل نقاط سوداء توقف نشاط المواطنين، ففي وقت هطول الأمطار تتأجل كل النشاطات اليومية وتشل الحركة بسبب ركود المياه التي تسد طريقها بانسداد المجاري والبالوعات.

وفي ساعات هطول الأمطار يعاني كثير من المواطنين من توقف حركه النقل وتكتظ المواقف بالركاب، اما المغامرون الذين يضطرون للخروج الى الشوارع عند تهطل الامطار عليهم قبل ذلك التفكير في كيفية عبور المياه الراكدة المتجمعة في عدد من الشوارع، ومع ذلك يبقى الخطر كبير بكثرة حوادث السير ومشاكل أخرى.

استياء السكان

يعيش أغلب سكان صنعاء خاصة القاطنين في الأحياء الشعبية حالة من الاستياء والانزعاج جراء تعطل مصالحهم وغياب تدخل الجهات المعنية في ايجاد حلول للمعاناة خلال موسم الأمطار.

"إبراهيم" سائق تكسي قال "إن سائقي الباصات وسيارة الأجرة أكثر المتضررين من ركود المياه وارتفاع منسوبها في الشوارع والأحياء لأنهم يتضررون بشكل كلي إما بتوقفهم عن العمل أو العمل في موسم الأمطار الذي يسبب لهم أعطال كثيرة".

واضاف في حديث لـ "يمن شباب نت" أنه يتجنب التنقل بسيارته اثناء سقوط المطر بسبب ما يعاني منه في كل مره منها الوقوع بحفر عميقة تعيق سير سيارته أو تعطلها مما يكلفه إصلاحها بأضعاف ما يوفره من العمل اليومي.

ومن جهته قال "عادل" الذي يسكن في حي المصباحي الذي يعتبر من أرقي شوارع صنعاء "أنه كان عائد من عمله وإذا بالأمطار تسقط فجاءه دون سابق إنذار وارتفع منسوب المياه وعطل السير وانتظر لأكثر من ثلاث ساعات بعد ان تبددت محاولاته في تقاطعات الشارع بعد امتلاءه بالمياه".
 
مخاطر كبيرة

ويزيد انسداد المجاري (البالوعات) من مخاطر الامراض المتنقلة عن طريق المياه حسب مختصي الامراض المعدية تزيد عن 30 مرض خطيرا في مقدمتها الكوليرا، التيفوئيد، التهاب الكبد الفيروسي، وهي الأمراض المنتشرة في اليمن، وتزداد أكثر في موسم الأمطار.

وترجع أسباب هذه الكوارث التي تتكرر خلال موسم الامطار والتي ترسم المشهد المزرى الذي بات عنوانا عريضا يلازم العاصمة الى اهمال السلطات المعنية بمهمة تنظيف وتسليك وصيانة للمجاري على الاقل مره كل عام، وخاصة خلال السنوات الماضية من الحرب في ظل غياب الدولة وانهيار مؤسساتها.

ومن جهة اخرى يتسبب المواطنين بالأعطال التي تؤدي إلى انسداد شبكة المجاري والصرف الصحي من خلال الرمي العشوائي للقمامة المنزلية والمخلفات بالقرب من مناطق تصريف مياه الصرف الصحي وهو ما يؤدي إلى انسدادها وخروج الماء برائحته الكريهة والذي يسبب حُفر كبيرة في الشوارع.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر