ميدل ايست آي: "من قاتل إلى بطل".. هكذا تنقسم تعز حول طارق صالح (ترجمة خاصة)

[ طارق صالح في القصر الجمهوري بصنعاء في يناير 2011 (رويترز) ]

قال موقع بريطاني "ان البعض يعتقد في تعز بأن طارق صالح مسؤول عن قتل المدنيين والمتظاهرين فيما يثق البعض بأنه سينتقم من قاتلي عمه الرئيس السابق صالح".
 
وبحسب تقرير (موقع ميدل ايست آي) الذي ترجمه "يمن شباب نت" عرض مجموعة من وجهات النظر حول ظهور طارق بقوات مجهزة بعتاد كبير في المخا (غرب تعز) بدعم من قبل التحالف العربي وتحديدا الإمارات.
 
في شهر يناير الماضي، عاود الظهور بعدما تحدثت تقارير اعلامية عن أنه قُتل مع عمه علي صالح، الذي حكم اليمن طويلاً في السابق والذي عُرف بالتعامل بازدواجية في المعايير، ويعمل حالياً، وبمساعدة الاماراتيين يستعد (طارق) لمواصلة القتال ضد الحوثيين وهم من كانوا حلفاءه ذات يوم.
 
غير أن الالاف في مدينة تعز تظاهروا في مطلع الاسبوع الحالي رفضاً للدور الجديد لطارق محمد عبد الله صالح إضافة إلى ذلك يعتبره الكثير في مدينة تعز الجنوبية الغربية اليمنية "قاتلاً" ويتحمل مسؤولية مقتل المدنيين في تعز.
 
على الصلوي وهو نجار شارك في مظاهرات يوم السبت الماضي قال بأن طارق صالح الشاب قام بقتل السكان "مرتين".
 
واضاف الصلوي متحدثاً لموقع ميدل ايست اي البريطاني " في عام 2011 اعطى طارق توجيهات لقواته بقتل المدنيين في تعز كما انه قتلهم مرة اخرى جنباً الى جنب مع الحوثيين خلال هذه الحرب، لذا فمن الصعب العفو عنه "
 
وقد قاد طارق الحرس الجمهوري، قوات النخبة في الجيش اليمني حتى اُجبر على عبد الله صالح على التنحي عن الحكم في عام 2012.
 
وعندما اندلعت الحرب في اليمن عام 2015 قاتل جنباً الى جنب مع جماعة الحوثيين المدعومين من إيران، ضد القوات الموالية لعبد ربه منصور هادي وهو من خلف عمه الرئيس السابق صالح، في سدة الحكم.
 
وفي مطلع ديسمبر عام 2017 عندما غير صالح جانبه وأعلن معارضته للحوثيين، كان طارق هو من قاد القتال ضد الحوثيين داخل وحول العاصمة صنعاء.
 
وعقب مقتل عمه صالح على يد الحوثيين في 4 ديسمبر، تحدثت تقارير بأن طارق قد قُتل، لكنه نجا ليظهر بعد ذلك بأسابيع في محافظة شبوة التي أطلق منها رسالة عبر مقطع فيديو في الحادي عشر من يناير داعياً لإنهاء الحرب.
 
في الجنوب لجأ طارق صالح للإمارات العربية المتحدة التي تسيطر على معظم المحافظات الجنوبية ومنطقة المخا في محافظة تعز - وترى الامارات فيه حليفاً لمواجهة الحوثيين في الشمال.

وقد افتتح الاماراتيون معسكراً ضخماً لطارق صالح في المخا، كما انهم يساعدونه في اعادة بناء الحرس الجمهوري بالسلاح والمال حيث انه ونتيجة لذلك أصبح طارق يمتلك حالياً تحت سيطرته الاف الجنود من الجنوب والشمال.
 
لكن ذلك التحالف تسبب بالقلق وحالياً بمظاهرات، وسط ادانة القوات الداعمة للحكومة واعضاء في الحراك الجنوبي الذي يطالب بدولة مستقلة للجنوب، لطارق صالح باعتباره قاتلاً تحالف مع اعدائهم الحوثيين طيلة سنين قبل تغيير موقفه.
 
سكان تعز وخصوصاً اعضاء حزب الاصلاح، الفرع اليمني للإخوان المسلمين الذي يحظى بتأييد من غالبية سكان المدينة، متخوفين بشكل خاص وذلك لأن الاماراتيين يعتبرون عدوهم الرئيسي.
 
ويوم السبت الماضي رفع متظاهرون في تعز شعارات تقول "لن يحكمنا قاتل اطفالنا" و "طارق عفاش (لقبه) هو مشارك رئيس في قتل وتدمير تعز حتى الان".
 
"يقتلوننا مجدداً"
 
الصلوي الذي يعمل نجاراً اغلق ورشته يوم السبت لكي ينضم الى المظاهرة في الشارع حيث قال انه لمن المهم تكريم الاصدقاء والاقرباء الذين قتلوا في تعز خلال انتفاضة عام 2011 والاستمرار بالمطالبة بمحاكمة كافة المعنيين بما فيهم طارق صالح.
 
واضاف "الامارات تهين تعز بدعمها طارق بالمال والسلاح فيما تترك مقاومة تعز يعانون كي يجدوا الطعام للمقاتلين، اعتقد ان الامارات لا تريد تحرير تعز، لكنها ترغب بخلق مزيد من الفوضى في المدينة".
 
أما خلال المظاهرات فقد هتف المتظاهرون بشعارات مناوئة للإمارات وللتحالف الذي تقوده السعودية، تتهم قوات التحالف بخذلان تعز، وترفض اية وجود للإمارات في المدينة سواء من خلال دعم طارق صالح او عبر جعل قواتها تتولى مسؤولية الامن في مدخل المدينة.
 
واتهم عبد الرحمن غانم البالغ من العمر 42 عاماً، الامارات بتنفيذ استراتيجية مربكة في تعز والتي يعتقد بأنها لن تصب في صالح المدينة بأي حال من الاحوال.

وتحدث لموقع ميدل ايست اي قائلاً " اود أن أرسل رسالتي للقيادة الاماراتية واسألهم، هل سمعتم بقتل المدنيين في عام 2011 وخلال هذه الحرب من قبل صالح ونظامه؟ "إذا كان الجواب بنعم فحينها يجب عليكم مساعدتنا في اخضاع جميع اعضاء النظام السابق للمحاكمة العادلة، وان اجبتم بلا فإنكم اذن تشاركون في قتلنا مجدداً بدعمكم طارق صالح".
 
وذكر غانم بأن طارق صالح لم يكن قادراً على حماية عمه صالح من الحوثيين في صنعاء التي له فيها الاف الموالين، لذلك لن يستطيع عمل اي شيء في تعز التي يعتبره الناس فيها قاتلاً.
 
وأضاف "وبصورة أكثر عمومية لم يساعد الحضور الاماراتي في تعز والذي بدأ عندما حررت قوات موالية للحكومة مدعومة من التحالف منطقة المخا من الحوثيين في يناير 2017، مدينة تعز على الاطلاق. انا لا اقبل اي شيء حسن من الامارات وآمل ان يتوقفوا عن دعمهم للنظام السابق ضد القوات الموالية للحكومة في تعز".


"اصطياد في المياه العكرة"
 
عقب مظاهرات يوم السبت التي شهدتها تعز، أثني محافظ تعز امين محمود فب بيان له على العلاقات بين تعز والتحالف. وقال بأن المحافظة تواجه نفس مصير التحالف الذي امتدحه لدعمه تعز بالمال والرجال ولا ينبغي السماح لاحد بتوجيه الشتائم للتحالف.
 
وقال المحافظ "من المعيب الصمت ازاء المرتزقة الذين يحاولون الصيد في المياه العكرة وأنها لجريمةُ السماح لأي أحد بشق تحالفنا او اهانته وجيرانه" كما اتهم منظمي المظاهرة بانهم "طابور خامس" يسعون لخلق الفوضى خدمة للحوثيين.
 
ويعتقد الكثيرون بأن حزب الاصلاح - الذي شجع خطباؤه وقياداته مؤيديهم على التظاهر خلال صلوات الجمعة - كان هو القوة الرئيسية التي تقف وراء المظاهرات، الامر الذي نفاه قيادي في الحزب لموقع ميدل ايست اي البريطاني.
 
غير ان تشجيع قادة الاصلاح قد أزعج بعض المحللين السياسيين بما فيهم فتحي بن لزرق مدير تحرير جريدة عدن الغد العدنية، الذي كتب على حسابه في فيس بوك " دعوات حزب الاصلاح للتظاهر ضد طارق صالح تظهر افلاس الحزب".

وأضاف "بدلا من التظاهر ينبغي على قادة الحزب أن يطلبوا من اعضائهم التوجه الى جبهات القتال وتحرير تعز من الحوثيين-لكنهم لن يقوموا بذلك لأنهم لا يريدون أن يخسروا مناصريهم. انهم يريدون من الناس التضحية بأنفسهم والاصلاح سوف يحكمهم بدون تضحية".
 
الاصلاحيون في جبهات القتال
 
لكن عضوا في حزب الاصلاح، وهو قيادي ايضاً في القوات الموالية للحكومة بتعز، رفض ما قاله بن لزرق موضحاً بأن اعضاء الحزب وقياداته يقاتلون في جبهات تعز وغيرها. كما قال بأن المشكلة ليست في اين يقاتل الإصلاحيون ولكن المشكلة تكمن في تولي شخص ينظر اليه كقاتل، القيادة.
 
وتحدث العضو في الاصلاح والذي اشترط عدم الكشف عن هويته لأنه ليس مخولاً بالتحدث لوسائل الاعلام قائلاً "لا نريد ان يقودنا شخص كطارق صالح، لقد قاتل اعضاء ُالاصلاح ضد قوات طارق خلال الثلاث السنين الماضية واخرجوها من مناطق عديدة بتعز، لذلك فمن العيب ان نسمع أحد يقول باننا لا نقاتل".
 
وذكر بأن الاصلاح يعمل عن قرب مع الحكومة والمحافظ وليست هنالك خلافات بينهم لكن تواجد طارق صالح يتجاوز الخط الاحمر بالنسبة لسكان تعز.
 
واضاف "اعضاء الاصلاح لم يتظاهروا باعتبارهم اعضاء في الحزب وانما كسكان لتعز ولقد كان المتظاهرون من كافة الاطراف والاحزاب السياسية ولم تكن تلك تظاهرة لحزب الإصلاح".

واضاف القيادي في الاصلاح "بأن تواجد طارق في تعز لن يحرر اليمن ولم يخلق سوى الخلافات في صفوف القوات الموالية للحكومة لذا فمن الافضل للتحالف الذي تقوده السعودية احتواء وكبح دور طارق في الحرب".
 
الاف المناصرين
 
في الوقت نفسه يحتفظ أنصار طارق في تعز بتأييدهم خلف ستار الخوف من ان ينظر إليهم كخونة، حيث يتوجب على كل من يرغب بالالتحاق بطارق للقتال معه، ان يذهب الى المخا التي تبعد عن تعز ساعتين من جهة الجنوب الغربي حيث تقاتل قوات طارق في صف قوات التحالف العربي.
 
الياس، أحد مناصري طارق أكد بأن الاف المقاتلين قد انضموا لوحدته العسكرية لأنهم يثقون في انه يريد الانتقام من قتلة عمه صالح.
 
واضاف "بإمكان طارق مغادرة البلاد الى اي دولة في العالم لكنه فضل البقاء في اليمن للانتقام من الحوثيين وهو ما يخدم القوات الموالية للحكومة ولا يشكل خطراً عليهم".
 
كما قال بأن مسؤولية طارق صالح وتركيزه تتمثل في قتال الحوثيين في الساحل الغربي وإذا ما تراجع حتى لمسافة متر ٍ واحد من المناطق المحررة، فإنه بإمكان اليمنيين (آنذاك) ان يتظاهروا ضده.

واضاف "تواجد طارق في الساحل الغربي لا يشكل خطراً على المقاومة طالما انه يعمل تحت قيادة الحكومة اليمنية والتحالف، واي احتجاجات ضد طارق ستعني رفضاً لقرارات الحكومة طالما ان وحدات طارق العسكرية تعتبر جزءاً من الجيش اليمني".


*لقراءه المادة من موقع "ميدل إست آي" إضغط هنا

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر