كيف تعيش صنعاء.. وماهو مصير أنصار حزب المؤتمر بعد مقتل صالح؟ (تقرير خاص)

[ دمار في "الحي السياسي" بصنعاء بعد المواجهات خلال الايام الماضية (ناشطون) ]

تسود حالة هدوء تام من المواجهات في العاصمة صنعاء في ظل حالة ترقب شديدة في أوساط المواطنين بعد إعلان مقتل الرئيس السابق على عبد الله صالح من قبل ميلشيات الحوثي، في الوقت الذي يخشى أعضاء حزب المؤتمر من موجة انتقام من قبل الحوثيين.

يرى المواطنون أن مصيرا مجهولا ينتظر صنعاء في ظل استفراد ميلشيات الحوثي بسلطة الأمر الواقع، وتكهنات بما يمكن أن يحدث من حملات اختطافات وتصفيات تستهدف قيادات وقواعد حزب المؤتمر الذين يتواجدون جماهيرياً بشكل واسع.

وتعيش صنعاء ظروف جديدة تشبه إلى حد كبير ما حدث في 21سبتمبر من العام 2014 أثناء الانقلاب على مؤسسات الدولة من قبل الحليفيين اللذين تحولا إلى أعداء، وانفضت شراكتهما بعد سلسلة من الحرب الكلامية، انتهت بمقتل "صالح" اليوم الاثنين 4 ديسمبر/كانون أول.
 
هدوء وتحليق للطيران

وقال شهود عيان لـ"يمن شباب نت" إن الشوارع تكاد تخلوا من المارة رغم عدم وجود أي مواجهات منذ عصر اليوم عقب إعلان مقتل صالح وعدد من القيادات التابعة له.

وذكر الشهود "أن طيران التحالف العربي يحلق بشكل مستمر مابين الحين والآخر ويقصف مواقع بعيدة عن وسط صنعاء، في الوقت الذي اختفت جميع المظاهر المسلحة للقوات الموالية لحزب المؤتمر".

وأشاروا إلى أن "كثير من المحلات التجارية أغلقت أبوابها في عدد من الأحياء والشوارع التي يخيم الهدوء المخيف عليها".

وشن طيران التحالف العربي غارات في مداخل العاصمة صنعاء خلال الساعات الماضية، لمساندة  الانتفاضة ضد الحوثيين رغم الهدوء السائد في المدينة بشكل كامل، في ظل دعوات غاضبة للثأر من قبل ناشطين في حزب المؤتمر.
 
مخاوف من الانتقام
يخشى أعضاء حزب المؤتمر من حالة انتقام من قبل ميلشيات الحوثي بعد إحكام سيطرتهم على العاصمة صنعاء والمربعات الأمنية التي كانت تسيطر عليها قوات تابعة لحزب المؤتمر والتي كان يقودها نجل شقيق صالح طارق محمد عبد الله صالح، الذي ما يزال مصيره مجهولا حتى الآن.
 
وقال أحد أعضاء حزب المؤتمر في صنعاء لـ"يمن شباب نت" إن حالة حزن وإحباط كبير في أوساط أعضاء وقيادات الحزب في صنعاء والمحافظات اليمنية بعد مقتل صالح من قبل ميلشيات الحوثي.

وأضاف العضو القيادي -الذي طلب عدم ذكر اسمه: "إن الكثير من القيادات والأعضاء في حزب المؤتمر، وخاصة الإعلاميين، يخشون من الاختطاف والملاحقات من قبل الحوثيين الذين يستقوون بإنفرادهم بالسطو على صنعاء بقوة السلاح"، حيث وأنه قام بمثل هذه الأعمال في السابق، مع سياسيين وإعلاميين مناهضين، إبان إنقلابه على السلطة الشرعية في سبتمبر 2014.

وعمد الحوثيون منذ تأريخهم المسلح في التمرد، على إرهاب معارضيهم وقتلهم وتفجير منازلهم، امتداداً لمشروع الإمامة الذي ثار عليه اليمنيون 26سبتمبر 1962، وهو ما يثير مخاوف أعضاء حزب المؤتمر اليوم، حيث لا تزال التجربة ماثلة أمامهم خلال السنوات الماضية بدأ من دماج وصولا إلى صنعاء ومطاردة أعضاء وقيادات حزب الإصلاح وكل معارضيهم.
 
حالة غضب
لم يخفي الكثير من الناشطين المؤتمريين غضبهم مما أسموه "الغدر" الذي تعرض له صالح من قبل ميلشيات الحوثي، أودت إلى مقتله مع قيادات كبيرة في الحزب الذي بدأ قبل أيام ما اسماها بـ"الانتفاضة ضد الحوثيين" في صنعاء.

وقال سكرتير صحيفة الميثاق الناطقة باسم حزب المؤتمر كامل الخوذاني "ثابتون وصامدون ولا تراجع عن قرارنا استعادة الجمهورية والدولة واجتثاث عصابة الإجرام الحوثية".

وأضاف في تغريده بحسابه بموقع "تويتر" جميعنا قيادات وأعضاء ومنتسبي المؤتمر الشعبي العام وكل الأحرار والشرفاء في هذا البلد، سنعمل على تطهير البلد من ميليشيات الحوثي حتى ولو لم يتبقى منا من يتنفس الهواء، على حد تعبيره.

وأشار إلى أن صالح أوصاهم قائلاً "دافعوا عن جمهوريتكم وبلدكم، استعيدوها من المليشيات الإيرانية الكهنوتية، اليمن أصل العرب وسوف تبقى أصل العرب ومنبع العروبة لا تتخاذلوا ولا تتهاونوا".

في المقابل دعت ميلشيات الحوثي  إلى الاحتشاد غد الثلاثاء في العاصمة صنعاء احتفاء بمقتل صالح، وإنهاء ما أسموه التمرد، في تصرف اعتبره مراقبون غريباً على قيمهم الأصيلة في التشفي والنشوة بالقتل والغدر.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر