ماذا بعد مقتل "صالح"؟ (تقرير خاص)

 
 أثار مقتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح على يد مليشيات الحوثي حالة من الذهول والجدل لدى الكثيرين حول مستقبل الوضع في البلاد ومصيرها.
 
واعلنت وزارة الداخلية التابعة للحوثيين، الاثنين، مقتل صالح، الذي وصفته بـ"زعيم الخيانة" وعدد من عناصره، فيما نعى حزب المؤتمر وفاته، والأمين العام للحزب "عارف الزوكا"، دون أن يذكر بيان الداخلية (الحوثية)، ولا حزب المؤتمر الشعبي، شيئا عن مصير بقية القيادات الحزبية ونجل صالح الأصغر "مدين"، الذين قيل أنهم كانوا برفقته.
 
ويأتي مقتل "صالح" بعد ثلاثة أيام من المواجهات العنيفة مع مليشيات الحوثي حول منزله في منطقة حدة جنوب صنعاء، بعد ثلاثة سنوات من الشراكة مع الحوثيين. وبحسب المعلومات المتداولة، بينها تأكيدات حزبه، فإن الرجل قتل بالقرب من بلدة سنحان مسقط رأسه.
 
ويرى مراقبون أن المعركة اليوم باتت تاريخية ووطنية، ومرحلة لتصحيح الاخطاء استعداداً لمعركة مصيرية تجتمع فيها الأطياف لمواجهة ميلشيات الحوثي.
 
ردود أفعال محلية ودولية
وتوالت ردود الأفعال عقب مقتل صالح، فقد دعا الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، في كلمة له، جميع أبناء الشعب اليمني "في كل المحافظات التي لازالت ترزح تحت وطأة هذه المليشيات الإجرامية الإرهابية، الى الانتفاض في وجهها ومقاومتها".
 
ودولياً، حث وزير خارجية بريطانيا "جميع أطراف النزاع على ضبط النفس، عقب تقارير وفاة الرئيس السابق صالح في اليمن اليوم". وأضاف في تغريدة له على تويتر "أن المملكة المتحدة تواصل العمل من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة في اليمن".
 
وأعربت مصر، عن قلقها البالغ، إزاء "التطورات المؤسفة التي يشهدها اليمن، والتي أسفرت عن مقتل صالح على يد عناصر الحوثي جنوب العاصمة صنعاء". ووصف المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية ”أحمد أبوزيد”، "التصعيد بالخطير، والذي يزيد من حدة الانقسام والتوتر في اليمن".

 
معركة بين الجمهورية والإمامة
وعلى مستوى المحللين السياسيين والناشطين اليمنيين، أعتبر المحلل السياسي، نبيل البكيري، معركة اليمنيين ليست مع شخص صالح، "الذي انتهى بسقوط صنعاء في ??سبتمبر".
 
وأضاف البكيري في تغريدة على حسابه "تويتر": "معركتنا اليوم، والتاريخية مع جحافل الامامة التي أسقطت دولة اليمنيين وعاصمتهم وتسللت الى حياة اليمنين مرة أخرى بحقد صالح الذي شرب من نفس كأس خيانته".
 
وقال أيضا: "كان صالح يمثل أخر غطاء سياسي بين أنصاره ومحبيه لمليشيات الانقلاب الطائفي الحوثية، اليوم وقد هتكت المليشيات ستار غطائها السياسي بنفسها، تتضح المعركة جيدا حتى بين أنصار صالح أنفسهم أنها معركة بين الجمهورية والإمامة بين الماضي والمستقبل بين الكرامة والهمجية"، على حد تعبيره.
 
أما المحلل العسكري، علي الذهب، فيرى أن اليمن دخلت مرحلة جديدة تقوض جدار المحيط بعد مقتل صالح.
 
وقال "بعد مقتل صالح، اليمن على أعتاب مرحلة جديدة، قابلة للتشكل السريع، فإما أن تكون ظهيرا وسندا لمحيطها العربي، أو معولا بأيدي طهران، تقوض به جدران هذا المحيط"...، ولفت إلى أن الكرة في ملعب الأشقاء، بدول الخليج العربية.
 
ويرى الصحفي والمحلل السياسي، عبدالسلام محمد، رئيس مركز ابعاد، أن استعادة الجمهورية "تحتاج إلى معركة وطنية ولم يعد مجديا التعلق بوهم الأشخاص".
 
وعلق محمد على حسابه في تويتر بالقول "لمن خرج اليوم يبشرنا بنجل صالح (أحمد)، أقول لهم ليس هناك شخص يقود مشروعا شخصيا أقوى من صالح؛ ولذلك فإن خلاص اليمنيين هو المشروع الوطني الكبير".
 
وتفاعل العالم مع خبر مقتل الرئيس السابق، حيث وصل الوسم "Ali Abdullah Saleh" إلى الترند العالمي، مساء أمس الأثنين.
 
انقسام وانتظار
وانقسمت تناولات المحللين ونشطاء التواصل الاجتماعي حول شخص "صالح" نفسه، بين مادح يمنحه وسام الشجاعة والوطنية لانقلابه على حلفاؤه الحوثيين في اللحظات الأخيرة من حياته؛ وقادح ينتقد تاريخه المليء بالأخطاء، بينها وأبرزها تحالفه مع الميليشيات التي جاءت نهايته على يدها بعد ثلاث سنوات من تحالفه معها ضد الدولة والسلطات الشرعية فيها.
 
وبقى الحديث عن موقف قيادات حزب المؤتمر الشعبي العام وأنصاره، وكذا قوات الحرس الجمهوري التابعة له، خلال المرحلة القادمة، بعد مقتل زعيمها، هو الجزء الذي لم ينل قسطا وافرا من التحليلات والتكهنات، كونه ما يزال حتى الأن في العتمة.
وينتظر اليمنيون بفارغ الصبر انجلاء تلك العتمة سريعا، على أمل أن تتضح الصورة كاملة لما يمكن أن تكون عليه طبيعة المرحلة القادمة، فيما يتعلق بهذا الجزء المهم تحديدا.
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر