المرأة اليمنية.. نجاحات في مهن يدوية وتحدي في مواجهة الحرب (تقرير خاص)

قاومت المرأة اليمنية ظروف الحرب وتحملت أعباء مضاعفة في مواجهة متطلبات الحياة اليومية لأسرتها، واستطاعت إثبات مقدرتها وصنعت من وسط المأساة إبداع ونشاط فاعل في المجتمع من خلال مشاريع استثمارية لاقت رواجاً واسعاً ونجاحاً من خلال إقبال الناس وتعاملهم المستمر.

للعام الثالث تعيش البلاد حالة حرب وخلفت ازمة إنسانية فاقمت من ظروف المعيشة لدى غالبية اليمنيين، وخلالها تحملت المرأة اليمنية مسؤولية أكبر في المحافظة على أسرتها ورعاية أطفالها إلى جانب مواجهة سلسلة الأزمات والأوبئة التي تعصف بالبلاد، وخاصة انقطاع الرواتب لأكثر من عام.

من كل هذه الأزمات والأوضاع الإنسانية المتفاقمة حققت المرأة اليمنية إنجازات على المستوى الشخصي في احتراف عدد من المهن والتي ساعدت الكثير من النساء على مواجهة كل التحديات الأكثر قساوة، ففي الوقت التي واجهت النزوح وحالة الرعب جراء القصف والمواجهات لكن كل تلك المعوقات تجاوزتها وحققت نجاحات.
 
نجاح من عمق الحرب

كثير من النساء اليمنيات نزحن من مدن دارت فيها حرب عنيفة في معظم شوارعها وأبرزها مدينتي عدن وتعز، والتي نزح منها مئات الأسر منذ اندلاع الحرب في مطلع العام 2015، وجدت كثير من النساء واقعاً جديداً بحاجة إلى التزامات أكثر من أجل التكيف من الوضع الإجباري وصناعة حياة جديدة.

"نورا عبد القادر" نجحت في احتراف الكوافير في وقت قياسي بالتزامن مع بدء الحرب والتي كانت الدافع الأهم لها للانطلاق والشهرة الواسعة التي حققتها في أوساط النساء في العاصمة صنعاء، حيث تزدحم مواعيد الحجوزات لديها سريعاً وخاصة في أيام المواسم التي تتزايد فيها الأعراس.

قالت نورا في حديث لـ"يمن شباب نت" بدأت في الأشهر الأولى من الحرب في العام 2015 وكنت محبطة جدا بسبب الاوضاع والحصار اللي كان بعدن، وكنت أحاول تضييع الوقت واعمل ميك اب بنفسي، رغم تخصصها في هندسة الاتصالات.

وأضافت "كنت أي عمل أنجزه أنشر صورا في الفيسبوك بجروبات تضم نساء فقط ومن خلال الصور تعرفت على مصورة بروفيشنال واتفقنا على جلسة تصوير ونجحت بشكل كبير ومن خلالها كسبت عشرات الزبائن من النساء".

لم تكن الأمور سهلة بالنسبة للكوافير في ظل حالة الحرب حيث يعد جزء من الترفيه لكنها حققت نجاحاً ملموسا وفي هذا السياق قالت "أكبر المعوقات اللي واجهتها هي الحرب" لكنها عادت إلى العاصمة صنعاء بعد أن كانت تقيم في عدن وحصلت على دعم كبير من زوجها وأهلها وهو ما ساند نجاحها أكثر، بحسب ما ذكرت.

تطمح "نورا" بالسفر إلى بلدان أخرى مستقبلا لصقل مهنتها أكثر واكتساب أفكار جديدة عن عملها من محترفين عالميين مشهورين ثم تعود إلى اليمن لتوسيع عملها بشكل كبير ليشمل كل أنواع التجميل، ولا يقتصر على المكياج فقط كما تعمل الآن.
 
صناعات يدوية لاقت نجاح

"ألفت نسر" تعتبر ان العمل في صناعة الكيك (الجاتو) يعد حلمها منذ أن كانت طفلة ولم تحن الظروف لها في العمل الا خلال العاميين الماضيين حيث وجدتها فرصة للبدء بإظهار أعمالها لجمهور المستهلكين في العاصمة صنعاء حيث بدأت من خلال انشاء صفحة على فيسبوك والترويج لأعمالها.

وقالت ألفت لـ "يمن شباب نت" منذ أن بدأت بالترويج تفاجئت بكمية التشجيع الكبيرة اللي لقيتها من المتابعات وخلال ثلاثة أيام تلقيت حجوزات طلبيات كيك لشهر كامل لدرجة كنت منذهلة من أن الكثير من الناس أحبو عملي".

وعن المعوقات التي واجهتها ذكرت أن أبرزها هو "وايجاد الادوات اللي احتاجها خاصة مع ظروف الحرب والحصار وخاصة الادوات اللي احتاجها لطلبيات الاعراس" مضيفة "فقررت انه اعملهم انا بنفسي وبمعاونة زوجي لأنه من الصعب الحصول عليها ومدة توصيليها تحتاج إلى شهور".

وتحمل "ألفت" شهادة بكالوريوس في علوم البيولوجي وتعمل كموجهة في التربية، لكن الحرب أعادتها إلى هوايتها في عمل الكيك، وتطمح إلى أن تملك محل كبير ومن ثم مجموعة عالمية، وقالت "هناك اقبال كثير من النساء لشراء الكيك التي تصنعها في المنزل".

وتقول الفت "ان مواقع التواصل الاجتماعي كان لها الدور الاكبر بانتشار الاسم المفترض لمنتجاتها secret cake)) والافكار المتنوعة اللي اطبقها في كيكاتي وجودة الطعم الذي نهتم فيها بقدر اهتمامنا بالشكل".
 
مخاطر تواجه المرأة

وتسببت الحرب في اليمن بمقتل وإصابة "1665" امرأة في منتصف العام الجاري فقط، فيما تشير التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة أن 30% من ضحايا الحرب في اليمن البالغ عددهم نحو 47 ألف قتيل وجريح هم من الأطفال والنساء.

تواجه المرأة اليمنية منذ بدء الحرب العديد من المخاطر المهددة للحياة وخاصة مع التدهور الكبير الذي أصاب القطاع الصحي وانتشار الأوبئة وتزايد معدلات سوء التغذية والفقر والبطالة في مختلف محافظات البلاد.

وجاء في تقرير نشره صندوق الأمم المتحدة للسكان أن أكثر من 3 ملايين شخص نزحوا جراء النزاع في اليمن، تشكل النساء والفتيات أكثر من 50 % منهم، وبشأن مستويات انعدام الأمن الغذائي، أوضح التقرير أن التقديرات تشير إلى وجود نحو "1.1 " مليون امرأة حامل مصابة بسوء التغذية.


- فيديو :


مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر