شبوة: مشاعر أبناء "بيحان" و "عسيلان" بعد ثلاث سنوات من الإبعاد القسري

[ قوات الجيش والمقاومة الشعبية أثناء استعادتهم مديرية بيحان- محافظة شبوة، شرق اليمن ]

 
 لثلاث سنوات، اصبحت منازلهم وقراهم بعيدة عنهم وهي قريبة منهم؛ يستطيعون رؤيتها من على بعد، فيزداد شوقهم وحنينهم الى معانقة ترابها أو ملامستها ولو لدقائق فقط، لكن أنّى لهم ذلك ومليشيات الحوثي وصالح الانقلابية يحتلونها أو ينتشرون في محيطها بعد أن هجرتهم منها.
 
منذ اجتياح المليشيات الانقلابية لمحافظة شبوة في الـــ 15 مارس/آذار 2015م، هجرت المليشيات عشرات الأسر من أبناء بيحان وعسيلان، فيما نزح المئات منها خوفا من الاعتقال أو القتل، وأحيانا من قصف الطيران الذي حولها إلى منطقة عمليات عسكرية دائمة.
 
"يمن شباب نت" قام بالنزول الى المناطق المحررة بمديرية عسيلان وتناول نماذج بسيطة جدا من قصص المدنيين وأفراد المقاومة الذين تمكنوا أخيرا من الوصول الى قراهم ومنازلهم التي أحرمتهم منها المليشيات الانقلابية.
 
"الدقيقة تحولت الى ساعات"

مع آهات خرجت من قلب مكلوم على طول الفراق عن الاهل والأرض، يقول عوض المطهري، أحد افراد المقاومة الشعبية: "كان الذهاب الى منزلي من النقوب لا يستغرق سوى بضعة دقائق للوصول الى قريتي (الصفحة)، لكن بعد اجتياح المليشيات تحولت الى رحلة مرهقة وشاقة تستغرق ساعات للوصول الى المنزل، مع الكثير من المخاطرة".
 
ويضيف المطهري لـ"يمن شباب": قبل اجتياح المليشيات لقريتنا، كنت أصل الى المنزل في خمس دقائق فقط، لكن بعد احتلالها، أصبح التفكير في الذهاب الى المنزل امرا صعبا لطول الطريق ووعورتها، بسبب سلوك طرق ملتوية بعيدة. حيث بلغت مدة الوصول الى المنزل ساعة ونصف على السيارة وثلاث ساعات مشيا على الاقدام، وكلاهما عبر طرق جبلية وعرة جدا".
 
خرج المطهري، وكثير من الشباب معه، من قراهم خوفا من الاعتقال بعد دخول المليشيات وقيامها بعمليات اعتقال عشوائي لكل من يرفض فكرتهم، "حتى أصبحت العودة الى منازلنا وقرانا حلم يراودني ويراود الكثير من الشباب". حسب قوله.
 
 
عيد العودة

وبعد عودتهم، عقب تحرير قراهم، يقول المطهري عن لحظات استقبال الاهالي لهم: لا أستطيع ان أصف الفرحة التي كانت على وجه أبناء قريتي اثناء استقبالنا، بإطلاق الأعيرة النارية والترحيب وتقديم الوجبات الغذائية لإفراد الجيش والمقاومة الذين طردوا المليشيات.
 
المقاوم صالح احمد جريبه، من أبناء قرية الدرب بمدينة النقوب، يصف هو الاخر يوم تحرير مدينته وقريته من مليشيات الحوثي وصالح الانقلابية بـ"العيد" الذي يساوي "عيدي الاضحى والفطر بالنسبة لكل من حرم من رؤية أهله وزيارة منزله وقريته" طول تلك السنوات من الاحتلال الحوثي.
 
ويضيف جريبه لـ"يمن شباب نت": أن فرحة الاهالي في القرى عقب تحريرها على أيدي المقاومة الشعبية والجيش الوطني، فرحة لا توصف، حيث فتح الاهالي منازلهم ليس فقط لاستقبال أبناءهم واباءهم الذين لم يتمكنوا من الوصول اليها في الفترة السابقة بسبب تواجد الحوثي فيها، بل وأيضا للغرباء.
 
ويعبر عن مشاعره، مقارنة بين تلك الفترة العصيبة، واليوم، بالقول: بصراحة العيش بعيدا عن أهلك وموطنك صعب جدا، وخاصة إذا كنت ترى قريتك صباحا ومساء، دون أن تكون قادرا من الوصول اليها، لكن ولله الحمد ها نحن نعود اليها اليوم فاتحين منتصرين، وها هي الحياة تعود الى قلوبنا بعد أن كنا نشعر أننا اموات، أو على شفير الموت ببضع خطوات.
 
حرق شعارات وملازم الحوثي

عقب طرد المليشيات الانقلابية من مديريتي عسيلان وبيحان سعى المواطنون الى طمس شعارات الحوثي التي ملأت جدارن المنازل والمحلات التجارية والمساجد والشوارع، خلال فترة تواجد المليشيات في المدينة.
 
ويؤكد جريبه: "لا توجد حاضنه شعبية للمليشيات في بيحان، ولذلك لم يجدوا من يناصرهم في المدينة، إلا نتيجة الخوف والإرهاب الذي مارسوه ضدهم"
لذلك، يضيف: واليوم ها هم ابناء المدينة ينتفضون ضد تلك الأثار التي خلفتها الميليشيات، وقاموا بطمسها وحرق شعاراتها وملازمها، مباشرة بمجرد دخول قوات الجيش والمقاومة الى المدينة وتحريرها.
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر