كيف فشلت انتفاضة صالح العسكرية بصنعاء ضد الحوثيين وانتهت بمقتله في منزله؟ (تقرير خاص)

[ طقم عسكري تابع لقوات صالح في صنعاء قبل مقتله (أرشيفية) ]

لا تزال تفاصيل فشل الانتفاضة المسلحة لقوات الرئيس السابق الراحل على عبد الله صالح ضد ميلشيات الحوثي في صنعاء غامضة في الوقت الذي كشفت مصادر مطلعة أن صالح في آخر اتصال بعائلته قال لهم "باعوني خانوني باعوني للحوثيين".

في 2ديسمبر/كانون أول كانت تنتفض صنعاء على غير عادتها منذ ثلاث سنوات حيث خرج مواطنون يمزقون شعارات ميلشيات الحوثي في الوقت الذي بدت فيها الشوارع والأحياء خالية من أطقم الميلشيات بعد ليلة مواجهات هي الأعنف في عدد من الإحياء.

إستيقط المواطنون على وقع انتفاضة بشعار "لا حوثي بعد اليوم" بينما تداول الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً وفيديوهات لمواطنون يهتفون ضد الحوثيين بينما مسلحوهم يغسلون سيارتهم المطلية باللون الأخضر خوفاً من الغاضبين ضدهم ومن الملاحقة.


خيانة من مقربين

مصدر مطلع كشف لـ"يمن شباب نت" تفاصيل مثيرة قبل تحول الانتفاضة العسكرية للقوات الموالية لحزب المؤتمر إلى حالة صدمة بعملية إعدام على عبد الله صالح بطريقة بشعة في منزله ليل الأحد/الاثنين  4ديسمبر/كانون ثاني.

عبر كثير من السياسيين والمقربين من صالح عن حالة الصدمة من الطريقة الغامضة التي قضى فيها نهاية حياته، وهو الداهية والعسكري الذي عاش طويلاً في السلطة راقصاً على رؤوس الثعابين ومحافظاً على أمنه الشخصي، على حد وصفهم.

وقال المصدر المطلع "أن الرئيس الراحل صالح تعرض لخيانة كبيرة من قيادات عسكرية كبيرة كانت اتفقت معه قبل الانتفاضة بالإمساك بعدد من المهام العسكرية ضمن خطة السيطرة على العاصمة صنعاء لكنهم اختفوا في لحظة مهامهم".

فشل الانتفاضة

صباح السبت الثاني من ديسمبر كانت وسائل الإعلام تنقل أخبار سيطرة قوات صالح على مناطق ومعسكرات في العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات حيث دون العميد طارق صالح نجل شقيق بصفحته على تويتر "معسكر ?? مع رجال اليمن " وتغريدة أخرى "تحيا الجمهورية اليمنية" وهما آخر تغريديتان له حيث لا زال مصيره مجهول في ظل تضارب الأنباء عن مقتله.

كانت قوات صالح والقبائل الموالية أعدت خطة عسكرية محكمة قسمت العاصمة إلى عدة مناطق عسكرية يقودها عدد من الشخصيات العسكرية والقبلية وتحركت بعضها وحققت تقدماً عسكريا في السيطرة وطرد الحوثيين، بحسب المصدر المطلع.

وكشف المصدر "أن الخيانة تمت من قائد عسكري في معسكر ريمه حميد بمديرية سنحان مسقط رأس صالح، حيث لم ينفذ الخطة العسكرية في تعزيز الجبهة وسط العاصمة بالدبابات والمدرعات، حيث أقفل تلفونه ولم يرد على أحد بما فيهم على عبد الله صالح".


خطاب صالح الأخير

بدا صالح في خطابة المتلفز في قناة "اليمن اليوم" يوم السبت 2ديسمبر/كانون أول أكثر ثقة من خلال بدء شن حرب معلنة على ميلشيات الحوثي وطردهم من العاصمة صنعاء، حيث ظهر في حديث لمذيع قناة "اليمن اليوم" يقعد على كرسي ذهبي وخاطب دول التحالف بـ"الأشقاء" لأول مرة منذ بدء التدخل العسكري وكانت لهجته أكثر شجاعة ضد الحوثيين.

في المقابل ظهر زعيم ميلشيات الحوثي عبد الملك الحوثي في نفس اليوم في خطابيين منفصلين في الصباح والمساء وبدا عليه حالة الإرباك والتخبط في حديث مقتضب الصباح على عكس عادته، وفي المساء تحدث بلهجة ضعيفة حيث كرر الكلمات الدارجة في خطابة مثل "يا عيباه" وغيرها.

يوم الأحد 3ديسمبر/كانون أول تحولت المعركة عكسيا بدأت قوات صالح في التراجع واستطاعت ميلشيات الحوثي تغيير المعادلة العسكرية والسيطرة على المناطق التي سقطت بيد قوات صالح وتضييق الخناق على المربع الأمني الضيق للرئيس صالح بالقرب من منزله في "حي الكميم" وصولاً إلى اقتحام المنزل.

في ليل الأحد/الاثنين 3و4 ديسمبر/كانون ثاني استطاعت الدبابات تغيير المعادلة العسكرية في اقتحام منزل الرئيس الراحل على عبد الله صالح بعد امتناع القيادي العسكري المقرب من الرد على تلفونه وإسناد قوات صالح بالدبابات والأسلحة الثقيلة، بحسب ما ذكر المصدر.

نهاية تراجيدية

فجر الاثنين 4 ديسمبر/كانون أول كان صالح يقضي الساعات الأخيرة برفقة أمين عام حزب المؤتمر عارف الزوكا حيث انقطعت كل الآمال في تغيير يمكن أن يحدث بعد وصلت الرصاصات إلى جدار سور منزله الذي يمتد في مساحة واسعة من الحي، هاتف أسرته وقال لهم"باعوني للحوثيين" كانت تلك هي آخر الكلمات الهاتفية للسياسي السبعيني الذي ظل الرجل الأول في البلاد لأكثر من ثلاثين عام.

خرج صالح بحسب شهود إلى مرافقيه يطلب منهم ا يغادروا بعد أن شعر أن لا مجال للمقاومة وحمل بندقية أحدهم وقال "سأقاتل حتى أموت أصبحت في نهاية عمري" بحسب ما ذكر شهود من الناجيين من المعركة بجوار منزله.

قتل صالح إعداماً بالرصاص في منزله مع رفيقة عارف الزوكا، في لحظة غادرة من تأريخ الرجل الذي عاش في واجهة المشهد السياسي في البلاد أربعة عقود، وكان الخذلان والخيانة من مقربون هو من حدد النهاية التراجيدية، على يد ميلشيات منفلتة.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر