ما هي الخيارات المتاحة أمام الشرعية بعد محاولة الانقلاب التي شهدتها عدن؟! (تقرير خاص)

[ صورة للاشتباكات التي شهدتها مدينة عدن مؤخرا ]

مثّلت الأحداث الأخيرة المتمثلة بمحاولة الانقلاب على الشرعية، والتي شهدتها العاصمة المؤقتة عدن، مطلع الاسبوع الجاري، صدمة لم يكن يتوقعها كثير من اليمنيين، وتحديدا أولئك الذين أعلنوا ترحيبهم بالتحالف العربي بقيادة السعودية، وعملوا مع بعض كحلفاء منذ انطلاق عاصفة الحزم في أواخر مارس 2015م، وحتى اليوم.
 
فبحسب مراقبين، فإن الثلاثاء 30 يناير/ كانون الثاني 2018، سيضُاف إلى لائحة التواريخ المأساوية في التاريخ الحديث لليمن، ذلك أن 30 يناير ربما يكون الموعد غير الرسمي لتقسيم هذا البلد بالقوة الإماراتية المباشرة، وبالتواطؤ السعودي، النابع ربما عن العجز حيال مواجهة أجندات أبو ظبي أو الصمت عنه رغبة بعدم تعريض التحالف بين البلدين لأزمة جوهرية.
 
وأثارت محاولة الانقلاب التي شهدتها عدن، على الحكومة الشرعية، حفيظة الكثير من المراقبين والمهتمين بشأن الوضع في اليمن، خصوصا وقد ذهب الحلفاء الى محاولة  تنفيذ عملية انقلاب جديدة على الشرعية، ولم ينتهوا بعد من استكمال التخلص من الانقلاب الأول لجماعة الحوثي، الذي تم تنفيذه في صنعاء، والذي شرعن للحلفاء تدخلهم العسكري في اليمن، بحجة اعادة الشرعية، وانهاء الانقلاب الحوثي على الدولة.
 
حيث دعا كثير من المراقبين الى ضرورة قيام الشرعية بالبحث عن خيارات أخرى، وتقييم الشراكة بين الشرعية والتحالف، أو البحث عن حلفاء أخرين لمحاولة كبح جماح أي مخططات تستهدف الشرعية، لما من شانها أن تؤسس لمراحل من العنف ومزيدا من الاقتتال والحروب الأهلية، وتشكيل مليشيات خارجة عن مؤسسات الجيش الرسمية.
 
حلفاء جدد!
 
وفي هذا الصدد، يرى القيادي في الحزب الناصري بإب، وعضو مؤتمر الحوار الوطني، عادل عمر، أن "الخيارات المتاحة - أمام الشرعية - كثيرة منها اعادة النظر في مفهوم الشراكة بين الشرعية والتحالف". اضافة الى "تحديد نوع المساعدة، وحدودها، والادوار المطلوبة من التحالف".
 
وأشار عادل عمر في حديثة لـ"يمن شباب نت"، الى أن من الخيارات الممكنة أمام الشرعية،  "إعادة النظر في مجريات سير المعارك على الارض وفقا لما يتحقق به هدف الشرعية ومصلحتها".  مؤكدا أن الخيار الأهم أمام الشرعية بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها عدن، هو "اعفاء التحالف من التدخل، أو مطالبة مجلس الامن بالعمل على الزام التحالف بتحمل المسؤلية وفق ما التزم به للمجتمع الدولي من مساندة للشرعية، وتنفيذ قرارات مجلس الامن".
 
وأوضح عادل، أن أمام الشرعية خيارات أخرى، تتمثل بـ"فتح نوافذ جديده مع حلفاء جدد، لديهم القدرة على كبح جماح أي مخطط يستهدف الشرعية، ويؤسس لمرحلة بعيدة عما يطمح اليه اليمنيين".
 
وأكد القيادي الناصري عادل عمر، "أن ما حدث في عدن قد القى بظلاله على باقي المناطق". مشيرا الى أن الانقلاب الذي تم بتواطؤ من التحالف العربي، "أوجد حالة من الغضب لدى اليمنيين، الذين استشعروا خطورة ما يتم التهيئه له من قبل بعض دول في التحالف".
 
وبيّن أن ما يتم التخطيط له من قبل التحالف في محاولة فرض واقع جديد، "سينعكس ذلك بكل تأكيد على مدى استعداد اليمنيين للاستمرار في مواجهة الحوثيين". مؤكدا في هذا الصدد، أن المستفيد مما حصل في عدن هي إيران الحليف الأبرز للحوثي، وان الخسارة لن تطال اليمنيين فقط بل ستطال التحالف. وقال "المستفيد من ما يحدث هي قوى اقليمية تدعم الحوثي ومشروعه في اليمن والخسارة بطبيعة الحال لن تطال اليمنيين فحسب بل ستطال ايضا دول التحالف".
 
خيار واحد!
 
وخالف مختار الرحبي، الصحفي في الرئاسة اليمنية، ومستشار وزير الإعلام، عادل عمر، بالتأكيد أنه "لا يوجد امام الحكومة الشرعية الا خيار واحد، وهو ما جاء في بيان الرئيس مع الهيئة الإستشارية".
 
وأشار مختار الرحبي، في حديثه لـ"يمن شباب نت"، إلى أن موقف الرئيس هادي والبيان الذي صدر عقب الاجتماع مع هيئة مستشارية، "كان موقف قوي ورافض للانقلاب الذي قادة عيدروس الزبيدي، وما يسمى المجلس الانتقالي".
 
وأكد الرحبي، أن "التغاضى عن مثل هذه الأعمال الخارجة عن النظام والقانون، يساعد أي جماعة تمتلك سلاح على القيام بما قامت به جماعة الحوثي، وجماعة عيدروس الزبيدي، لذلك كان الموقف القوي من الحكومة". الرافض لهذا الانقلاب، واعلانهم مواجهته بكل الوسائل المتاحة.
 
وكان الرئيس هادي، قد رأس، يوم الاثنين، اجتماعا استثنائيا لمستشاريه وقادة الأحزاب والقوى السياسية بحضور نائبه الفريق الركن علي محسن صالح، حيث وقف الاجتماع الاستثنائي أمام الخطوات الانقلابية المرفوضة، والأحداث التخريبية المؤسفة التي جرت في العاصمة المؤقتة عدن، والتي أقدم عليها ما يسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي" المدعوم من الإمارات، من خلال التمرد المسلح باستهداف معسكرات واقتحام مؤسسات الدولة، والانتشار في الشوارع والأحياء، في سلوك عبثي مرفوض رسميا وشعبيا ودوليا.
 
وأكد الاجتماع، أن ما يجري في عدن عمل انقلابي مرفوض وممارسات غير مسؤولة روعت المواطنين وأشاعت الرعب والخوف لدى الغالبية العظمى من اليمنيين المصطفين خلف الشرعية في معركة استعادة الدولة، وأودت بحياة ضحايا مدنيين وعسكريين، مشيرا إلى أن تلك الاعمال ليست عفوية وتضع اكثر من علامة استفهام حول الجهة المستفيدة منها، خاصة مع تصعيد العمليات العسكرية والانتصارات المحققة ضد اذناب إيران ووكلاء مشروعها في اليمن من مليشيا الحوثي في مختلف الجبهات، وفِي المقدمة تعز التي تتهيأ للانتصار على بقايا وفلول التمرد وفك الحصار على ابنائها المطبق منذ ثلاثة اعوام مضت. وفقا لما ورد في وكالة سبأ الرسمة.
 
مكاشفة ومصارحة!
 
ووافق الناشط والحقوقي، احمد هزاع، ما ذكره عادل عمر، أن هناك خيارات كثيرة أمام الشرعية، بعد محاولة الانقلاب الذي تم تنفيذه من قبل مليشيا عيدروس الزبيدي على الحكومة الشرعية، كونها استخدمت نفس الأساليب التي قامت به مليشيا الحوثي في صنعاء، والمطالب التي كانت تحت عباءة مكافحة الفساد، وغيره.
 
وأوضح أحمد هزاع، أن "الخيارات المتاحة أمام الشرعية، تكمن في مصارحة التحالف العربي؛ لإعادة التذكير بأهداف عاصفة الحزم، وقرارات مجلس الأمن، والتلويح بإمكانية استغناء اليمن عن دور الإمارات في الجنوب".
 
وأضاف هزاع في حديثه لــ"يمن شباب نت"، أن من الخيارات المتاحة أمام الشرعية، "تفعيل أداء الدبلوماسية اليمنية لشرح وجهة نظر الحكومة الشرعية، بشأن الأحادث الأخيرة في عدن، وخطورتها على السلم الدولي. مشيرا الى أنه "بإمكان الدبلوماسية اليمنية التحرك بحثا عن حلفاء جدد؛ تركيا، الصين، ألمانيا، روسيا".
 
وأشار الناشط أحمد هزاع، الى أن "سلطنة عمان، يمكن أن تكون شريك إقليمي جيد خلال هذه المرحلة"، بعد الانقلاب على الحكومة الشرعية من قبل مليشيات عيدروس الزبيدي، المدعومة اماراتيا، وهو ما يراه، أن ذلك تهديد يمثل سلطنة عمان، كون المصالح باتت مشتركة لدرء المخاطر التي تهدد اليمن وعمان في نفس الوقت، ومن قبل ذات الأدوات، إذ أن تقسيم اليمن، من قبل السعودية والامارات، والتمكين في الجنوب لما يُسمى بالمجلس الانتقالي الانفصالي، لحكم الجنوب، الذي قد يلعب لاحقا دور "الجبهة القومية"، إبان حكمها للجنوب في دعم "جبهة ظفار". ما يجعل الأخطار مشتركة، ومواجهته تتطلب التعاون والشراكة. حسب وصفه.
 
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر