"العم علي".. بائع الشاي الذي ارتبط بزوار صنعاء القديمة وغادر الحياة منهكاً

[ صورة مدمجة لمدينة صنعاء القديمة ليلاً وصورة "العم على" بائع الشاي ]

"على العمراني" رجل ستيني توفي في 23فبراير/ شباط الجاري، وارتبط اسمة بمدينة صنعاء القديمة كبائع للشاهي في محل صغير على شرفة "سائلة صنعاء القديمة" والتي تعد مكان للتنزه والتجول لسكان صنعاء والزائرين لها حيث يتميز الموقع بإطلالة على المنازل التاريخية.

يطلق عليه الزبائن عليه "العم علي" حيث يزدحم في محلة الصغير العشرات من الأشخاص للحصول على الشاهي بالحليب والمعمول بطريقة قديمة منذ سنوات كثيرة، حيث تعاقب الزمن على المقهى الصغير دون أن يتم تعديليه بطريقة حديثة، حيث ظل محافظاً على هوية المكان التاريخي.

ظل يعمل الرجل رغم تقادم عمرة حيث اكتمل بياض لحيته واحدودب ظهرة، وقد كان يصنع الشاي وترتجف يداه حتى يتطاير الكثير من الشاهي إلى الأرض، لكن هذا لم يمنع من تدفق الزبائن بالعشرات إلى باب مقهاه الصغير والذي يقول عنه الكثيرون أنه يتميز بمذاق مختلف عن البائعين بمحيط "صنعاء القديمة".
 
شاهي بالحليب

تعد "سائلة صنعاء القديمة" متنفس للكثير من ساكني العاصمة صنعاء حيث يخرج الناس في أوقات مختلفة وخاصة في فصل الصيف بعد سقوط الأمطار، وتتجمع المياه في منظر جمالي بديع يجعل الأسر تتوافد إلى محيطها لرؤية المياه الجارية واستنشاق الهواء النقي.

يتطلب الزيارة شرب شاهي بالحليب والقعود على الكراسي الموجودة على شرفتها أو جسر المشاة وتتواجد كثير من المقاهي لبيع الشاهي لكن الكثير من الزبائن يزدحمون على باب مقهى "العم علي" والذي يعد الأشهر والأقدم في اعداد الشاهي بطريقة مختلفة.

تحول شرب الشاهي بالحليب إلى عادة يومية يمارس طقوسها الكثير من الزائرين إلى مدينة "صنعاء القديمة" بأحيائها التاريخية وجمال العمارة فيها، والألوان الزاهية لعقود نوافذها المميزة، والتي تميز بصناعتها اليمنيين منذ الزمن القديم، وأصبحت تعبر عن هوية المدينة العتيقة.
 
هوية يمنية

فور سماع نبأ وفاته تداول الكثير من الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي ذكرياتهم مع تناول "الشاهي بالحليب" من مقهى العم على والذي توفى الجمعة 23 فبراير/ شباط الجاري، حيث انتشر خبر وفاته عصراً، عندما وجد محله مغلق على غير عادته حيث كان يعمل بدون انقطاع منذ عشرات السنين.


وقالت الإعلامية امل علي في منشور بصفحتها على فيسبوك "العم علي لم يكن مجرد رجل يصنع ألذ شاي حليب بالعالم، بل كان يصنع هوية يمنية جامعة، صنع لنا ذكريات وأشواق وحب غامر، ويعيد ترتيب أمزجتنا وأهوائنا".

وأضافت "كان العم علي إحدى أرواح صنعاء الكثيرة، الذهاب إليه وشرب الشاهي من عنده عبارة عن رحلة علاجية للنفس والفؤاد، نقصده بالفرح والحزن والشوق والضجر، ولا يمكن أن تعود إلا مغتسل الروح".
وعبرت الإعلامية أمل على المقيمة في إسطنبول التركية عن حزنها على رحيله، قائلة "برحيله تتضاءل أسباب عودتي واشتياقي لصنعاء" مضيفه "لروحك السلام عم علي، ولا عزاء لنا".
 
حياة صعبة

كان "العم علي" يواجه حياة صعبة حيث ظل يعمل طوال عمرة يعمل من أجل توفير لقمة عيشة وحيداً، ينام في جانب من المقهى ثم يصحو مبكرا ليفتتح يوم جديد من العمل، وتظهر على تجعدات وجهة زمن طويل من المعاناة حيث أخذ الزمن من روحة حتى انطفأت روحة وهو ينام في محلة.

وقال عبدالله القيسي "رحم الله العم علي فقد عاش حياة صعبة جدا وظل يعمل حتى آخر لحظة في حياته" وأضاف في منشور بصفحته على فيسبوك "كلما تاقت الروح لصنعاء القديمة كانت قدماي تأخذني لتلك القهوة لأتأمل سماء صنعاء وتاريخها فأعود بروح أخرى غير تلك التي خرجت بها".

كانت تلك خلاصة رجل ارتبط بوجدان الكثير من الناس الذين زاروا سائلة صنعاء القديمة، حيث بساطة المقهى الصغير الذي يبيع فيه "شاهي حليب" وهو وسيلة التواصل التي اكتسب فيها كثير من الناس والزبائن، وظل مكافحاً وصديقاً للجميع محافظاً على هوية المكان بكل تفاصيل المقهى الصغير.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر