أطفال اليمن يساقون إلى جبهات الموت " قسّريًا"(تقرير خاص)

[ أطفال جندهم الحوثي ووقعوا في أسر الجيش الوطني بمأرب(صورة خاصة بيمن شباب نت) ]

 
كشفت المعارك الأخيرة بين القوات الحكومية ومليشيات الحوثي الانقلابية في جبهات شبوة (شرق) والبيضاء (وسط) والجوف (شمال) وصعدة (أقصى شمال اليمن) عن تزايد وصف بالمخيف لأعداد الأطفال الذين تستدرجهم المليشيات إلى جبهات القتال.
 
ومطلع العام الجاري، دعت مليشيا الحوثي السكان في مناطق سيطرتها إلى "النفير العام" والخروج إلى الجبهات لقتال ما أسمته بـ"العدوان" في إشارة لقوات الشرعية والتحالف العربي الداعم لها، كما طلبت من عقال الحارات الدفع بأعداد محددة من المقاتلين.
 
وأمام هذه الحملات والأنشطة التعبوية التي اتّخذت جماعة الحوثي من المساجد، والمدارس، والجامعات، والشوارع، ميداناً خصباً لتنفيذها، كان الأطفال دون سن الـ15 هم الهدف السهل، حيث تمكنت المليشيات من استدراج المئات منهم إلى جبهات القتال تحت الإكراه والإغراء بالمال والسلاح.


 
وفي هذا السياق، أوضح عبدالوهاب بحيبح الناطق باسم اللواء 26 مشاة أنه "أثناء تحرير بيحان وعسيلان وقع عدد كبير من عناصر المليشيا في قبضة الجيش الوطني حيث تجاوز عددهم 400 أسير، وأن عدد كبير من هؤلاء الأسرى من فئة الأطفال دون سن الـ15".
 
وقال بحيبح في تصريح خاص لـ"يمن شباب نت" إن "مليشيات الحوثي قادت هؤلاء الأطفال إلى الهلاك، باستدراجهم إلى جبهات القتال دون علم أهاليهم، واغرائهم بالمال والسلاح واخضاعهم لدورات تعبوية قبل أن  تقحمهم في المعارك بشكل مباشر".
 
وأضاف: "الأطفال الذين تم أسرهم في جبهات القتال، أكدوا له أن الحوثيين أُخذوهم من المدراس والشوارع، بطريقة الإغراء ومن ثم أخضعوهم لدورات تثقيفية (جهادية) ليجدوا أنفسهم- أخيراً- في جبهات الحرب".
 
وأشار بحيبح إلى أنه "من حاول من هؤلاء الأطفال الهروب من الجبهة والعودة إلى قريته ومنزله اتهموه (الحوثيون) بالردة ويقومون بتعذيبه حتى الموت والبعض منهم يقتل مباشرة بحجة أنه خائن مرتد تولى في يوم الزحف".


 
الجيش منقذ
 
وعن وضع الأطفال الأسرى لدى الجيش الوطني، أوضح بحيبح، أنهم "بيد دولتهم وجيشهم فالجيش أتى لإنقاذهم وليس لقتلهم". موضحاً بأن "توجيهات قيادة الشرعية وقيادة اللواء 26 مشاة صريحة وواضحة وملزمة، فهي تقضي بحسن التعامل مع الأسرى والإهتمام بمأكلهم وملبسهم ومشربهم، بالإضافة توجيههم التوجيه الصحيح والسليم، وهذا ما تم ويتم تنفيذه".
 
وناشد ناطق اللواء 26 مشاة "المنظمات الدولية والحقوقية والأمم المتحدة أن تنظر بعين الحقيقية إلى ما تقوم به المليشيا الحوثية من عسكرة القاصرين واختطاف المواطنين وتعذيبهم حتى الموت، كما طالب الأهالي بأن يحافظوا على أبناءهم، وألا يجعلوا من أطفالهم وقودا لنزوات الحوثي".
 
دليل ضعف
 
وعن سبب لجوء الحوثيين إلى تجنيد الأطفال، قال عبدالوهاب بحيبح إن "توجه المليشيا الحوثية نحو تجنيد الأطفال واختطافهم من مدارسهم ومنازلهم وإجبارهم على القتال دليل على ضعفها وقرب سقوطها ونهايتها".
 
وأوضح أن جماعة الحوثي "خسرت عددًا كبيرًا من مقاتليها العقائديين وتحاول أن تملئ الفراغ بتجنيد الأطفال، كما أنها أصبحت تفتقر للتأييد الشعبي بعد أن فضحتها جرائمها وجشعها، مشيراً إلى أنها أصبحت تعيش حالة من اليأس والتخبط مع كل تقدم للجيش الوطني.!".
 
وأكد بحيبح في حديثه لـ"يمن شباب نت" أن "الجيش الوطني ماض في تحرير الوطن يدا بيدا بمساعدة التحالف العربي الشقيق حتى نستأصل هذه الشرذمة العميلة ونخلص اليمن وأطفال اليمن من هذه الآفة التي حلت على اليمن أرضا وإنسانًا".
 
انتهاك خطير
 
من جهته، مصطفى الشامي، أمين عام الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، قال إن "ما تقوم به الميليشيات من ممارسات جبرية وقسرية لتجنيد الأطفال جريمة خطيرة تكشف رعونة هذه الجماعة وعدم تورعها عن المخالفات الصريحة لكل القوانين والاتفاقيات الدولية التي تنص على تجريم تجنيد الأطفال أو إشراكهم في معارك قتالية"
 
وأشار الشامي في تصريح خاص لـ"يمن شباب نت" إلى أن "استمرار هذه الإنتهاكات والجرائم الإنسانية بحق أطفال اليمن يهدد مستقبل كل اليمنيين ويفتح الباب على مصراعيه لدورات العنف التي تصر ميليشيات الحوثي على تغذيتها عبر هكذا أعمال".
 
استغلال الظروف
 
وأوضح أن الانتهاكات بحق الطفولة في اليمن تجاوزت كل الخطوط وذهبت إلى أبعد مدى في مقياس القوانين والتشريعات المحلية والدولية، فالإحصائيات الميدانية تكشف عن أرقام كبيرة من المجندين الأطفال معظمهم ينتمون للمناطق الشمالية وبالأخص محافظة حجة التي تكشف الأرقام عن المئات من أبنائها يقاتلون في صفوف المليشيات.
 
ولفت إلى أن جماعة الحوثي تستغل ظروف أبناء هذه المحافظات وما يعانونه من قسوة في المعيشة ويجد فرصته التي يدخل منها إلى فلذات أكباد الأهالي فيضطرون وتحت آلة القمع والترهيب الى تسليم ابنائهم للموت".


 
دور حقوقي غائب
 
وعن دور الأمم المتحدة ومنظماتها الحقوقية إزاء هذه الانتهاكات، قال الشامي إنه "أمام وحشية مفتوحة كهذه لا نكاد نجد أي من المنظمات الأممية والدولية تطالب بوقف هذا العبث بأهم شريحة داخل المجتمع اليمني أو تضغط على الحوثيين لإيقاف تجنيد الأطفال".
 
وأضاف في حديثه لـ"يمن شباب نت" "يؤسفنا كثيرًا ونحن نرى تلك المنظمات لا تعمل شيئا في قضية مهمة كهذه وهي- أي تلك المنظمات- لم تهدأ يوما في مناشداتها بحقوق الإنسان في اليمن وما يتعرض له أطفال اليمن ليظل هذا كله مجرد كلام وحبر على ورق ولا يرقى لكونه فعلا واقعا يلامس حاجة الناس في أن يروا ابناءهم بعيدا عن ساحات القتال".
 
إنقاذ أطفال اليمن
 
وطالب الشامي، المنظمات التي تدعم صناعة القرار داخل دوائر الأمم المتحدة ولها تأثيرا كبير واعتبار واسع لدى مجلس الأمن والجهات التي لها حق المساءلة وتنفيذ العقاب أن تلتفت لهذه القضية التي تؤرق حاضر ومستقبل المجتمع اليمني وأن تعمل شيئا من أجل إنقاذ أطفال اليمن".
 
وشدد على أن تكون مواقف المنظمات المذكورة جديّة وبعيدة عن الدعوات الإنسانية المكررة التي لا طائل لها والتحول حقيقة إلى الدور المنوط بتلك الجهات إن كانت فعلًا ترى حقا لأطفال اليمن، أما أن تظل مثل هذه القضية (تجنيد الأطفال) وغيرها مجرد قضايا للابتزاز السياسي أو لتنفيذ أغراض تخدم أجندات دولية فالمشكلة ستتسع".
 
وإذا ما ظلت منظمات الأمم المتحدة بنفس المنوال إزاء الجرائم الإنسانية بحق أطفال اليمن، فبحسب الشامي، "ستكون أعلى مؤسسات الهرم الأممي قد شاركت فعلا في توسيع هذه الانتهاكات الخطيرة وخذلت أطفال اليمن الذين سيكبرون يوما ويعلمون أن منظمات أممية كانت تدعي حق الإنسانية لم تكن بجانبهم حين كانوا بأمس الحاجة لها".

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر