ما وراء الدعوات الأمريكية المتزايدة للحل السياسي بعد التقدم العسكري بالحديدة؟ (تقرير خاص)

[ قوات للجيش الوطني(إرشيف) ]


أرجع محللون سياسيون توالي المواقف الأمريكية المتصاعدة بالتحذير من الوضع الإنساني ودعوة جميع الأطراف للعودة للحوار لاستحالة الحل العسكري إلى قناعة واشنطن الرافضة لحسم المعركة كليا ورغبتها بالحفاظ على الحوثيين كأمر واقع لابتزاز الخليج وتحديدا السعودية.
 
وجاءت المواقف الأمريكية في أعقاب التقدم الذي أحرزه الجيش الوطني بدعم من التحالف بمحافظة الحديدة ضمن عملية عسكرية تهدف لاستكمال تحرير الساحل الغربي لليمن واستعادة الحديدة وميناءها الرئيسي، وهو ما اعتبرت رفضا للتحرك العسكري.
 
مواقف غريبة بالجملة
 
وكان لافتا أن موقف واشنطن مفاجئا وغريبا على اعتبار أنها لا تهتم بالملف اليمني لانشغال إدارة ترمب بملفات خارجية أخرى في سوريا والعراق والأراضي المحتلة بفلسطين فضلا عن أن هذه المواقف مثلت تراجعا عن تحمسها وتأييدها في البداية لتحرير الحديدة.
 
فبعد مقتل صالح على يد حلفائه الحوثيين في الرابع من الشهر الجاري، توالت المواقف الأمريكية بدءا من وزارة الخارجية التي أعربت على لسان المتحدثة باسمها هيذر نويرت، عن قلقها إزاء تزايد العنف في اليمن، ودعت جميع الأطراف المتنازعة للجلوس على طاولة المفاوضات.
 
وتبعها على مدى يومين متتاليين دعوات مشابهة من المتحدثة باسم البيت الأبيض مع التأكيد على استحالة الحل العسكري وبالتزامن نقلت رويترز عن مسؤول أمريكي أن إدارة ترمب تواجه ضغوطا من الكونغرس بسبب موقفها من الوضع الإنساني في اليمن، مؤكدا أنه في حال لم تقم السعودية بما يجب لتخفيفه فإنها قد تكون مضطرة لاتخاذ عقوبات على تحالفها.
 
بينما دعا ماثيو تولر، السفير الأميركي لدى اليمن، الحوثيين إلى تسليم السلاح، والدخول في مفاوضات جادة لإنهاء الصراع مع جميع الأحزاب السياسية اليمنية، وفقاً للإطار الأممي الذي يرتكز على المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني اليمني الشامل وقرارات مجلس الأمن، مؤكداً أنه ليس هناك أي حل عسكري للصراع القائم في اليمن. بحسب تصريحات لصحيفة "الشرق الأوسط".
 
وبعد يومين من مقتل صالح دعا الرئيس ترمب السعودية لإنهاء الحصار على اليمن بشكل فوري في خطوة وصفت بالابتزازية خصوصاً و أنها جاءت بعد إعلانه قرار القدس عاصمة لاسرائيل.

فرض سلطة أمر واقع
 
وتعليقا على ذلك، يرى المحلل السياسي، نبيل البكيري، أن التحول أمريكي ليس لافتا بينما التحول الحاصل هو في الأحداث الدراماتيكية على المشهد اليمني والمتمثل بمقتل صالح وتسيد جماعة الحوثي على المشهد السياسي والعسكري لخارطة الجغرافية الخاضعة لسلطة الأمر الواقع الانقلابية.
 
وقال البكيري لـ"يمن شباب نت" إن الموقف الامريكي نابع الآن من حرصهم على التعاطي مع جماعة الحوثي كأمر واقع وطرف ينبغي التعاطي سياسياً معه كشريك رئيسي في أي تسوية سياسية قادمة يتم الترتيب لها عسكرياً على أرض الواقع.
 
وعن معركة الساحل الغربي أوضح، البكيري، أنها تصب باتجاه تسوية سياسية بلاعبين مرضي عنهم ويتم الترويج لهم من خلال الحديث عن قيادة أحمد علي لمعركة الساحل كمنقذ وشريك رئيسي لجماعة الحوثي في أي صفقة سياسية قادمة.
 
مخاوف أمريكية
 
من جانبه يعتقد، محمد عبدالسلام، رئيس مركز أبعاد للدراسات، أن كل البيانات الخارجة من الإدارة الأمريكية تعطي ضوء أخضرا للسعودية في عمليات عسكرية محدودة.
 
وأضاف في تصريح لـ" يمن شباب نت" أن الأمريكيين يريدون مزيداً من الضغط على الحوثيين وهم ضد الحسم العسكري ومع الحوار السياسي، مستدركا بالقول" ستفرض على الأمريكيين القبول على مضض بعملية تأديب للحوثيين عبر عملية عسكرية محدودة ربما الهدف منها الاستيلاء على ميناء الحديدة ثم وضعه تحت إشراف الأمم المتحدة لإنهاء المخاوف من الأوضاع الإنسانية".
 
يذكر أن السعودية طالبت في مارس الماضي الأمم المتحدة بوضع ميناء الحديدة تحت إشرافها إلا أن الأخيرة رفضت باعتبارها "واجبات لا يمكن نقلها إلى آخرين".

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر